بورسعيد.. من مسرح صيفى لأوبرا للثقافة والتنوير

 أوبرا بورسعيد
أوبرا بورسعيد
كان يعرف بالمسرح الصيفي بمحافظة بورسعيد تقام فيه عروض لكبار الفنانين في مصر بجانب عروض الفرق الفنية المختلفة بالمحافظة خلال شهرين أو ثلاثة في فصل الصيف لكونه مسرحا مفتوحا لا يصلح لعروض فصل الشتاء لذا تم إهماله لعقود طويلة إلى أن حانت فكرة إنشاء دار أوبرا مكانه قبل 3 سنوات.

بالفعل بدأت الدولة بجميع أجهزتها تنفيذ تلك الفكرة بعد توفير الاعتمادات اللازمة ولينتهي العمل بها ويفتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتكون منارة للثقافة والفنون ليست لمصر فقط لكن لدول حوض البحر المتوسط.

من جانبه، قال فؤاد نعيم مدير دار الأوبرا، إن المبنى يقع في موقع سحري على شاطئ البحر يجذب الأنظار نهارا تتلألأ أضوائه ليلا على صفحة مياه المتوسط بألوانها المبهرة لتعلن عن نفسها أمام السفن العابرة لقناة السويس أنها أوبرا بورسعيد.

ويضيف أن المبنى ليس تحفة معمارية فقط لكنه صمم ليكون متعدد الأغراض والاستخدامات فهو يضم مسرحا يسع 1300 مقعد ودارين لعروض السينما وصالة مجهزة لجميع الأغراض ومطعما فخما وساحة خارجية تصلح للمعارض الفنية.

وتابع: "حرصنا منذ بداية التعاقد لتشغيل الدار على تفعيل أنشطته على المستوى المحلى والدولي وأنشأنا أكاديمية لتعليم الباليه للأطفال وناديا للمخترع الصغير ونسعى للتعاقد مع إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لتكون أوبرا بورسعيد احد فروع عرض أفلام المهرجان مع استضافة كبار الكتاب والمفكرين في صالون ثقافي دائم على مدار العام.

في المقابل يقول محمد الدسوقي المستشار الثقافي ببورسعيد إن فكرة إقامة دار الأوبرا على أنقاض المسرح الصيفي كانت أكثر من رائعة فالمدينة بطبيعتها كميناء عالمي تستقبل زوارا من كل دول العالم سواء كسائحين أو أطقم السفن العابرة للقناة ويجب أن يجدوا في هذه الدار كل الفنون المحلية والعالمية التي توفر لهم وقتا طيبا بالمدينة.

وطلب الدسوقي التوسع في تنظيم المهرجانات الدولية لتكون بورسعيد قبلة لفنون وثقافات حوض البحر المتوسط وإفريقيا ودول العالم.

إلا أن المخرج المسرحي طارق حسن له رأي آخر وهو أن دار الأوبرا ليست مكانا استثماريا ولكنه مكان خدمي للثقافة والفنون وله دور هام وهو التنوير والاختلاط مع الحضارات والثقافات الأخرى، وبداية يجب أن تفتح الدار للأنشطة المسرحية والفنية للمدارس والجامعة بالمحافظة على مدار العام علاوة على استضافة الفرق والعروض الفنية لكبار الفنانين بمصر وفرق وفنون المحافظات المختلفة.

وتابع: "يجب أن نسوق فنوننا المحلية التي وصلت للعالمية من خلال هذه الدار على سبيل المثال فرقة الطنبورة التي تستضيفها كثير من المهرجانات العالمية ومن خلال هذه الفرقة يمكن أن تكون أوبرا بورسعيد مقرا لمهرجان سنوي عالمي للموسيقى الشعبية كما يجب التعاقد مع البيت الفني للمسرح والذي ينظم عدة مهرجانات فنية دولية على مدار العام بعدة محافظات لتكون بورسعيد على أجندة هذه المهرجانات ويجب أن نعي أن لدينا ثروة ثقافية وفنية كبيرة يجب تعظيم دورها لتؤدي الأغراض المستهدفة منها وأهمها محاربة الأفكار والتيارات الهدامة وحماية الأجيال الصاعدة بالعلم والثقافة والآداب والفنون الراقية".