خلال كلمته فى جلسة الحوار مع الأسواق البازغة:

السيسي: المصريون رغم التحديات يستكملون بناء المستقبل

الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى
تحدى التنمية والحياة الكريمة لشعوبنا دافعاً ومحركاً للعمل الجماعي المشترك

المصريون رغم التحديات يستكملون بناء المستقبل وتطبيق برنامج طموح للنمو الاقتصادي

نسعى لتوفير فرص عمل وتحقيق النمو وتنويع الاقتصاد وجعل الشباب ركيزة للإصلاح

أقترح تكوين مجموعة اتصال مصغرة تضم دول المنتدى لتنفيذ أهداف أجندة التنمية المستدامة


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر تقدر أهمية تجمع البريكس وخصوصيته، ليس فقط فيما يتعلق بآليات العمل المؤسسي التي تقوم بتنسيق سياسات الدول الأعضاء، ولكن بسبب الرؤى السياسية المشتركة التي دأبت قممه على تبنيها تجاه القضايا السياسية ذات الأهمية الخاصة للدول النامية، لتعكس بذلك الصفة الشاملة لهذا التجمع.

وأضاف السيسي خلال كلمته في جلسة الحوار مع "الأسواق البازغة والدولة النامية" بقمة بريكس بالصين، أن مصر تثمن غاليًا دعوتها لجلسة الحوار بين الحوار مع الأسواق البازغة والدول النامية، مضيفًا: "لا شك ستثرى رؤيتنا حول التنمية بكل أبعادها، بما في ذلك مفهوم السلم المستدام، الذي تشير إليه وثائق تجمع البريكس، لاسيما في عصر يشهد تحديات جسام من فقر وتدهور مناخي وتآكل في موارد الأرض وإرهاب سياسي وفكري وعرقي".

وقال إنه بات تحدي التنمية والحياة الكريمة لشعوبنا دافعًا ومحركًا للعمل الجماعي المشترك، على غرار تجمع بريكس.

ووجه الرئيس في كلمته عددًا من الرسائل أو الأفكار التي دعا التجمع للنظر فيها ومنها أنه  بينما تؤيد مصر تجمع البريكس وأهدافه ومواقفه، فإننا على يقين أيضًا بأن لدينا ما نقدمه لتجمع بريكس هذا من الإمكانيات الحالية والمستقبلية.

وأشار الرئيس إلى محور قناة السويس الذي يتم تحويله ليضم عددًا من المناطق الصناعية والتكنولوجية واللوجستية العملاقة، لتخدم حركة التجارة والصناعة والنقل والابتكار إقليميًا وأفريقيًا ودوليًا، بما يمكن أن يفتح منافذ جديدة وهائلة للتفاعل الاقتصادي بين دولنا.

وتابع: "مصر تدعم مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها رئيس الصين لإعادة الروابط التجارية والثقافية بين الشرق والغرب عبر شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط التي تقع قناة السويس في القلب منها، والتي حملت تجارة الشرق الأقصى إلى أوروبا وأفريقيا على مر العصور".

وشدد السيسى على أن مصر ترى في تجربة البريكس الفريدة، ونجاحها في تحقيق درجة غير مسبوقة من تنسيق السياسات وتطبيق التعاون الفعلي بين أطرافها، تجربةً جديرةُ بالمحاكاة ويتعين دراسة سبل نقلها إلى دوائر أوسع من الدول النامية، وأعرب الرئيس عن استعداد مصر للدخول في علاقات تعاون ثلاثي مع دول البريكس في أفريقيا، في تجسيد حقيقي للتعاون جنوب-جنوب.

وأوضح الرئيس أن مصر تقدر التفاعل على نمط مباشر أو غير مباشر بين دول البريكس وغيرها من الدول البازغة، ومن الممكن أن يستفيد من الأدوات المالية التي يقدمها بنك التنمية الجديد، وفق ترتيبات أكثر مرونة للدول النامية غير الأعضاء بتجمع البريكس.

وقدم السيسي للرئيس جين بينج ولبلده الصديق، بأسمى عبارات الشكر والتقدير على هذه الدعوة التي وجهها لمصر، للمشاركة في قمة تجمع البريكس التاسعة، وكذا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

وأضاف الرئيس، قائلا: "يشرفني أن أتواجد بينكم اليوم في الصين ذات الحضارة العريقة"، مؤكدًا أن الحضارة الصينية تشهد على صلابة وإرادة شعب عظيم، مزج حضارته بكل صور الحداثة والتقدم في عصرنا الحديث.

وأوضح السيسي أنه كما نشأت الحضارة المصرية على ضفاف النيل العظيم، وسجلت أمجادها على أوراق البردي، نشأت الحضارة الصينية على ضفاف النهرين الأصفر والأزرق، وقدمت للعالم الكثير من المنجزات العظيمة وما بين حضارتَيْ الشرقين الأدنى والأقصى، تقدمت الإنسانية وخطت خطوات واسعة للأمام.

