الجارديان: الأسد سينتصر على المعارضة السورية

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على احتمالية انتصار الرئيس السوري بشار الأسد، ورأت أن انتصاره بات وكأنه أمر مرجح على نحو متزايد في الآونة الأخيرة، وذلك في خضم تلاشي اهتمام العالم بسوريا.
وقالت الصحيفة- في تقرير نشرته الخميس 31 أغسطس على موقعها الإلكتروني- إنه في ظل تضاؤل الإمدادات من المساعدات والأموال والأسلحة المقدمة إلى المعارضة السورية خلال الأشهر الأخيرة، علقت المعارضة آمالها على أن يحول الدعم السياسي الدولي المستمرلها دون انتصار صريح لبشار الأسد ومؤيديه.
واستشهدت الصحيفة البريطانية بإعلان الأردن- أحد أبرز مؤيدي المعارضة السورية- في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن "العلاقات الثنائية مع دمشق نظام الأسد تسير في الاتجاه الصحيح"، إذ رأت الصحيفة أن هذا التصريح يمثل بالنسبة للكثيرين، ضربة مهلكة لقضية المعارضة.
أما في صفوف المعارضة السياسية وحلفائها الإقليميين، كان البيان بمثابة خطوة تمهيدية لأمر يهابه الجميع؛ ألا وهو التطبيع مع عدو لدود.
وقال زعماء المعارضة السورية لدى عودتهم من قمة في العاصمة السعودية الأسبوع الماضي إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أبلغهم بأن الرياض تنسحب من دعم قضية المعارضة.. وقال دبلوماسي غربي بارز إن "السعوديين لا يهتمون بسوريا وقطر هي كل ما يهمهم ".
وفي بريطانيا أيضا، تم الاستعاضة عن الخطاب الذي طالب برحيل الأسد عن القصر الرئاسي، كخطوة أولى نحو السلام، بما تسميه الحكومة البريطانية "الواقعية المرنة". ووصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الأسبوع الماضي رحيل الأسد بأنه "ليس شرطا مسبقا. ولكنه جزءا من عملية انتقالية".
وأشارت الجارديان إلى أن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي، قد فوض روسيا علنا في مسألة إيجاد حل للأزمة السورية، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد بإنهاء برنامج تديره وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه) والذي أرسل أسلحة على مدى السنوات الأربع الماضية عبر الأردن وتركيا لمجموعات المعارضة السورية بعد أن يتم فحصها.. وتبنت واشنطن دورا ثانويا في عمليات السلام المزدوجة والمتعثرة في جنيف وأستانة، وركزت طاقاتها على محاربة داعش وليس الأسد.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأنه مثل هذا التغير في الاتجاه والذي يترك ما يصل إلى 6 ملايين لاجئ فروا من الحرب إلى الأردن وتركيا وأوروبا، أصبح مسألة بدأ العديد من المنفيين الآن في التعامل معها.
ويقول كثيرون إن هزيمة محققة وشيكة للمعارضة هي نتيجة للإرهاق الدولي من الدعم المقدم لها أكثر من وجود أوجه قصور في هذه المعارضة.
وأضافت الصحيفة أن المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة داخل سوريا تشعر بعواقب عودة الأسد للسيطرة - بمساعدة من إيران وروسيا - على نحو متزايد، وهو الأمر الذي تعيد الجهات المانحة الدولية النظر والتفكير فيه.. ويجري مسئولون في الحكومة البريطانية تقييما لتحديد ما إذا كانت لندن ستستمر في إرسال 200 مليون جنيه إسترليني من المساعدات للسكان المحليين في إدلب والمجتمعات المحلية في أماكن أخرى من سوريا.
ويخشى المسئولون أن تفرض الجبهة التابعة لتنظيم القاعدة، وهي جبهة النصرة، نفسها على نحو متزايد فيما يتعلق بكيفية إدارة المؤسسات المحلية، مما يعني صعوبة حفاظ عمليات تسليم المساعدات على مصداقيتها بعيدا عن جماعة إرهابية محددة. 
ومن جانبها تنظر ألمانيا أيضا في تعليق برنامج المساعدات إلى محافظة إدلب.. وفى حالة انسحاب الدولتين، من المتوقع أن تتبعهما الولايات المتحدة.