جريمة في الملابس الداخلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
عاش الزوج يتخبط بين جنبات الحياة، ويلاطم أمواجها بحثاً عن لقمة العيش، تاركاً زوجته التي اقتبست من الثعلب مكره، ومن الأفعى سمها، وارتكبت جريمة غير إنسانية سعيا وراء نزواتها وحب المال.

عاد الزوج العامل من عمله بعد أن شعر بالإرهاق وعلى غير ميعاده، حيث اكتشف عدم وجود زوجته تاركة ابنيهما الصغير "4 سنوات" بمفرده دون استئذان أو عذر قهري.

أثقلت رأسه بالتساؤلات، وبنظرات يشوبها قلق وحيرة يسأل الصغير عن أمه، وببراءة شديدة يخبره خروجها بعد أن كان أحد الأشخاص موجود معها داخل الشقة، وانصرفا لشراء بعض الملابس الداخلية كما تردد على سمعه.

علت وجه الأب علامات الغضب، وتملكته قشعريرة رجت جسده، وكاد أن يغشي عليه من هول ما يسمعه، تنفس الزوج الصعداء، في محاولة لاستعادة توازنه، وشرد بعقله بحثاً عن حيلة يكشف بها خيانة الزوجة ودون ارتكاب أية حماقة أو جريمة.

ربت على كتف ابنه الصغير، وطلب منه عدم إخبار والدته بحضوره في ذاك الوقت، كي يتمكن من مراقبتها وضبطها متلبسة.

أهمل الزوج عمله، وانتابته حالة من الجنون، وأخذ في مراقبة زوجته حيث وقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة عندما شاهدها تترك عش الزوجية بعد انصرافه بساعة تقريبا متوجهة إلى أحد العقارات لمقابلة عشيقها، ثم تتوجه إلى سوق الخضروات لتجهيز وجبة الغذاء للزوج المخدوع.

ظل الزوج يراقبها لمدة يومين، وتعلو وجهه علامات الدهشة لشدة انضباطها في المواعيد، اتخذ الزوج القرار وبداخله حيرة وتساؤلات جياشة تجثم على صدره، وتضغط على قلبه فتكاد أن تخلعه، بعدما أمسك بهاتفها المحمول في محاولة لإثبات خيانتها لكنه دون جدوى، توجه بسرعة إلى غرفة النوم وبعثر محتوياتها، وأثناء تفتيشه بملابس الزوجة، جحظت عيناه، وغلى الدم في عروقه، عندما اكتشف وجود ورقتي زواج عرفي لشخصين مختلفين أحدهما حداد، والآخر مكوجي، خبأتهما داخل ملابسها الداخلية.

راودت مخيلته أسوار السجن والفضيحة التي ستلحق بابنه الصغير، وبعقل وهدوء غير مسبوق، توجه إلى قسم الشرطة وتقدم ببلاغ يتهمها فيه بتعدد الأزواج والزنا، وبمواجهة الزوجة قالت كلمات مدعاة للسخرية والتعجب بأنها أقدمت على فعل ذلك إرضاءً لضميرها وخوفا على ابنها، بينما رد الزوج قائلا: حرام اقتلها وخسر حياتي متستاهلش.

قرر وكيل النائب العام استدعاء زوجي الورقتين العرفي، وإحالتها للمحاكمة الجنائية بمحكمة جنوب القاهرة.