في مشهد مؤلم أثار رجل ستيني دهشة المارة على كورنيش بلنبان، بوقوفه مع فتاة لم تتجاوز التاسعة من عمرها، ليبدو أنها عروسته.
وقام المارة بسؤاله عما إذا كانت عروسه فيجب بالإيجاب، فيباركون لهما بتعجب من أمرهما.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الحقيقة هي أن المشهد تمثيلي لتسليط الضوء على قضية زواج الفتيات الصغار بلبنان من رجال أكبر منهن في العمر .
ويعد هذا المشهد مألوفًا وفي حالة ازدياد مستمر، خصوصا في مخيمات اللاجئين بإجبار القاصرات السوريات على الزواج.
وفي الوقت الذي تعامل البعض بقبول المشهد وتقديم التهنئة، قام البعض الآخر برفض الأمر متسائلين عن أهل العروس وكيف وافقوا على ذلك.

وانفعلت امرأة مع الموقف بشدة، أخبرها أحد المارة أن الزواج قانوني طالما جاء بموافقة الوالدين، فاعترضت بشدة مؤكدة أنها ستأخذ الفتاة برفقتها فهي كابنتها.

وسخر منها آخر قائلًا: "أنت مثل جدها"، فيما وصفه آخر والديها بـ"مجرمون".

وأوضح تقرير "ديلي ميل" أن المحاكم الدينية أقرت سن الرشد للفتيات، وهو 14 عامًا، حيث يمكن للفتيات في هذا العمر أن تتزوج دون موافقة الوالدين، فيما أعطت المحكمة إذنا لزواج الأطفال من الفتيات بعمر التسع سنوات.
ووفقًا لإحصائيات "يونيسيف" فإن هناك طفلة من بين مائة تتزوج قبل إتمام الـ15 سنة، مما يفاقم الأزمة.
ووجد أن الزواج المبكر في ارتفاع متزايد في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة العربية، حيث تزوج الأسر السورية بناتها لكبار السن من الرجال، معتقدين أنهم يجعلونهن في حياة أفضل وأكثر آمانًا.
وذكر المتحدث باسم "يونيسيف" روبرت جنكينز، أن هذه النظرة خاطئة حيث يتعرضن لمضاعفات في الحمل، وللعنف المنزلي والاغتصاب، بالإضافة إلى الحرمان من التعليم.
ورصدت "يونيسيف" العديد من الحالات التي أجبرت على الزواج، منها ياسمين 16 عاما والتي تزوجت من رجل يبلغ من العمر 24 عاما في مخيم للاجئين في الأردن، مشيرة إلى أنها تمنت أن تصبح مصممة أزياء، ولكن الحلم أصبح سراب.
وقالت لاجئة أخرى اسمها "مها" - 13 عاما - "أجبرني والدي على الزواج لأنه سمع عن قضية اغتصاب في مخيم اللاجئين في مكان قريب، وتمنيت إنهاء دراستي، لكن أجبرت على تركها".
وأشارت أخصائية حماية الطفل في "يونيسيف" جيهان اتروس، أن الأمر يتعلق أيضًا بالأسر المنكوبة التي تعاني من الفقر فتوافق على تزويج بناتها لتتمكن من الحفاظ عليهن.