تراجع البريد المزعج "سبام" خلال الربع الثاني من 2012 2012- ص 10:10:44 الاربعاء 29 - اغسطس شيماء قنديل واصل البريد المزعج"سبام" تراجعه في الربع الثاني من عام 2012 ليشكل نسبة 74.3 % من إجمالي الرسائل الالكترونية المرسلة. حيث سجل انخفاضاً بنحو 2.3 % مقارنة بالربع الأول. فبالإضافة إلى عوامل موسمية قد يكون هذا الانخفاض ناتجا عن الوضع الاقتصادي المعقد السائد الآن في العالم، وهناك مؤشرات أخرى تدل على تأثير القضايا الاقتصادية العالمية على انتشار البريد المزعج، فعلى سبيل المثال، رأينا في شهر مايو الماضي زيادة في انتشار البريد المزعج باللغة الانجليزية يروج للخدمات المالية الشخصية، وكان قد بلغ حينها 23.5 % من إجمالي الرسائل المزعجة- وبعد شهر زاد حجمها بنحو 3 أضعاف ووصل إلى 73 %، وفي يونيو ضمت غالبية هذه الرسائل عروضا تتضمن جني الأموال بطرق غير مشروعة. وقالت كبير محللي البريد المزعج بكاسبرسكي لاب "ماريا ناميستنيكوفا"، انه من المتوقع أن تتقلص نسبة الرسائل المزعجة تدريجيا لتصل إلى 65 % من إجمالي الرسائل الالكترونية في العام المقبل، فقبل بضعة سنوات ظهرت خدمات الكترونية جديدة في الانترنت يطلق عليها اسم الكوبونات، تعرض على المستخدمين تخفيضات على شراء السلع والخدمات. وقد لعبت خدمة الكوبونات دورا مزدوجا في البريد المزعج في الغرب- فمن جهة استغل ناشرو البريد المزعج الكوبونات في الاستيلاء على اهتمام ضحاياهم المحتملين. ومن جهة أخرى استحوذ نظام الكوبونات على جزء من الإعلانات المشروعة ظهرت سابقا في الرسائل المزعجة. وبالنتيجة تضاءلت كمية الرسائل المزعجة في الدول الغربية، ففي أبريل الماضي تم تسجيل رسائل مزعجة تحاكي إشعارات موقع الفيسبوك الرسمية، إلا أنه في هذه المرة لم تكن الروابط في الرسائل تؤدي إلى مواقع مخترقة بل إلى صفحات في موقعي ويكبيديا وامازون، غير أن الكادر في كلا الموقعين استجاب بسرعة للوضع، حيث قام بتعطيل الصفحات قبل انتشار الروابط. ومن بين القضايا الرئيسية التي تناولها البريد المزعج من شهر أبريل الماضي كان الوضع في سوريا وقد استغله ناشرو البريد المزعج "النيجيريين" في الربع الثاني من العام الجاري، وتضمنت الرسائل المزعجة موضوع "زوجة الأسد"، "أفراد عائلة الأسد" والمواطنين السوريين العاديين. ومن بين أبرز الأحداث في الربع الثاني من العام الجاري، كانت بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم 2012، بعدها ركز مروجو البريد المزعج على الألعاب الأولمبية في لندن، حيث أعلنوا عن تنظيم فعاليات الياناصيب يعتقد أنها غير تلك التي ينظمها صندوق الألعاب الأولمبية، وكان كلما اقترب موعد بدء الألعاب الأولمبية كلما ازداد نشاط ناشري البريد المزعج. وفي الربع الثاني من عام 2012 تغيرت معالم جغرافية البريد المزعج بشكل ملحوظ، فقد احتلت الصين الموقع الريادي بشكل غير متوقع - حيث كان نصيبها من البريد المزعج 19 %، قبل عدة سنوات كانت الصين من بين الدول الرائدة في نشر البريد المزعج، إلا أنه بعد تبني القانون الخاص بمكافحة الرسائل المزعجة في 2006 تراجعت كمية هذه الرسائل بشكل ملموس، وبعد مرور ست سنوات يبدو أن مروجي البريد المزعج قد تجاهلوا هذا القانون كونه لم يعد يطبق بالشكل المطلوب. وبعد انقطاع طويل عادت الولايات المتحدة إلى المركز الثاني من التصنيف تشاركها فيه الهند، حيث تبلغ حصة كل منهما 11.7 %، وجاءت فيتنام في المركز الثالث بنسبة 4.7 %، وعلى الرغم من التغيرات في جغرافية مصادر البريد المزعج إلا أن النزعات الرئيسية بقيت كما هي: لا تزال كميات متزايدة من البريد المزعج تأتي من آسيا وأمريكا اللاتينية.