يعتقد بعض الفنانين بأنه يجب أن يكون ملكًا خالصًا لجمهوره ، وأن الزواج ينال من نجاحه ، ويفقده جزءا من هذا الجمهور ، وموسيقار الأجيار محمد عبدالوهاب لديه قناعة بأن الزواج يقضي على الفنان .

وكشف عبدالوهاب عن اعتقاده هذا فى مقال نشرته آخر ساعة فى عددها الأول ، وكشف عبدالوهاب أن الفنان يحتاج إلى الإحساس وإلى الحلم وإلى التحليق فى سماء الخيال وحالات الشعور المختلفة من فرح وحزن وبغض وحنان ولذة وألم والزواج يقتل كل هذا .

وتنشر بوابة الأخبار مقال موسيقار الأجيال الذي قال فيه " ليست هذه أول مرة أكتب فيها مقالا للصحف ولكنني مع ذلك أمسك القلم بتردد .. وأراني مضطرا للاعتراف – بيني وبين نفسي على الأقل – بأنني جبان ! وأنني أخاف عواقب هذا المقال .

وليس خوفي من قانون الصحافة ولا من النيابة العمومية ولا من أن يصبح مقالي هذا – بعد أن كان مقال التلاقي – يصبح مقال الوداع .

ولكن خوفي هو من الرأي الذي سأبديه فى الزواج .. وبعدها يا لوعتي يا شقايا يا ضنى حالي من غضب الجنس اللطيف وأنا رجل أحب أن أحافظ دائما على رضاء الجنس اللطيف .

لن أتزوج ! لن أتزوج ولو شنقوني ! ذلك لأنني أعتقد أن الزواج يقضي على الفنان الذي يريد أن يحس وأن يحلم وأن يحلق كل ساعة فى سماء الخيال .

الزواج رابطة مملة مهما كانت الزوجة ومهما حسنت نية الزوج .. وأروني زوجين عمرت في بيتهما الأحلام بعد سنة واحدة من الزواج .

والفنان في حاجة إلى عين لا تنضب من الخيال والحس والشعور بمختلف العواطف من حزن وفرح وبغض وحنان ولذة وألم وحب وكره ... إلى آخر الألوان التي يصورها كل يوم بموسيقاه والتي تتدافع فى صوره وتخرج منه أنغاما تشجي وتبكي .

والزواج يقتل هذا كله .. وعلى من يعارضني فى هذا الرأي أن يمد إصبعه ويدلني على فنان واحد استطاع فنه أن يعيش كاملا بعد الزواج .

وبعد فإني أعترف أنني رجل ملول بطبعي لا أطيق القفص ولا القيود .. أريد أن أظل حرا أطير من غصن إلى غصن وأنتقل من زهرة إلى زهرة .. إذن لن أتزوج ولم أفكر يوما ما فى الزواج ."


آخر ساعة العدد الأول