بتوجيهات من الرئيس السيسي

إحياء طريق "الكباش" بالأقصر لتحويلها لأكبر متحف عالمي مفتوح

طريق الكباش أو طريق الإله
طريق الكباش أو طريق الإله
طريق الكباش أو طريق الإله، هو الذي كان ممتدا في العصور الفرعونية القديمة من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك وهي تماثيل جميعها متراصة على شكل أبو الهول برأس كبش.


وقبل أكثر من خمسة آلاف عام، شق ملوك مصر الفرعونية في طيبة (الأقصر حالياً) طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه عليه القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق، يرقصون ويهللون في بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر في إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية "أخر أسر عصر الفراعنة" .


ويضم طريق الكباش على جانبيه 1200 تمثال على شكل أبو الهول برأس كبش، وفى هذا الصدد يقول الطيب غريب، كبير مفتشي معبد الكرنك، إن الكبش هنا يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره، والذي كان قد أطلق المصري القديم عليه "وات نثر WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ذات كورنيش نقش عليه اسم أللمك وألقابه ومقام على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم، نظراً لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الآلة "آمون رع".


طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمي لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حالياً بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة، و أنه يتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدي الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها في كتلة واحدة من الحجر الرملي، وهى في هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً أن الأسد يرمز في التاريخ الفرعوني إلى الشمس التي قدّرها الفراعنة كثيراً.


وبعد طول انتظار دامت 6 سنوات، يتحقق حلم السنين بمحافظة الأقصر في إعادة إحياء واستكمال "طريق الكباش" الفرعوني الذي يربط بين معبد الأقصر بمعابد الكرنك شرقي الأقصر.


وأخيرا بعد توقف العمل منذ 6 سنوات ، لاقى اهتماماً كبيراً عقب إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي له بضرورة إنهاؤه ودخول رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في تنفيذه بمشاركة رجال وزارة الآثار ومحافظة الأقصر.


قال محافظ الأقصر محمد بدر ، إن مشروع استكمال طريق الكباش الفرعوني يساعد كثيراً في تحول الأقصر لأكبر متحف عالمي مفتوح، يساعد في جذب الآلاف من السائحين مستقبلاً للاستمتاع بسحر الرحلة سيراً على الأقدام من معبد الأقصر لمعابد الكرنك، حيث أن الطريق كان يواجه عدد من العقبات والتي يجرى تذليلها بالكامل لإنهائه قريباً، حيث بدأ مشروع إحياء طريق الكباش عام 2005، بتصور تجاوزت تكلفته 500 مليون جنيه بعد أن اختفت معالمه تماما، وأقيمت على أنقاضه منازل ومبان عشوائية، وذلك على يد منصور بريك، المشرف العام على آثار الأقصر وقتها، وذلك بإجراء أعمال الحفر مع بداية عام 2006، للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، وصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا، وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور، قبل توقف المشروع بعد ثورة يناير بسب قلة الموارد المالية.


وأوضح محافظ الأقصر، أن اللجنة الهندسية للمشروع أعدت مقايسة كاملة بأعمال المشروع بتكلفة 233.5 مليون جنيه، وكذلك تم تحديد معوقات المشروع لإزالتها بالكامل، حيث أن اللجنة تنتظر توفير التمويل لاستئناف العمل بالمشروع خلال أيام.


وقام  المحافظ بجولة في طريق الكباش بمناطق مختلفة لإعداد تقرير مفصل بالمعوقات وسبل حلها، شملت تفقد الطريق من ناحية كوبري الكباش الأول، والثاني بمنطقة المطحن، وفندت في تقريرها أبرز المعوقات التي تواجه تطوير طريق الكباش، في منطقة السنترال وديوان محافظة الأقصر، وكذلك الصرف الصحي أسفل الطريق وشبكات الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي، والكنيسة الإنجيلية وكنيسة العذراء. 


