مستشار الرئيس الفلسطيني: نتنياهو يتصرف معنا بـ«حماقة» لتهدئة الهجوم الذي يتعرض له

نبيل شعث
نبيل شعث
وصف مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية نبيل شعث تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أزمة الحرم القدسي الأخيرة بالحماقة التي يحتاجها بين الحين والآخر لتهدئة الهجوم الذي يتعرض له في الداخل الإسرائيلي بسبب الفساد، وللمحافظة على تآلف الجناح اليميني.
وقال شعث، في مقابلة خاصة مع "سبوتنيك"،: "بدون شك تطرف نتنياهو معنا له هدف داخلي عنده مع أقصى اليمين في وزارته اليمينية، وبدون شك هو يتعرض لهجوم حول الفساد الذي قام في السنوات الطويلة التي حكم فيها إسرائيل، ولا شك أنه حتى يحافظ على وحدة التآلف اليمني تبعه محتاج أحيانًا إلى تصرفات حمقاء وعدوانية إلى أقصى درجة حتى تساعده".
وأضاف شعث "لكن هذا لا يهمنا، نحن يهمنا المسجد الأقصى، والحرم الشريف، ويهمنا الحفاظ على القدس درة بلادنا ودرة بلاد المسلمين في العالم".
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني "كان هناك خلاف داخل إسرائيل حول موضوع البوابات الإلكترونية وغيرها من الإجراءات التي اتٌخذت للعدوان والسيطرة على الحرم الشريف وعلى المسجد الأقصى، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية  كانت ضد كل هذا الذي تم، الذي كان يريد ما حدث ولا يزال يريده هو نتنياهو رئيس الحكومة الاستعمارية اليمينية، لأنه يريد نتيجة سياسية، لا لأن يحمي أمن إسرائيل، والخلاف داخل الساحة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة لأنه بات واضحًا أن ما قام به نتنياهو قد يخلق مشكلة دولية من ذهاب إلى مجلس الأمن وتحرك عربي وإلى غير ذلك".
وتابع: "لذلك استبدل الأبواب الإلكترونية والأسوار الإلكترونية بكاميرات وبـ(-کay  وبأشعة سينية وبأدوات تقنية جديدة لا تخلق حلًا، فالمسألة شكلية، يبدو فيها أن إسرائيل قامت ببعض التنازلات، لكن في الواقع السيطرة على المسجد الأقصى وعلى المسجد المرواني وعلى قبة الصخرة غير مسبوقة، طُرد حراس الحرم العرب واستبدلوا بالجيش الإسرائيلي، سواء الكاميرات ولا المعدات الإلكترونية ولا الأسوار الحديدية الجديدة ولا اقتلاع بلاط باب الأسباط والمنطقة المحيطة بباب الأسباط، كلها إجراءات على بعضها يجب أن تنتهي قبل أن يقف نضالنا وحملتنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وكلها لها أسباب سياسية، وحتى التراجع محسوب سياسيًا وليس محسوب أمنيا".
ونفي شعث أن يكون تراجع الحكومة الإسرائيلية له علاقة بقضية السفارة الإسرائيلية في الأردن، حيث قال "نتنياهو أعلن اليوم أن ما قام به لا علاقة له بقضية السفارة الإسرائيلية في عمان، وأنه قام به لاعتباراته الخاصة، وليس كمبادلة أو كمقايضة مع الأشقاء الأردنيين حول القتل الذي قام به حارس إسرائيلي ضد مواطنين أردنيين، أحدهم صاحب المبني وطبيب واضح جدا العدوان عدوان إسرائيلي، أما الإسرائيليون فيقولون لا علاقة لنا بذلك ولم نقدم تنازلات، كل ما قمنا به هو استبدال الأسوار الإلكترونية بكاميرات إلكترونية".
ورأى شعث ان الإسرائيليون تفاجئوا بهذه الانتفاضة التي حدثت، حيث قال "لم يكن هدف إسرائيل هو خلق انتفاضة جديدة دون شك، وأعتقد أنهم تفاجئوا بهذه الانتفاضة وبسالة من يقومون بها وإصرارهم واستمرارهم وما خلقته من أيام تذكرنا بالانتفاضة الأولى، السيدات يطبخن وينزلن إلى الشارع بالأكل وبالماء وبالسجاجيد لكي يسجد الناس عليها، هذا الشيء لم نره من وقت الانتفاضة الأولى عام 1987، هذا التكاتف وهذا الصمود في الشارع المقدسي، لا أعتقد الإسرائيليين كانوا يتوقعوه".
وأضاف "الشيء الثاني أن الانتفاضة سلمية وغير عنيفة، وهذا لا يمكن إسرائيل من التشهير بها كما يقولون دائمًا إنه نحن الإرهاب، وإنما الإرهاب هم، استمرار هذه الانتفاضة المقدسية بالطريقة اللا عنفية التي حدثت في الانتفاضة الأولى، أنا لا أعتقد أن الإسرائيليون كانوا يتوقعوها".
يذكر أن مدينة القدس تشهد منذ نحو أسبوعين، توتراً شديدا في أعقاب مقتل ثلاثة فلسطينيين واثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية باشتباك مسلح وقع داخل باحات المسجد الأقصى.
وازدادت حدة التوتر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي باشتباكات في القدس وفي أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، خاصة بعد قرار الحكومة الإسرائيلية تركيب بوابات لكشف المعادن وكاميرات مراقبة داخل الحرم القدسي.
وهو القرار الذي تراجعت عنه أمس الثلاثاء حيث قرر المجلس الأمني الوزاري المصغر الإسرائيلي إزالة كافة البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة التي وضعتها عند مداخل المسجد الأقصى واستبدالها بإجراءات أمنية تكنولوجية متطورة وتركيب كاميرات مراقبة "فوق بنفسجية خلال الأشهر الست المقبلة.