صاحبة الجلالة.. رحلت وفى يدها القلم

محمد الفقي
محمد الفقي

أى نهاية هذه.. فقد رحلت عن دنيانا وفى يدها القلم.. حملته رغم آلام المرض الخبيث.. كانت تكتب وتتابع عملها كشاب يملؤه الحماس يخطو أولى أيامه فى بلاط صاحبة الجلالة.. كانت تحاول إثبات نفسها فى كل كلمة وكل حرف تكتبه وكأنها فى سباق وتريد أن تمزق شريط النهاية فى مباراة شريفة هدفها الحصول على الخبر والمعلومة لتوصلها للقارئ عبر معشوقتها الأخبار.
عشقت الأخبار فعشقها جميع زملائها وتلاميذها.. تفانت فى عملها.. فتفانى فى حبها الحميع.. فأطلقت عليها لقب صاحبة الجلالة ولم لا فهى ملكة العمل الصحفى القضائى ثلاثة عقود متصلة.. حماسها فى آخر أيامها لا يقل أبدا عن حماسها فى أول أيامها.. أمنت بمبادئ لو آمن بها كل من يعمل فى الوسط الصحفى لما آلت الصحافة إلى ما هى عليه الآن.
عايشت معها مواقف عديدة عندما أمر رئيس محكمة بالقبض عليها فى مستهل إحدى الجلسات بسبب موضوع صحفى كتبته عن قضية منظورة وعندما تحايلت عليها وحصلت على حيثيات حكم فى قضية شهيرة كنا نقوم بتغطيتها سويا.. عنفتنى وهى تعيد صياغة موضوعى ليصلح للنشر.. وقدمته طواعية لرئيس التحرير حينها الأستاذ جلال دويدار.. وقالت لى خاين بس شاطر.. مواقف عديدة لا تنتهى جمعتنى بصاحبة الجلالة الأستاذة خديجة عفيفى لا تذهب عن ذاكرتى فهى محفورة فى الذاكرة وفى القلب.. فهى رحلت بجسدها لكنها لن ترحل أبدا من قلبى.. وداعا صاحبة الجلالة فكنت أظن أن أصحاب الهمم لا يرحلون هكذا بسهولة حتى جاءنا النبأ الفاجعة.
نفتقد صوتك.. كلماتك.. شهامتك.. إنسانيتك.. كرمك وصورتك البهية الراسخة فى ذاكرتنا..
اخلدى قريرة العين فنحن نمشى قدما على دربك العطر يا صاحبة المواقف النبيلة فخصالك الكريمة لا يمكن أن تعد أو تحصى ولا يمكن أن يكتبها قلم.
فقد كنت قيمة عظيمة أضاءت حياتنا بالوفاء أيام العتمة الشديدة.. وسوف تظلين تعكسين ضياءها طول العمر..
فإلى جنات الخلد يا صاحبة الجلالة.