بعد تهديد «ترامب» لأمان حلف الناتو.. دولة أوروبية تدرس إنشاء درع نووي

دونالد ترامب
دونالد ترامب

أشعلت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، فتيل جدل واسع بعدما هدد بتقويض أمان حلف شمال الأطلسي "الناتو" حال فوزه في انتخابات أمريكا 2024.

سيناريو دفع بعض المسئولين في ألمانيا إلى دراسة إنشاء درع نووي أوروبي ليحمي القارة من التحديات الجديدة المحتملة التي ربما تطرأ عليها حال فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية 2024، وذلك برغم القيود التي فرضتها برلين على نفسها وتعهدها بعدم امتلاك سلاح نووي خاصةً بعد ما عاشته البلاد من ويلات الحرب العالمية الثانية.


تحذيرات «ترامب» لروسيا حيال التزامات أعضاء الناتو

فيبدو أن ترامب يرسم خطًا أحمرًا يدعو فيه روسيا إلى استغلال التباطؤ في التزامات الدفاع من قبل بعض أعضاء الناتو، حيث هدد الرئيس الأمريكي السابق، بعدم ضمان أمان حلف شمال الأطلسي في مواجهة روسيا إذا لم تلتزم الدول الأعضاء بالانفاق المالي، وذلك حال فوزه في انتخابات أمريكا المقبلة.

وخلال حملته الانتخابية في كارولينا الجنوبية استعدادًا للانتخابات الأمريكية 2024 وجذب دعم الناخبين، تفاخر ترامب أمام أنصاره بتحفيزه للكرملين على اتخاذ إجراءات تجاه دول الناتو التي تتخلف عن التزاماتها، وقال إنه أبلغ عضوًا في الناتو (لم يذكر اسمه) بأنه سيشجع الكرملين على اتخاذ إجراءات تجاه الدول الناتو التي تتخاذل في التزاماتها المالية.

وصرح ترامب، سأشجّع روسيا على أن تفعل “ما تريده بحق الجحيم” لأي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي تمتنع عن دفع ما يكفي لميزانية الحلف.

وفي ذات السياق، أعربت شخصيات سياسية بارزة، بمن فيهم وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، عن الحاجة الملحة لبحث إمكانية إنشاء درع نووي أوروبي بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا. 

كما ألمح وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر إلى إمكانية إنشاء قوة ردع نووية أوروبية، وهو اقتراح يسعى إلى تعزيز الأمان في المنطقة وذلك كخطوة للتعامل مع التطورات الأمنية المستقبلية أو في حال فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية 2024.


«ترامب» و«الناتو».. تاريخ من التصريحات النارية

وأشارت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، إلى أن برلين لم تعد قادرة على تجاهل منطق الردع النووي، ورأت أنه في حال اتخاذ البلاد قرارًا بفحص إمكانية إنشاء درع نووي أوروبي، فسيكون ذلك بمثابة تخلي عن المبادئ التي اعتمدتها على نفسها لعقود، بحسب "العربية" الإخبارية.

في حين أن ألمانيا قد حظرت على نفسها امتلاك الأسلحة النووية بعد الحرب العالمية الثانية، والتزمت في عام 1990 وفقًا لمعاهدة 2+4 بعدم الحصول على أو تصنيع أسلحة نووية، يمكن أن يثير أي خرق لهذا الاتفاق جدلًا قانونيًا ودبلوماسيًا، ولا يمكن تجاهل الرفض المحتمل من الشعب والمجتمع الداخلي.

وفيما يتعلق بتصريحات ترامب، كان لدى الرئيس الأمريكي السابق تاريخ طويل في إطلاق تصريحات نارية حول التحالف العسكري، حيث كان ينتقد بشكل متكرر الدول الأعضاء التي لم تلتزم بتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 2%، وكان يعرب بانتظام عن رغبته في سحب الولايات المتحدة من الناتو.

وخلال فترة رئاسته السابقة، شهدت علاقة ترامب بحلف شمال الأطلسي تقلبات، حيث كان لديه تاريخ من التشكيك في أهمية الناتو، ورغم أنه اضطر لتلطيف بعض مواقفه بسبب الضغوط الداخلية، فإن تصريحاته لا تزال تثير الجدل، خاصة مع اقتراب محطة الانتخابات الأمريكية 2024.