«العقيد يحيى» صائد التكفيريين.. استشهد وهو يتلو القرآن

والدة الشهيد
والدة الشهيد

دائما يبقي اسم الشهيد خالدا، وتبقي معه رسالة العطاء لما بذله من روحه ودمه في سبيل الوطن،  ومن بين هؤلاء الأبطال ابن بني سويف الشهيد العقيد أركان حرب  يحيي حسن أو كما لقبوه بأسد العريش وصائد التكفيريين لجسارته وشجاعته في حربه ضد الإرهاب.

استشهد البطل يوم الأربعاء 22 مارس 2017 إثر انفجار عبوة ناسفة في المدرعة التي كان يستقلها أثناء عودته من حملة مداهمات في منطقة جبل سحابة القي  خلالها وكتيبته القبض علي 7 تكفيريين واكتشفوا ورشة مخرطة لتصنيع الأسلحة والعبوات الناسفة لترتقي روحه الطاهرة المخلصة إلي بارئها والمصحف في يده يتلو آيات من القرآن الكريم.

التقينا بأم الشهيد البطل ابن مركز اهناسيا والتي بدأت حديثها قائلة : "ابني  مش خسارة في مصر.. بس سامحوني الفراق صعب.. ابكي كل يوم ولكن ليس بكاء المعترض بل بكاء الفراق»، واستطردت  والدموع تنهمر من عينيها »‬اخفي علي انه في سيناء وكان يقول انه في السويس حتى لا اقلق عليه ويوم الثلاثاء قبل استشهاده بيوم اتصل بي هاتفيا وقالي بالحرف الواحد» كل سنة وأنت طيبة يا أمي.. النهاردة عيد الأم كان المفروض انزل النهاردة بس سامحيني  أنا في مهمة وهاجي بكرة.. واختتم حديثه قائلا ادعي لي يا أمي وكأنه كان يشعر أنها ستكون أخر مكالمة بيني وبينه".

وأضافت والدة الشهيد، يحيي كان دائما يطالبني بالدعاء له بالشهادة: وانا كنت بقوله حد يتمني الموت.. بعد الشر، ودائما يرد »‬الشهادة عمرها ما كانت شر»، الشهادة شرف وكرم من عند ربنا».
وحول لحظات تلقيها خبر استشهاد نجلها  قالت: "‬تلقيت اتصالا تليفونيا من ابنتي الدكتورة فاطمة الأستاذة بجامعة بني سويف، تخبرني بإصابته، فرديت عليها :»‬البطل عمره ما يتصاب.. يحيي استشهد وأنا احتسبه شهيدا عند الله".

وأعربت أم البطل في نهاية حديثها  عن أملها في لقاء الرئيس السيسي، مشيرة إلي أنها ليس لديها أي مطالب من الرئيس سوي أن تجلس معه وتخبره بمدي حب ابنها الشهيد له. وانه دائما كان يقول لها "‬الرئيس حمله تقيل وماينفعش نسيبه".

أما الطفل حسن يحيي الطالب بالصف الرابع الابتدائي نجل الشهيد  فيقول »‬بابا ما كنش بيقعد معانا كثير، كان بييجي أجازة أسبوع واحد فقط، ودلوقتي كل يوم معايا  بكلم صورته وبأخدها في حضني كل يوم قبل ما أنام،  وأضاف أنا نفسي أطلع ضابط جيش في سيناء، وأجيب حق بابا.

أما الدكتورة فاطمة حسن الأستاذة بجامعة بني سويف فتقول يحيي كان أصغر أشقائي ولديه 4 أطفال وعقب تخرجه في الكلية الحربية عمل في منطقة سيدي براني ثم عمل في سيناء ثم انتقل إلي السويس بناء علي رغبة قياداته خاصة انه كان مطلوبا من قبل الجماعات التكفيرية والإرهابية عقب القائه القبض علي مفتي التكفيريين، مضيفة : "لم نكن نعرف شيئا عن بطولاته، إلا بعد استشهاده بعدما سرد لنا  زملاؤه قصصا عنه، وكيف اشترك في مداهمات جبل الحلال  وانه تم نقله إلي سيناء بناء علي رغبته للثأر لأصدقائه الشهداء، مختتمة قائلة: "‬كلنا فدا مصر وفدا الجيش المصري.. وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتلوا اخويا".