«جمال الغيطاني» المحارب المنتصر.. في ذكرى ميلاده الـ73

الأديب الراحل جمال الغيطاني
الأديب الراحل جمال الغيطاني

«جمال الغيطاني».. ولد 9 مايو 1945 في جهينة بسوهاج، ونشأ في حي الجمالية بالقاهرة، وزرع التراث المصري لوحات إبداعية في وجدانه، فطرحت فكرًا مستنيرًا استمتع به القارئ العربي.

 

وزرعت بداخل جمال الغيطاني، نبته القتال والإصرار على الانتصار منذ طفولته فقد ولد في جهينة بسوهاج وكبر وتعلم في حي الجمالية بالقاهرة الفاطمية، ففي المرحلة الابتدائية بدأ تعلقه بالقراءة، وبدأ جهاد صغيرا للوصول إلى الكتب والمجلات التي يحب أن يقرأها، بأن يحاول توفير مصروفه، ويتحمل عناء حرمانه من متع الطفولة حتى يتمتع بما هو أقوى وأمد مفعول «القراءة».

 

ومن حبه للقراءة بدأ يكتب مجموعة من القصص القصيرة، ونشرت أول قصة منها في عام 1963.


واستمر ذلك حتى الثانية عشر من عمره إلى أن توفرت له فرصة اقتراض الكتب من دار الكتب القومية بباب الخلق، وبما أنه أبن لمنطقة تحمل معاني الفن العريق والتراث الفاطمي والمصري الأصيل، والتحق في المرحلة الثانوية بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية ، ونمت لديه مواهب فنية وحرفية ، وبات الدفاع عن التراث والحرف هو ما يشغله حتى انضم لجمعية صناع الخزف وفناني خان الخليلي، وفي تلك الفترة كانت له توجهات سياسية لم تكن في صالحه فتم اعتقاله وعقب خروجه بفترة، وعمل محررا بمؤسسة أخبار اليوم وفي عام 1969 تم اختياره مراسلا حربيا بسيناء.


ومن أول خطوة خطاها المقاتل الصحفي بأرض المعركة أيقن أن ما توقعه وما عاشه قبل الوصول لذلك المكان مختلف تماما ، وأن المسؤولية هنا ليست عن حياته أو حياة شخص معه بل هي مسؤولية حماية الوطن أجمع .

 

فقد كان طوال فترة الحرب "حرب الاستنزاف ، وحرب أكتوبر" يتواجد في منطقة سيناء خلف خطوط العدو مع القوات المصرية، يرصدون تحركات العدو ويراقبون قواته ، فقال المقاتل في يومياته أن "مصر في تلك الفترة كانت تمد الجزء الجريح منها – سيناء- بالرجال ، وكأنه الدم ينقل إلى إنسان يواجه خطر الموت إذا توقف المدد ".

 

تعرض الغيطاني للموت أكثر من مرة أثناء وجوده في الجبهة ولكن الله سلم وكتب له النجاة .


وبعد فترة طويلة على الجبهة بين أخطار الموت والأسر عاد المقاتل عقب الانتصار، ليعود محررا صحفيا بقسم التحقيقات بمؤسسة أخبار اليوم ويستكمل جهاده ضد الفساد.


ثم تمت ترقيته ليصبح رئيسا لقسم الأدب بالأخبار ،وحبه للأدب وعشقه للإبداع جعله يفكر في المشاركة بخلق مولود جديد لمؤسسة أخبار اليوم " وكان هو الأب الشرعي للإصدار الأسبوعي " أخبار الأدب " التي أصدرت في عام 1993 واصبح رئيسا لتحريرها .

 

ولم تكن تلك نهاية الطريق فقد جعل الغيطاني من أخبار الأدب منارة ثقافية ومدرسة أدبية لكل متابعي ومحبي الأدب وأخرجت العديد من كبار الكتاب في العصر الحديث، إلى أن تفرغ لأعماله الأدبية والإبداعية فكانت له أكثر من خمسين قصة قصيرة ، وأكثر من 40 عمل أدبي ما بين الرواية والمجموعات القصصية ، وترجم له العديد من الأعمال للروسية والفرنسية والألمانية وأشهر تلك الأعمال والتي أحدثت صدى كبير "الزيني بركات " والتي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني .

 

كما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب الأعمال الكاملة للكاتب الكبير والروائي جمال الغيطاني في بداية 2015 .

 

وظل الكاتب الصحفي والروائي الكبير جمال الغيطاني يخوض معارك ويقاتل وينتصر ، إلى أن استسلم للموت الأحد 17أكتوبر 2015،في معركته الأخيرة وفارق دنيانا بجسده ولكن ذكراه وأعماله ستظل باقية مخلدة لاسمه ما دامت الحياة.