مصر وفرنسا.. تاريخ طويل من العلاقات واتفاقيات لا تنتهي

مصر وفرنسا..علاقات مثمرة وتعاون على كافة الأصعدة
مصر وفرنسا..علاقات مثمرة وتعاون على كافة الأصعدة


ترتبط مصر بعلاقات وطيدة وتعاون شامل منذ سنوات طويلة مع فرنسا، تعاون سياسي وثقافي ووجهات نظر متقاربة بين البلدين جعلت العلاقات تشهد تطورا إيجابيا في فترات ليست بالطويلة.

وعلى خلفية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لباريس، الإثنين 23 أكتوبر، ستشهد الأيام المقبلة لقاءً بين الرئيس ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ستتم من خلاله مناقشة العديد من القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية كما سيحل ملف مكافحة الإرهاب وسبل تجفيف منابعه كملف رئيسي على طاولة المفاوضات، فالدولتين تعانيان من ويلات الإرهاب في السنوات الماضية وسيكون هذا اللقاء فرصة للتنسيق من أجل التعاون لدحره.

وتعد زيارة الرئيس السيسى هي الثالثة من نوعها لباريس، والأولى منذ تولي الرئيس ماكرون السلطة فى البلاد في مايو الماضي.

تعددت اللقاءات بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند على هامش الأحداث التي تشهدها الساحة الدولية، وبعد انتقال السلطة إلى الرئيس ماكرون تواصلت الاتصالات بين الجانبين حرصا على مواصلة إعلائها بالعلاقات المتميزة وعلى استمرار التنسيق المشترك وتبادل الرؤى حيال الأزمات التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها الأوضاع فى ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية.

وتمتد العلاقات المتبادلة بين البلدين لتاريخ طويل منذ الحملة الفرنسية على مصر وحتى عصر الجمهورية الخامسة في عهد الجنرال شارل ديجول مؤسسها مرورا بالرؤساء جيسكار ديستان وفرانسوا ميتيران وجاك شيراك وفرانسوا أولاند.

واتسمت تلك العلاقات بالعديد من صور التعاون السياسي والعسكري والثقافي والاقتصادي وبدت كنموذج مثالي لتبادل التعاون بين الدول.

وبالرغم من زخم القضايا السياسية التي تربط القاهرة وباريس، إلا أنها ليست الوحيدة التي تربطهم، فالتعاون الثقافي يشهد تطورا كبيرا، فهناك حوالي 3000 طالب يدرسون في حوالي 13 شعبة لغة فرنسية في العديد من الجامعات بمصر، إضافة إلى الآلاف من الدارسين في المعهد الفرنسي بمصر و2000 دارس مصري في فرنسا حاليا ووجود العشرات من المدارس الفرنسية المعترف بها والتي بدأ أغلبها كإرساليات في الماضي، كما يعد المركز الثقافي الفرنسي هو الجهة الثقافية الأولى والتي ينشر من خلالها خدماته للطلاب والدارسين، إضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والفنية وإحياء التراث.

من جهة أخرى، أعلن وزير التعليم العالي في إبريل 2014، توقيع اتفاقية جديدة للتعاون بين مصر وفرنسا في مجال البحث العلمي حيث يوقع صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع للوزارة برنامج منح تمويل مشترك مع الجاتب الفرنسي.

وأشار الوزير إلى أنه بموجب الاتفاقية الجديدة بين مصر وفرنسا ستدعم الحكومة الفرنسية شباب الباحثين المصريين بمنح ما بعد الدكتوراه بحوالي 200 ألف يورو سنوياً 50% من تكلفة البرنامج، وأن الصندوق نجح من خلال اتفاقية أبرمها مع مركز البحوث والتطوير الفرنسي في الحصول على منحة لدعم بعض الدراسات والأبحاث الخاصة بالمياه وبالتالي يصبح إجمالي ما قدمته حكومة فرنسا للمجتمع العلمي المصري في الثلاثة شهور الماضية حوالي 350 ألف يورو.

كما تشارك مصر في المعهد العربي بباريس، وهو مركز ثقافي جاء ثمرة تعاون بين فرنسا وبين اثنين وعشرين بلدا عربيا، ويغدو هذا المعهد اليوم "جسرا ثقافيا" حقيقيًا بين فرنسا والعالم العربي.

وعلى صعيد الزيارات المتبادلة بين الجانبين، فقد شهدت العلاقات الدبلوماسية تواصل وتعاون بين القاهرة وباريس حيث قام وزير الخارجية سامح شكري في 3 سبتمبر 2014 بزيارة لفرنسا، حيث التقى شكري الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند بقصر الإليزيه، وبحثا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وكان فى المقدمة ملف الإرهاب والأزمتان الليبية والعراقية، وتطورات المشهد الفلسطيني. بحث شكرى مع نظيره الفرنسى لوران فابيوس سبل تعزيز العلاقات الثنائية وجذب الاستثمارات للبلاد.

أما في 15 سبتمبر 2014، فقد قام شكرى بزيارة فرنسا للمشاركة في المؤتمر الدولي حول السلام والامن في العراق الذي تستضيفه باريس، حيث ألقى كلمة مصر امام الوفود المشاركة من 24 دولة، والأمين العام لجامعة الدول العربية وممثل الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي.

وفي 11 يناير 2015، شارك وزير الخارجية سامح شكرى في مسيرة صامتة للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي تعرضت له باريس وقتها، وصرح شكرى أن مشاركة مصر فى هذه المسيرة تعكس وقوفها إلى جانب فرنسا في هذا الظرف الدقيق، وإدانتها الكاملة للحادث الإرهابي الآثم الذي لا يمت للإسلام بصلة، منوها بما تتعرض له مصر من أعمال عنف وإرهاب وترويع للمواطنين الأبرياء.

أما في 17 يوليو 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس لمصر بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة بحضور سامح شكرى وزير الخارجية.

تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الإقليمية والدولية والوضع فى الأراضى الفلسطينية، وعقب اللقاء أكد وزير الخارجية سامح شكري، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي أنه تم الاتفاق على التعاون بين مصر وفرنسا في كافة المجالات المختلفة وأشار إلى أن وجود مساحة واسعة في التوافق بين الجانبين مؤكدًا على الاهتمام المشترك في تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية واستمرار التعاون لمواجهة التحديات المختلفة التي تعرض أمن المنطقة بل وأمن اوروبا للمخاطر.