المذبحة!

ما أبغض الاعتداء على حق الانسان في الحياة، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن صوره وفضله على سائر المخلوقات، نفخ فيه من روحه ودعاها سرا لا يعلمه إلا هو، فإذا حان أجله أمر سبحانه وتعالى ملك الموت بقبض الروح من الجسد وإعادتها إليه، ونهى في جميع شرائعه قتل النفس إلا بالحق وجعله من أشد الأعمال جرما وأكبرها إثما.


لم يمر سوى 10 أيام فقط على مذبحة البحيرة بعدما قام صديق العائلة، والذي يعمل جزارا بذبح أسرة مكونة من 4 أفراد بسبب خلافات نشبت بينه وبين رب الأسرة على شراء المواشي.


دماء أريقت وأجساد قدمت للموت حيث عثر رجال مباحث قسم شرطة سنورس بمحافظة الفيوم على رب أسرة صغيرة يعمل مندوبا للمبيعات بإحدى الدول العربية لا يعنيها من الدنيا سوى قدوم عائلها كل إجازة تأنس به ويأنس بها، ويمكثون سويا ما قدر لهم من وقت، ولم يعلموا ماذا يخبئ لهم القدر حيث اقتحم عليهم المنزل مجهول تجرد من كل المشاعر الإنسانية، مرتديا عباءة إبليس وممسكا بعصاه يبطش بالأبرياء ويسفك الدماء، ولم يرأف بحالهم وصوت أنينهم، وأشربهم كأس الموت مرًا.


ولم يكتف بذلك بل قام بذبح طفلتهما البريئة أيضاً التي لم يتجاوز عمرها العامين، ويتركهم غارقين في دمائهم، وفي نفس وقلوب الأهل والأقارب لوعة، وحسرة، ولسان حال يقول لو شاءت إرادة المولى أن يمتد الأجل بعمر أحد الأبوين كي يقص ما حدث ويروي فجيعته وليكن شاهدا ينطق بالصدق وكشف المتهم دون ريب أو ظن.


ويجري رجال مباحث مديرية أمن الفيوم بإشراف اللواء خالد شلبي، مدير الأمن تحرياتهم المكثفة للوصول إلى حل لغز ذبح العائلة الصغيرة، بعدما تبين من المعاينة الأولى عدم وجود أية أثار عنف بجثث المجني عليهم ولا بأبواب الشقة والنوافذ، والعثور على الأموال السائلة الخاصة برب الأسرة التي يتم جردها بمعرفة لجنة من النيابة العامة، ومصوغات الزوجة كاملة.


وتتابع فرق البحث على قدم وساق تحرياتها للنيل من الجاني ليذوق وبال أمره، ويصبح عبرة لكل آثم.. ويبقى السؤال أين ذهب ضمير الإنسان؟