طائر القميري، معروف لكل المغرمين بالصيد البري من أبناء القبائل العربية، حيث يترقب شبابها مروره بمصر خلال هجرته من أوروبا إلى غابات إفريقيا مرتين في العام، الأولى خلال شهري إبريل ومايو، والثانية في شهر سبتمبر، ويشبه في شكله وطعمه طيور الحمام واليمام ولكنه ألذ في الطعم وأجمل في لون الريش.

ويأتي على شكل أسراب فوق سماء مناطق الزراعات وخاصة زراعات القمح في موسم الحصاد، ويقوم هواة صيده بتجهيز مستلزمات رحلة الصيد ليوم واحد من السيارات الدفع الرباعي اللاند كروزر والجيب وبنادق الصيد والعيارات المناسبة من الخرطوش لاصطياد القميري، بالإضافة إلى أدوات الطهي والشواء في الهواء الطلق وبراد الشاي والقهوة العربي، وكل هذا إلى جانب الحطب والأخشاب التي يتم جمعها من المنطقة المحيطة بمنطقة الصيد لتسوية الغداء في عصر يوم الصيد.

وينطلق شباب القبيلة، كما يقول أحمد مطلق، وعثمان ضيف الله، من الساعات الأولى لنهار يوم الصيد بعد تقسيم أنفسهم مع المؤن لزوم الرحلة على السيارات إلى مناطق الصيد، وبالتحديد إلى صحراء الصالحية ودفنة الممتدة بين محافظتي الشرقية والإسماعيلية، حيث يتبارى أبناء قبيلة الهنادي على صيده ويدخلون في منافسات ساخنة على ضرب أسرابه على ارتفاعات عالية لتأكيد مهارتهم في الصيد.

ويقول فواز جودة، إنه بعد انتهاء عملية الصيد في منتصف اليوم يأتي كل صياد بما اصطاده ويتم الإشادة بصاحب العدد الأكبر ويتم تكليف الأقل في الصيد بتنظيف الطيور من الريش وتنظيف بطنها من الداخل استعدادا لحفلة «الباربيكو»، حيث يتم الشواء على النار بعد عصر الليمون عليها لسرعة الشواء كما يمكن عمل القميري كبسة، والبصل والفلفل والطماطم والتوابل في ورق الفويل وتسويته على النار ليتناول الفريق الغداء الشهي ثم الشاي والقهوة العربية مع التمر لينتهي يوم الصيد عائدين إلى منازلهم.

ويجلسوا مساءً في مقعد القبيلة للتحدث عن يوم الصيد وأمهر الضاربين ونوعيات البنادق وعيارات الخرطوش والتجهيز للرحلة المقبلة.