«الطفل يوسف».. عندما يقسو البشر.. لعدالة السماء أحكامها «بروفايل»

الطفل يوسف
الطفل يوسف
11 يومًا.. هي مقدار المسافة الزمنية التي فصلت بين وجود الطفل يوسف العربي، 13 عاما، على قيد الحياة، وذهابه للقاء رب كريم.. بعد رصاصة طائشة أودت بحياته، ظل يعافر على مدار تلك الأيام أملًا في منحة ربانية اسمها الحياة.

قصة الطفل يوسف – الذي عرف إعلاميًا بطفل الحصري – حيث تلقى الرصاصة في ميدان الحصري، قبل 11 يومًا، ليست مجرد قصة لكنه صار أيقونة للإنسانية، وتوحد مع حكايته الكثيرون، مابين أياد امتدت بالدعاء، وأخرى قررت تقديم يد العون في سبيل محاولات مستميتة لإنقاذه لكن كلمة القدر كانت أقوى حيث وافته المنية، اليوم الاثنين، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى جامعة 6 أكتوبر.

بداية القصة

قال والد الطفل يوسف سامح العربي، "إن ابنه ذهب إلى ميدان الحصري للقاء 3 من أصدقائه بأكتوبر، وهما مروحين قالهم أنا جعان هجيب أكل واحصلكم، وفعلا جاب الأكل وحصلهم كان ماشي وراهم بخطوتين، فجأه سمعوا صوت بيبصوا وراهم لقوا يوسف مرمى على الأرض والدم نازل من رأسه ومغرق هدومه.. جريوا بيه على مستشفى جامعة 6 أكتوبر، فاكرينه اتعور من الوقعة، اتصلوا بيا وروحتله كان نبضه واقف، وأكد أطباء المستشفى أن حالة يوسف متدهورة، بعد استقرار الرصاصة في المخ وكسرها للجمجمة، وتسببها في نزيف بالفص الخلفي للنصف الأيسر من المخ".

كواليس الساعات الصعبة في المستشفى

وأوضح الطبيب المعالج للطفل، أنه حضر للمستشفى في حالة غيبوبة، ونزيف مع توقف للقلب، إلا أنه تم إنعاشه بالصدمات الكهربائية، وضبط ضغط الدم، بينما تم وضعه على أجهزة الإعاشة.
وأضاف الطبيب أنه لا يوجد تقدم في درجة وعي الطفل، منذ إحضاره للمستشفى، مؤكدًا أن حالته في منتهى الخطورة ويعتبر "ميت إكلينكيا".

رسالة مؤثرة من والدة يوسف

احتسبت مروة قناوي، والدة الطفل يوسف، ابنها أمانة عند الله، مؤمنة هي بأنه أعطى وأخذ، لم يكن بوسعها سوى الدعاء له لا شيء سوى الدعاء، وشاركها في ذلك جموع من المواطنين الذي لا يعرفون يوسف بشكل شخصي ولكنهم تأثروا بقصته.
وجهت مروة، عبارات رثاء مؤثرة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلة: "لو ع الحزن بنعرف نحزن بس مفيش للحزن مكان، ابني هيفضل جوة في قلبي صورة بتضحك بالألوان، لسه بيتنفس حرية حي في عيني لا غاب ولا راح".
وأضافت مروة: "محدش فهم إن ربنا جعل يوسف اية نتعلم فيها انه مفيش حاجة اسمها مسيحي ومسلم لكن في حاجة اسمها الكل رفع ايده لرب واحد 
محدش فهم أنه مفيش كبير وصغير وغني وفقير وفلول وثورة في بني ادمين اتفقوا علي صفة واحده ولو لمرة وهي اننا كلنا بشر، محدش فهم انه الحياة والموت هبه من عند الله والطب والدعاء وسيلة وأنه اليأس خيانة". 

خط سير قضية الطفل يوسف

ضمت القضية 5 متهمين، ضُبط 3 منهم، وتم التحفظ عليهم وإحالتهم للنيابة التي أصدرت قرارا بحبسهم.
ومن جانبها تحقق نيابة أكتوبر مع المتهمين الثلاثة الذين تم ضبطهم لاتهامهم بإطلاق النار خلال حفل زفاف، مما أسفر عن إصابة الطفل ومفارقته الحياة.
وقالت مصادر أمنية وقضائية، إن هناك متهمين هاربين هما ضابط شرطة في إدارة البحث الجنائي بالفيوم، وطالب نجل برلماني بالفيوم، موضحة أن قوات الأمن تحت إشراف اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، أن هناك 3 مأموريات تبحث عن المتهمين الهاربين في الفيوم والجيزة، لضبطهما وإحالتهما للنيابة التي تباشر التحقيق.
وأضافت المصادر أن قوات الأمن، بقيادة اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والعقيد عمرو البرعي مفتش مباحث أكتوبر والنقيب عصام نصير معاون المباحث، تمكنت من ضبط المتهم الأول "العريس"، الذي أقام حفل خطوبة في فيلا خلف ميدان الحصري، وأثناء ذلك أطلق المتهم وباقي المتهمين الرصاص في الهواء من بندقيتين آليتين وفردين خرطوش ابتهاجا بحفل الخطوبة، ما أسفر عن وفاة المجني عليه بطلقات الأولى استقرت في رأس المجني عليه يوسف وإصابة دعاء طالبة، وحرزت القوات 18 فارغا تم العثور عليها أعلى سطح الفيلا.