وشدد محافظ الأقصر، على أنه يجرى انتظار نتائج التقرير الذي عرض على الحكومة بكافة التفاصيل والمتطلبات للبدء في العمل فوراً في طريق الكباش، وذلك عقب تعويض أهالي منطقة نجع أبو عصبة بالكرنك عن إزالة منازلهم وإقامة منازل في منطقة أخرى وفقا لقانون المنفعة العامة، مشدداً على أن التكلفة الإجمالية لما تم تنفيذه من المشروع خلال الفترة الماضية بلغت حوالي 620 مليون جنيه، ومازال يتطلب حوالي 233 مليون جنية آخري لوضع كلمة النهاية.


وأضاف بدر، أن تحول طريق الكباش في المنطقة الخلفية لكنيسة العذراء ومنطقة كوبري الكباش الجديد إلى مقلب للقمامة والزبالة التي يلقيها الأهالي في الطريق المهجور حسبما يظنون، وكذلك انتشار الحيوانات كالحمير والبغال في الطريق للأكل وقضاء حوائجهم، في صورة لا تليق بالتاريخ الفرعوني القديم بطريق الاحتفالات الكبرى من الكرنك لمعبد الأقصر. 


وعن آخر التطورات في لجنة إنهاء وإعادة طريق الكباش للحياة مجدداً، قال بدر، أنه توجد لجنة هندسية لطريق الكباش تعمل علي مدار الـ24 ساعة لإعداد كافة التقارير الخاصة بها بالكامل، وذلك للبدء في العمل فيه خلال الأسابيع المقبلة، حيث أنه يتم إعداد مقايسة كاملة بأعمال المشروع، وكذلك تم تحديد معوقات المشروع لإزالتها بالكامل، حيث أن اللجنة تنتظر توفير التمويل لاستئناف العمل بالمشروع خلال أيام، وقامت بعدة جولات في طريق الكباش في مناطق مختلفة لإعداد تقرير مفصل بالمعوقات وسبل حلها، شملت تفقد الطريق من ناحية كوبري الكباش الأول، والثاني بمنطقة المطحن.


ومن أبرز المعوقات التي تواجه تطوير طريق الكباش، منطقة السنترال وديوان محافظة الأقصر، وكذلك الصرف الصحي أسفل الطريق وشبكات الكهرباء والمياه والغاز الطبيعي، والكنيسة الإنجيلية وكنيسة العذراء.


ويجري حالياً داخل محافظة الأقصر العمل في مشروعات جديدة بالتعاون مع وزير الآثار الدكتور خالد العناني وقيادات آثار الأقصر، وسيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة ، كما يتم العمل بالتمثال الثالث لرمسيس الثاني بواجهة صرح معبد الأقصر ليتم تنصيبه في احتفالية عالمية جديدة بعد الانتهاء منه الشهور المقبلة، ويتم حالياً العمل علي اكتشاف آثري عالمي بالأقصر، سيعلن عنه وزير الآثار خلال الأسابيع المقبلة.


وقال مديرعام آثار الأقصر د.مصطفى وزيري ، أن اللجنة الهندسية للمشروع درست كافة المشاكل التي أعاقت استمرار واستكمال المشروع خلال السنوات الأخيرة، وهو المشروع الذي يهدف لإنشاء طريق يربط بين معبدي الأقصر والكرنك، لتصبح الأقصر أكبر متحف مفتوح في العالم.


وأكد وزيري ، أن إعطاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاهتمام بالمشروع جاء لاقتناع الرئيس بأهمية المشروعات الأثرية لمصر وضرورة الحفاظ على آثارنا لأنها ميراثا للبشرية.


وأشار إلى أن اللجنة التي تشرف على أعمال طريق الكباش حاليًا تضم كل من اللواء عصام الخولي رئيس الشعبة الهندسية للقوات المسلحة، والدكتور مصطفى وزيري مدير آثار الأقصر، والدكتور محمد عبد العزيز مدير آثار مصر العليا، والمهندس طارق ميلاد مدير الإدارة الهندسية بمنطقة آثار مصر العليا .