زوجة شهيد كرداسة: نجلي سيلتحق بالشرطة لاستكمال مسيرة والده

زوجة الشهيد العقيد عامر عبد المقصود
زوجة الشهيد العقيد عامر عبد المقصود

«عقب سماعي خبر استشهاد زوجي على يد الجماعة الارهابية بهذه الطريقة البشعة، لم أصدق ما حدث خصوصًا بعدما شاهدت حجم الغل والكراهية التي أصابت قاتليه وهو في موقف صعب» هكذا روت نجلاء سامي، زوجة الشهيد عامر عبد المقصود؛ أحد ضحايا مذبحة مركز شرطة كرداسة، تصمت قليلًا وتحاول حبس دموعها من الخروج، وتواصل: «تحملت بصبر الجبال وواجهت كل الظروف الصعبة التي أحاطت بها للدرجة التي دفعت الكثير ممن عرفها أو اقترب منها في ضرب المثل والقدوة في تحمل الشدائد وتحدي الصعاب». 

 

ربما تعتبر السيدة نجلاء سامي زوجة الشهيد البطل عامر عبد المقصود، زوجة من طراز رفيع، فهي تختلف في ظروفها عن زوجات أغلب الشهداء فما حدث لزوجها في مذبحة كرداسة كان أمر فاق الوصف.

 

بوابة «أخبار اليوم» التقت بالسيدة نجلاء في عيد الشرطة وعيد الثورة، لتروي لنا مشاعرها المختلفة، وكيف نجحت في تجاوز كل الصعاب التي مرت بها، بعد وفاة شريك عمرها ووالد أبنائها.

 

تقول «نجلاء»: «تعرضت للعديد من الصعوبات وأصبت بالكثير من الأمراض ولكن رغم ذلك تحملت من أجل زوجي البطل الذي فوجئت بعد استشهادة بكم الحب الذي أحاط به من كل الناس، خصوصًا أنه كان دمث الخلق ولا يوجد مبرر للانتقام منه بهذه الطريقة، لذلك توجهت على الفور لوزارة الداخلية وتقدمت بطلب للعمل في الوزارة حتى أتمكن من مواصلة رسالة زوجي فى هذا الجهاز الأمني الهام الذي يحمي الوطن» 

 

وتستطرد زوجة الشهيد: «وافقت وزارة الداخلية على التحاقي للعمل بها واختارت التوجه لقطاع العلاقات الإنسانية بالوزراة لأقوم على خدمة أسر وأهالي الشهداء، لأنني أشعر بحجم الأسى الذي ينتاب أسرة أي شهيد، ولا أنكر أنني كنت في حالة صحية ونفسية يرثى لها وأصبت بالعديد من الأمراض وطلبت الذهاب للحج في عام 2013 وأمام الكعبة المشرفة طلبت من المولى عز وجل أن يلهمني الصبر والشفاء والقوة حتى أتمكن من خدمة أسر الشهداء، وما حدث كان بمثابة المعجزة حيث شفيت من الامي وأمراضي وعدت أقوى من قبل في بيتي، وبيتي الثاني وزارة الداخلية». 

 

«ترك لي زوجي البطل؛ أحمد وعلاء، وهما قرة عيني، ـحمد انتهى من دراسته الجامعية ويعمل بإحدى البنوك، أما علاء الدين فهو في الثانوية العامة وينتظر على أحر من الجمر دخول كلية الشرطة ليستكمل مسيرة والده ناصعة البياض، ويحصل على ثار الوطن من القتلة الإرهابيين الذين يروعون الآمنين»، وطالبت الأجهزة والمسئولين بـ «تخليد اسم زوجها وأسماء باقي الشهداء، وضرب المثال بهم في التضحية من أجل الوطن وآلا تقتصر ذكراهم على المناسبات فقط»، مشيرة إلى أن «شهداء الوطن يستحقون منا الكثير بعدما قدموا أرواحهم فداء للوطن».