عاجل

أمهات مصر صامدون في وش الريح

هدى عبد العزيز
هدى عبد العزيز

 
 
قالوا عن الأم "كل البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم" فكان ولا زال وجود الأم سر بقاء هذه المجتمعات، وبذرة النواة التي تتفرع منها أجيال وأجيال تقضي أجمل أيام عمرها في رعاية أبنائها، وتلبية احتياجاتهم، رغم التعب والمشقة التي تتحملها؛ إلا أنها تستمر بالصبر، ومنح الحب دون مقابل لأبنائها...

 

«بوابة أخبار اليوم» تحاور نماذج من الأمهات المثاليات من ذوي الإحتياجات الخاصة المكافحات اللواتي أفنو حياتهم في تربية أبناءهم، منهن من بذلوا الكثير من العناء لإستمرار الحياة على الرغم من قلة المال، ومنهن من عمل بمهن شاقة ومنهن من ضحت بعمرهن من أجل حياة أبنائهن وتعليمهمن أفضل تعليم ليصبح طبيبًا أو مهندسًا.


نظرة منقوصة
أصيبت السيدة هدى عبد العزيز ذات الـ 47 عامًا أول سيدة أعمال من ذوي الإحتياجات الخاصة بشلل الأطفال منذ طفولتها، مما جعلها من ذوي الإعاقة الحركية، ولكن حلمها بتكوين أسرة وأولاد يفتخرون بها كان يتوطد مع كل يوم وهي تكبر مستندة على الأجهزة الطبية، لتحاول خلال تلك السنوات الخضوع إلى أكثر من عملية جراحية لتحسن من طبيعة حركتها والإعتماد على ذاتها.


تزوجت هدى في المرحلة الثانوية ولم تبلغ من العمر 18 عامًا، لتستكمل تعليمها وتحصل على دبلوم تجارة، وهي لديها أطفالها الثلاثة ما جعلها تحقق ذاتها عملياً.


تقول هدى: "الصعوبة كانت في ممارسة بعض الحركات مثل امساكى بابنى  أثناء زحفه أو حمله لفترات طويلة، كان ذلك بمثابة أعمال شاقة علىَ".

وتتابع هدى معاناتها في الخروجات والفسح العائلية، فكان يرافقها مشاعر التوتر والخوف في المصايف، بالأخص لأنها تمثل عبئ كبير عليها بسبب الحركة على الرمال لكونها تعيق وتقلل حركتها بشكل ملحوظ مما ينعكس على أبنائها كعدم اللعب بعيدًا عنها أو نزول البحر لفترات ومسافات كبيرة.

 

زرعت هدى في أولادها حب العلم والشغف لدخول كليات القمة فكانت دائما ما ترسم لهم خطط مستقبلية وأهداف يسعون للوصول إليها حتى تخرجت بنتها الكبرى ندى من كلية صيدلة عام 2015، ويدرس ابنها الأوسط بكلية الصيدلية، بينما أبنتها الأخيرة مازالت في المرحلة الثانوية.
نظرة المجتمع لذوي الإحتياجات الخاصة بأنهم منقوصين كانت حافز لتثبت العكس فاستطاعت تأسيس شركتها الخاصة عام 2004 لتصل إلى أحد الشركات العالمية.


تتذكر هدى يوم تكريمها بالأم المثالية من ذوي الإحتياجات الخاصة لعام 2015 من الاتحاد العربي قائلة: "كنت أول أم مثالية من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة تتكرم ومازلت أتذكر نظرات الفخر في عيون أولادي وكيف كانت عينهما تمتلئان بدموع الفرح".

 

اقرأ أيضا: أنشطة وحدات التضامن الإجتماعى في عيد الأم