رسالة "محمود درويش" للموت في ذكرى وفاته

شاعر الأرض المحتلة محمود درويش
شاعر الأرض المحتلة محمود درويش
"إن الموت يعشق فجأة مثلي وإن الموت مثلي لا يحب الانتظار.".. عبارة قالها "شاعر الأرض المحتلة"، وهو يعبر عن مفاجأة الموت،وكره انتظاره، ورغم ذلك لم يستسلم لذلك الشعور.

اعتاد درويش على المقاومة والنضال، في الشعر والسياسة والمرض ولم يستسلم لأي هزيمة، فظل مقاومًا الاحتلال الإسرائيلي، والاستبداد في كل مكان.

تحدى درويش مرضه قائلا" وها أنا ذا أستطيع الحياة إلى آخر الشّهر.. أبذل جهدي لأكتب ما يقنع القلب بالنّبض عندي.. وما يقنع الروح بالعيش بعدي.. وفي وسع غاردينيا أن تجدّد عمري.. وفي وسع إمرأة أن تحدّد لحدي".

ولكن عندما استشعر قرب النهاية كتب رسالته للموت والتي قال فيها :- 

أيها الموت انتظر!
حتى أعد 
حقيبتي.. فرشاة أسناني 
وصابوني وماكينة الحلاقة
والكولونيا، والثياب هل المناخ هناك معتدل؟
هل المناخ هناك معتدل؟
وهل تتبدل الأحوال 
في الأبدية البيضاء 
أم تبقى كما في الخريف 
وفي الشتاء؟
وهل كتاب واحد 
يكفي لتسليتي مع اللاوقت
أم أحتاج إلى مكتبة؟
وما لغة الحديث هناك؟
دارجة لكل الناس..
أم عربية فصحى؟
ويا موت انتظر 
يا موت، حتى أستعيد صفاء ذهني 
في الربيع


ولكن لم ينتظر الموت حتى يستعيد درويش صفاء ذهنه، واشتد مرضه وشعر أنها النهاية، وقرر الأطباء المعالجين له عمل عملية قلب مفتوح، ولم يوافق درويش إلا بعد أن أخذ عهدا على الأطباء بأنه إذا ساءت حالته ودخل في غيبوبة ألا يتركوه على أجهزة الإنعاش ويقوموا بإزالتها لكي لا ينتظر الموت بل يذهب هو إليه، أجريت له عملية قلب مفتوح في مركز تكساس الطبي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتوفى في 9 أغسطس 2008بعد إجراءها ، حيث دخل في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على وصيته.