«بشائر الخير».. بحيرة ناصر تستعد لاستقبال «الفيضان»

بحيرة ناصر
بحيرة ناصر
أعلنت وزارة الموارد المائية والري، والأجهزة التابعة لقطاع مياه النيل، وبعثة الري المصري في السودان، حالة الطوارئ القصوى، إستعدادا لبدء موسم الفيضان المقرر له وفقا للسنة المائية الجديدة غدا الثلاثاء، التي تبدأ أول أغسطس من كل عام لمدة 3 شهور تنتهي في أكتوبر المقبل.
وقالت مصادر معنية بمياه النيل، إن لجنة إيراد النهر استعرضت في اجتماعها الأخير فيضان النيل، والإجراءات التي يتخذها قطاع مياه النيل من رصد وتحليل وتقييم لحالة الفيضان على مدار الأعوام المختلفة واستقراء النتائج واستخلاص التنبؤات بفيضان النيل كمورد رئيسي للمياه في مصر، وفقا لمعلومات مركز التنبؤ بالفيضان التابع للوزارة، مستعينا بصور الأقمار الصناعية التي تقوم بتصوير حالة الفيضان على امتداد النهر من المنابع في أثيوبيا وحتى وصوله إلى السد العالي في جنوب أسوان، ووضع السيناريوهات المختلفة للتعامل مع الوارد من المياه بأعالي النيل، وبصفة خاصة من الهضبة الإثيوبية التي تحصل مصر على 85 % من حصتها المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، عبر النيل الأزرق .
وأضافت المصادر، أن اللجنة استعرضت اٍستعرضت أيضا الموقف المائي على مدار العام الماضي وآليات الإدارة التي اتخذها قطاع توزيع المياه التابع للوزارة، للوفاء بتوصيل المياه لكافة الاستخدامات المقررة في ظل تحديات نقص المياه وزيادة الفجوة بين الموارد والاستخدامات المائية، وأشارت إلى أن مصر استقبلت بشائر الفيضان الجديد، وأنه لا يمكن التنبؤ بحجم فيضان العام الحالي ومن المبكر جداً الحكم عليه، حيث إن السنة المائية تبدأ الأول من أغسطس وتنتهي في 31 يوليو من العام التالي.
وأكد تقرير رسمي أصدرته وزارة الموارد المائية والري، أن حساب الوارد لمصر والسودان خلال مياه الفيضان يعتمد على حالة الفيضان خلال شهور "أغسطس وسبتمبر وأكتوبر" ويأتي خلالها 75% من حجم المياه الجديدة والتي يتم رصدها عن طريق أجهزة الري المصرية بالسودان وأوغندا لتحديد حجم الفيضان ووضع قواعد تشغيل السد العالي وحجم المنصرف يومياً من بحيرة ناصر للوفاء باحتياجات البلاد في كافة الاستخدامات سواء لأغراض الزراعة أو مياه شرب أو احتياجات الصناعة.




وأضاف التقرير أن فيضان النيل في السودان يبدأ أوائل شهر يوليو وتسجل الارتفاعات في منسوب المياه أمام السد العالي أوائل أغسطس من كل عام، فيما تقوم الأجهزة المختصة بقطاع مياه النيل التابع للوزارة بأعمال المتابعة اليومية لأحوال الفيضان للتعرف على كميات المياه الواردة للسد العالي وحساب الإيراد المائي المتوقع للنهر خلال العام المائي الحالي، من خلال الاستعانة بمقاييس النيل التابعة لبعثة الري المصري في السودان وفقا لاتفاقية مياه النيل لعام 1959 .
ووفقا للتقرير، تقوم بعثة الري المصري في أوغندا بمتابعة وقياس المناسيب، وفى السودان تتابع مناسيب الخزانات والسدود والتصرفات حتى السد العالي بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والري والكهرباء بالسودان، وذلك في إطار من التعاون والشفافية لتبادل البيانات والمعلومات، ومتابعة صور الأقمار الصناعية ومتابعة أعمال التنبؤات بالفيضان، وكذلك تقارير الأحوال الجوية والأمطار على السودان والهضبة الإثيوبية، مع تكثيف التواصل مع قطاع مياه النيل بالقاهرة على مدار الساعة لإبلاغ المقاييس المختلفة، بالتنسيق مع بعثة الري المصري في السودان والأجهزة الفنية التابعة لوزارة الموارد المائية والري السودانية.
وأكدت  الدكتورة إيمان سيد، مدير مركز التنبؤ بالفيضان، أن الأمطار على الهضبة الإثيوبية والتي تم رصدها في الفترة الأخيرة كانت حول معدلها، في هذا التوقيت من العام، أو أعلى قليلًا.


وقالت إنه يتم تحليل صور الأقمار الصناعية الواردة من الهضبة الأثيوبية كل 15 دقيقة بمركز التنبؤ بالفيضان التابع لقطاع التخطيط للتعرف على حالة المطر بشكل يومي ورصد كميات الأمطار ومعدلات سقوطها باستخدام أحدث النماذج الرياضية المتقدمة،  حيث يتم تقييم الفيضان ومتابعه التغيرات المناخية التي تتعرض لها الهضبة، وذلك لتقدير حجم ورحلة المياه من أعالي النيل وحتى بحيرة ناصر، ومدتها الزمنية .


وأكدت أنه يتم متابعة حالة السحب وكمية الأمطار على الهضبتين الاستوائية والإثيوبية من خلال الأقمار الصناعية.


وأشارت أنه من المبكر جدًا التعرف على حجم الفيضان، فيما تشير التوقعات إلى أن فيضان العام الجديد سيكون متوسطًا.
وحول ما أثير في بعض الصحف الإثيوبية عن هطول أمطار غزيرة على دولة منبع النيل الرئيس، أوضحت أن هطول الأمطار بصورة شديدة خلال مدة زمنية معينة، لا يعني تحديد كمية الفيضان، أو التنبؤ بارتفاع معدله، وأشارت إلى أن حجم الفيضان يتم تحديدها بناءً على الاستمرارية، على مدار أشهر هطول الأمطار.
وأكدت استقبال بحيرة السد العالي مياه الفيضان القادمة من الهضبة الإثيوبية، لافتة إلى أنها كميات لا يمكنها إعطاء مؤشر واضح عن حجم الفيضان الجديد.
وأشارت إلى انتشار المقاييس على مجرى المياه القادمة من الهضبة الاستوائية، من أوغندا وحتى السودان، التي تتابعها فرق مصرية خبيرة ومدربة، ويتم إمداد متخذي القرار بتلك المقاييس بشكل دوري، لاتخاذ القرارات المناسبة فيما يختص بالأمن المائي المصري ، وأوضحت أن كمية الأمطار على الهضبة الاستوائية حول معدلها، بينما في إثيوبيا تزداد قليلًا عن المعدل .