وتابع: "هذه هي القمة الأولى التي أشرف بحضورها معكم، فاسمحوا لي أن أنقل لكم مشاعر الود والاحترام التي يكنها الشعب المصري لشعوب دولكم الصديقة".

وأكد الرئيس أن جنوب أفريقيا كافح شعبها من أجل العدالة الإنسانية والمساواة، وحملت لواء مكافحة العنصرية في قارتنا الأفريقية المناضلة ، مؤكداً ان الشعب الروسي، أحد أكثر الشعوب ثراءً في العلوم والثقافة والفنون، والذى ساند آمال الشعب المصري وقضاياه منذ خمسينات القرن الماضي.. وقال ان الشعب الهندي العريق، صاحب حضارة التنوع والقيم الروحانية والفلسفة، و بدأ مع مع المصريين مسيرة استقلال الدول النامية منذ ميلاد حركة عدم الانحياز.

وأضاف ان الشعب البرازيلي أدرك مبكراً مفاهيم حماية البيئة والتنوع الايكولوجي، فأهدى العالم مبدأً صار عقيدة دولية، وهي التنمية المستدامة، التي ولدت في مدينة "ريو" البرازيلية عام 1992.

وأكد الرئيس السيسي أن المصريين برغم التحديات الجسيمة، يستكملون بدأب وجدية بناء المستقبل، وتطبيق برنامج طموح للنمو الاقتصادي المستدام، من خلال إصلاح جذري للسياسات المالية والنقدية، وسلسلة من المشروعات القومية العملاقة في مختلف القطاعات، الأمر الذي أمكن معه تغيير مسار الاقتصاد إلى نمو وصل في يوليو الماضي إلى 4,3%، مع ارتفاع حجم الاحتياطي الأجنبي إلى 36 مليار دولار، للمرة الأولى منذ عام 2011.

وقال الرئيس إنه كان لدينا منذ البداية رؤية مبنية على ذات الأولويات التي اعتمدتها أجندة التنمية 2030، مسترشدين كذلك بأجندة أفريقيا 2063، ولكن وفق الأهداف والأولويات الوطنية الخالصة، لتوفير فرص العمل وتحقيق النمو وتنويع الاقتصاد مع جعل الشباب ركيزة لهذا الإصلاح وقاطرة له.

وتابع الرئيس السيسي: "بما أن محور هذا المنتدى هو كيفية تنفيذ أجندة 2030، فاسمحوا لي بتلخيص رؤية مصر فى 5 نقاط أولها: إنه دون نظام اقتصادي عالمي عادل وشفاف، وتعزيز مشاركة الدول النامية في أطر الحوكمة الاقتصادية العالمية، ودون نظام تجاري متعدد الأطراف يقوم على احترام القواعد وتمكين الدول النامية فإنه لن يمكن لدولنا الوصول لمعدلات ومؤشرات الأداء الاقتصادي للدول المتقدمة".

وفيما يخص النقطة الثانية، قال الرئيس إننا نتفق مع رؤية البريكس بأهمية توفير التمويل الكافي – سواء المحلى أو عبر البنوك متعددة الأطراف - لمشروعات البنية الأساسية، التي تعد أفضل سبيل لتحقيق طفرة حقيقية في مستوى النمو الاقتصادي الحقيقي.

وأضاف السيسى إنه لا يتعين أن تظل مسألة تمويل التنمية مشكلة تخص الدول النامية وحدها دون سائر المجتمع الدولي، وفي هذا الإطار نلحظ بقلق بعض الدعوات لإعادة تفسير مبدأ "المسؤولية المشتركة والمتباينة"، من خلال تقسيم جديد للدول من صناعية متقدمة إلى حديثة التصنيع ومتوسطة النمو، بحيث يصبح عبء التنمية لبعض الدول النامية مسؤولية نظرائهم من الدول النامية أيضاً.


وفيما يخص النقطة الرابعة قال السيسي إنه من الضروري أن تؤكد الدول النامية على حقها في العمل وفق رؤيتها وأولوياتها الوطنية وظروفها الخاصة، دون أن يكون ذلك مصدر انتقاد لها خلال المراجعات الدولية لمدى تنفيذها لأجندة 2030.


وقال الرئيس إنه من الناحية العملية، فإننا نقترح النظر في تكوين مجموعة اتصال مصغرة تضم الدول التي تشارك في هذا المنتدى، لتتولى وضع بدائل لتنفيذ كلٍ من الأهداف السبعة عشر لأجندة التنمية المستدامة، من ناحيتي السياسات ثم وسائل التطبيق، سواء كان ذلك على المستوى الحالي أو المستقبلي.


وأعرب الرئيس فى ختامه كلمته عن تطلعه لأن يتمكن تجمع بريكس من التوصل، في وقتٍ قريبٍ، إلى آليةٍ مناسبة للتواصل والحوار مع كافة الدول النامية، التي يمكن أن يكون لها إسهاماتها في التجمع، بما يدفع جهودنا التنموية إلى آفاق واسعة، ويحقق شراكة أقوى بين دولنا، من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لشعوبنا.