عاجل

من فلسطين لسوريا..

قطار «لم الشمل» المصري يصل محطته الثانية بهدنة «جنوب دمشق»

جهود كبيرة تبذلها القيادة المصرية للم شمل الفرقاء فى الوطن العربي ونزع فتيل الأزمات.. فلم يمضي ساعات على إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس في فلسطين، حتى نجحت القاهرة فى رعاية اتفاق وقف إطلاق النار جنوب العاصمة السورية دمشق، وذلك بتوقيع فصائل جيش الإسلام و"أكناف بيت المقدس" و"جيش الأبابيل" على اتفاق خفض التصعيد بالقاهرة وذلك ممثلين عن المعارضة وممثل وزارة الدفاع الروسية نيابة عن موسكو.

وقع على الاتفاق محمد علوش مسؤول جيش الإسلام السوري، وأحمد الجباوى ممثل فصيل "جيش الأبابيل"، نيابة عن الفصائل المسلحة جنوب دمشق، وعن الجانب الروسى ممثل وزارة الدفاع برعاية من جمهورية مصر العربية.

ودعت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل التى تسيطر على جنوب دمشق، روسيا بوصفها دولة من الدولة الضامنة للالتزام بوقف الأعمال القتالية المتفق عليها بتاريخ 30 ديسمبر  2016 فى سوريا.

وبحسب نص الوثيقة، أعلنت الفصائل فى البند الأول انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية من ساعة 12:00 بتوقيت دمشق يوم 12 أكتوبر الجارى والذى سبق الإعلان عنه فى 30 ديسمبر 2016.
وأعلنت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل استعدادها للمشاركة فى عملية التفاوض بشأن تسوية سياسية تهدف إلى إيجاد حل شامل للأزمة السورية بالوسائل السلمية وفقا لاتفاقيات أستانا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة السورية.

وأعلنت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل رفض التهجير القسرى لسكان منطقة جنوب دمشق إلى مناطق أخرى فى سوريا، مطالبة روسيا استخدام نفوذها لاستمرار عمل المعابر فى ببيلا والقدم لأغراض إنسانية فى جنوب دمشق واستمرار دخول المواد الغذائية والطبية.

واتفقت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل على العمل المشترك بشأن إعداد اتفاق جنوب دمشق خلال 3 أسابيع، وطلبت الفصائل من ممثل وزارة الدفاع الروسية بتقديم هذا الإعلان للأطراف المسؤولة لتنفيذ وقف نظام الأعمال القتالية فى سوريا.

وأكد أحمد الجباوي ممثل فصيل "جيش الأبابيل" على وجود مباحثات لضم مناطق جديدة لخفض التصعيد في جنوب دمشق، حيث تم الاتفاق على الإعلان المبدئى على وقف إطلاق النار وخفض التصعيد وإدخال المساعدات، وتم مناقشة عدة نقاط والتأكيد على الحل السياسى وأولوية الحل السياسى القائم على مرجعية جنيف والقرار 2254 والقرارات الأممية ذات الصلة.

وأشار إلى أنه تم التأكيد من جانب المسئولين المصريين على أن الحل السياسى هو ضمان وحدة واستقرار وسوريا، مؤكدا حرص مصر على الملف السورى فى ظل تمتع القاهرة بدور إقليمى كبير وحجم ووزن دولى، فسوريا بحاجة لمصر للتدخل فى الملف والحل السياسى القائم على مرجعيات جنيف.

وأكد وجود رعاية من المسئولين المصريين، مشيداً بما يبذلوه من جهود كبيرة لعدم إحداث تغيير ديموغرافى فى سوريا، والتأكيد على الحل السياسى فى سوريا وعلى وحدة واستقرار البلاد، موضحا أنه تم خلال النقاشات الاتفاق على اجتماع آخر ومحور اخر للوقوف على تفاصيل الاتفاق.

وتوجه أحمد علي الجباوى بالشكر إلى مصر والقيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى رعى الاتفاق، مشيرا لتعهد القيادة المصرية باستمرار الدعم للحل السياسى وفق المرجعيتا الدولية وحقن دماء السوريين، متوجها بالشكر للشعب المصرى الشقيق الذى وقف دوما إلى جانب الشعب السورى.

وفي نفس السياق كشف محمد علوش مسئول الهيئة السياسية فى جيش الإسلام السوري، عن الدور المصري في اتفاق فك الحصار عن الغوطة الشرقية لإدخال المساعدات بكميات كافية من أجل تخفيف المعاناة فى المنطقة.

وأضاف علوش، أن مصر تكفلت بعدم السماح بتهجير قسرى جنوب العاصمة دمشق، متوجها بالشكر إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لرعايته الاتفاق ودور المسئولين المصريين فى تيسير إنجازه.
وقال محمد علوش إنه تم الاتفاق على التهدئة فى منطقة جديدة مهددة بالتهجير القسري جنوب العاصمة السورية دمشق وتحديدا فى حى القدم.

وأكد "علوش" أنه حضر إلى القاهرة لبحث الوضع جنوب دمشق والغوطة الشرقية ووضعية خفض التصعيد فى المنطقتين عقب ارتفاع وتيرة الخروقات خلال العشرة أيام الماضية.

وأوضح أن الدعوة التى تلقاها من القيادة المصرية جاءت للاتفاق مع الجانب الروسى لوقف التصعيد فى منطقة الغوطة الشرقية ومنطقة حى القدم جنوب دمشق، مؤكدا أنه تم التوصل لاتفاق بالإعلان المبدئى لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، مشيرا لزيارة مرتقبة للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال بنود الاتفاق.

وأكد علوش الذى يعد من أبرز القيادات السورية المعارضة وترأس وفد الفصائل العسكرية فى مفاوضات أستانة لعدة جولات أن الوفد تم دعوته للحضور من القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى رعى الاتفاقية.

وتوجه علوش بالشكر والتقدير للمسئولين المصريين على ما قدموه للسوريين من أجل حقن واستكمال دورهم العربى الكبير الذى تتبوأ به مصر كدولة عربية كبرى فى الاقليم لتبنى الدفاع عن القضايا العربية، مشيرا إلى نجاح الدولة المصرية فى إنهاء الإنقسام الفلسطينى وذهاب حكومة الوفاق إلى غزة برعاية وجهود مصرية.

وأعرب علوش عن أمله فى أن ينجح اتفاق خفض التصعيد جنوب دمشق وفى الغوطة الشرقية بعد جولات كثيرة من أستانة لتثبيت وقف اطلاق النار وفك الحصار.

وتوجه محمد علوش بالشكر إلى مصر لرعايتها مئات آلاف السوريين الذين هربوا من التدمير والقتل ولجئوا إلى بلدهم الثانى مصر، مشيدا بالرعاية والعناية وعدم التفرقة بين المواطن المصرى والسورى الذى يتلقى الاحترام والترحيب.

وأعرب عن أمله فى أن يكون دور مصر مع أشقائها العرب ودول المحيط فعالا فى إيجاد حل سياسى عادل للقضية السورية وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة وذلك لوقف نزيف الدم السورى والمعاناة وصولا للهدف المنشود فى تحقيق الحرية والكرامة للشعب السورى.