100 عام على «الوعد المشئوم» وحقيقة علاقة بلفور بـ«اليهود»

صورة موضوعية
صورة موضوعية
 تمر اليوم الذكرى المئة على «الوعد المشوم» الذي غير خريطة العالم؛ وشرد وأزهق أرواح ملايين الفلسطينيين؛ الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم، وهو ما جعل فلسطين تدفع الكثير نتيجة سعي اليهود لتنفيذ هذا الوعد.

نرصد خلال التقرير الآتي الدوافع التي جعلت آرثر جيمس بلفور يعد اليهود بـ«وعده المشئوم»، وماهو «الوعد المشئوم» الذي غير خريطة العالم.

 من هو آرثر جيمس بلفور؟
آرثر جيمس بلفور هو رئيس وزراء بريطانيا من عام 1902 لـ 1905 اشتهر عندما أصدر وعد نص على دعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، المعروف بـ «وعد بلفور» 
وُلد آرثر جيمس بلفور عام 1848 في ويتنجهام، المعروفه اليوم باسم لوثيان، وتقع في أسكتلندا ببريطانيا. انتخب لأول مرة في البرلمان البريطاني عام 1874، وعمل وزيراً أول لأسكتلندا عام 1887، ثم وزيراً رئيساً لشئون إيرلندا من عام 1887 لعام 1891, ثم أول رئيس للخزانة من عام 1895 لعام 1902، ورئيساً لوزراء بريطانيا من عام 1902لعام  1905.

وما هو الوعد المشئوم؟

أصدر وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في 2 نوفميبر 1917 رسالة لـ «اللورد روتشيلد» المعروف بـ «وعد بلفور» كان نصها كالآتي ..

عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها.

«إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الإنتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي».

سأكون ممتنا لك إذا ما احطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا البيان.

 balfour

التدعيات التي جعلت بلفور يعد اليهود بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين؟

لم يخرج بلفور على العالم بوعده المشئوم لمجرد حبه لليهود، أو رغبته في تميكنهم من أرض يمتلكونها ويكون لهم كيان بها، بل الأمر يرجع لتخوفه من انتقال اليهود إلى بريطانيا.

بدأت مخاوف بلفور تزداد عندما شعر بقوة اليهود، وعندما أعجب بشخصية الزعيم الصهيوني «حاييم وايزمان» عندما التقى به في عام 1906، وأدرك حينها أن الصهيونية قوة كبيرة تستطيع التأثير في السياسة الخارجية الدولية، وقوتهم في التأثير على الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت ولسون للمشاركة في الحرب العالمية الأولى بجانب بريطانيا.

كل هذة الدوافع جعلت بلفور يشعر بقوة الصهيونية واليهود في ذلك الوقت، وأدرك ان المملكة البريطانية لو استغلت هذة القوة لصالحها وكسبتها لصفوفها سيزيد من قوتها في العالم.

ونظراً معارضة بلفور المستمرة لهجرة اليهود لشرق أوروبا؛ تخوفاً من انتقالهم لبريطانيا، فعندما تولى بلفور وزارة الخارجية في المملكة المتحدة في الفترة من 1916 لـ 1919 أصدر وعده المعروف بـ«وعد بلفور» وأصدره عام 1917 وأصدر رساله ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها لتأييد الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

من هو اللورد روتشيلد ودور عائلة في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين
 
اللورد روتشيلد هو مصرفي معروف ويرجع نسبه لعائلة من أكبر العائلات اليهودية في ألمانيا وهي عائلة ثريه جداً، أقرضت الكثير من الدول الأموال و الذهب مما يجعل لها هيمنة على تلك الدول وعلى سياساتها وقراراتها.

لم يكن بيت روتشيلد مهتما بمسألة وطن قومي لليهود في البداية، ولكن هناك أمران جعلت عائلة روتشيلد تتبنى فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطينن هما: 

1. هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى أوروبا، ورفضها الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، ومواجهتهم مجموعة من المشاكل، دفع لضرورة وجود أماكن جديدة بعيداً عن مصالح عائلة روتشيلد الاستثمارية.

2. ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى عام 1907، المعروف باسم تقرير بانرمان الذي قرر بموجبه أن منطقة شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريت المحتمل للحضارة الحديثة.

عندما كان اللورد ليونيل روتشيلد المسئول عن فروع العائلة في إنجلترا، وزعيم الطائفة اليهودية بها في الفترة من عام 1868 لعام 1937، تقرب منه شخصان من اليهود هما حاييم وايزمان الذي أصبح أول رئيس لإسرائيل فيما بعد، وناحوم سوكولوف، ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا في مساعدة اليهود لبناء وطن قومي لهم في فلسطين.

ولم يتردد ليونيل بل سعى بالإضافة لاستصدار وعد بلفور إلى إنشاء انقسام يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى, وقام "جيمس أرماند روتشيلد" (1878-1957 م) بجمع المتطوعين له ثم تولى رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين، وتولّى والده تمويل المشاريع الإقتصادية في فلسطين ومنها مبنى الكنيست الإسرائيلي الحالي في القدس.

ومن ثم تم إصدار وعد بلفور بعد تقديم عائله روتشيلد مساعدة مالية ضخمة لبريطانيا التي كانت على وشك إعلان هزيمتها على يد الألمان وكذلك اثرت على الحكومات الأوربية بشكل عام.