الأقصر .. عاصمة الثقافة العربية لعام 2017، وبما أن "قصور الثقافة"، تعتبر سفيرًا لوزارة الثقافة في كل المحافظات، فكان عليها تكيف نشاطتها وتفعيلها وخصوصا في محافظة الأقصر، ولكن الواقع اختلف هناك...
أطلقت وزارة الثقافة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية بمحافظة الأقصر، وأغلبها كانت خارج جدران قصر ثقافة الأقصر، كما أطلقت العديد من المهرجانات لأول مرة من الأقصر، وكان أخرها فعاليات المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الـ 21، حيث كان الوضع صادمًا للنقاد والصحفيين المنطلقين مع المهرجان في محافظات متعددة والذين استقروا في النهاية بعاصمة الثقافة العربية، ليشاهدوا حالة من الارتباك داخل قصر ثقافة الأقصر، وعدم تنظيم ولا استعداد مسبق لاستكمال فعاليات المهرجان هناك.
عروض بصوت مشوش وصورة مسيئة
حيث كانت الأقصر هي المحطة الأخيرة للمهرجان، ولكن لم تكن على استعداد، فالقائمين على قصر ثقافة الأقصر لم يبلغوا بتوجه المهرجان لهم إلا قبل وصول الوفد بأسبوع، مدعيين أن هذا الوقت غير كافي للتجهيز، كما أن أبواب القصر فتحت أمام الفنانين فور وصولهم، واتضح أن المكان لم يفتح من فترة، فالأتربة تغطي كل شئ، ولا يوجد أي لافتات تعرف الجمهور بما سيقدم من أفلام ضمن فعاليات المهرجان القومي للسينما، كما انه في اليوم الثاني للمهرجان وجد المشاركون في ندوات الأفلام أبواب القصر مغلقة أمامهم وذلك بحجة تنظيف القصر للاستعداد لاستقبال وزير الثقافة، على الرغم من ذلك اليوم لم يكن عطلة رسمية وكان ضمن الأيام الموضوع في دول فعاليات المهرجان.
معدات الثقافة الجماهيرية ليست متاحة للجمهور
وظل ذلك الوضع لمدة ثلاثة أيام،إلى أن صرح أحد موظفي القصر ، الذي رفض ذكر اسمه، أنه يوجد معدات صوت جديدة بالقصر ولكن تم تخبئتها خوفًا من تلفها، ولكي تكون على استعداد لحين وصول وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم، ونظيره التونسي، فأصبحت معدات الثقافة الجماهيرية، لا تفيد الجمهور ولكنها محفظة في "مخازن" القصر ليراها الوزير فور حضوره ويسعد بتوفير كافة الإمكانيات بالقصر، وعندما علم النقاد المشاركين بالندوات اعترضوا على ذلك الوضع وطلبت الكاتبة الصحفية "منال بركات" من القائمين على القصر بتوفير المعدات اللازمة لخروج العروض بشكل لائق للجمهور، وذلك ما حدث بالفعل ولكنه في اليوم الاخير للمهرجان بالأقصر.
أهالي الأقصر لن نزيد أعباءنا المالية بالذهاب لـ"قصر الثقافة"
كما أن معظم أهالي الأقصر اعترضوا على نقل القصر، إلى مكان بعيد عن وسط المحافظة، مؤكدين أن حياتهم كلها قائمة على السياحة وبعد تدهور السياحة في السنوات الماضية لن يزيدوا من أعبائهم اليومية حمل مصاريف مواصلات للذهاب للقصر.
ويبقى سؤال إذا كانت عاصمة الثقافة العربية تظهر بهذا الشكل للجمهور من المصريين، فما هو حالها أمام باقي الدول العربية؟..