«لين» سكري منذ الولادة.. وثلاث سنوات من التحدي

لين «طفلة مسكرة»
لين «طفلة مسكرة»

في اليوم العالمي لمرض السكرى، نرصد نماذج من أبطال رغم صغر سنهم إلا أنهم استطاعو التعايش والتعامل مع هذا المرض الذي لايتحمله البالغ، وتقبلوا أنه جزء من حياتهم لن يفارقهم طوال العمر، صمدوا منذ نعومة أظافرهم أمام «شكشكة» القياس وحقن الأنسولين، والحرمان من تناول الحلوى في أى وقت كغيرهم من الأطفال، تقبلوا أن يكون لهم نظام غذائي معين، وأن يحسب لهم كل ما يتناولونه حتى لايرتفع سكرهم فيدخلهم في غيبوبة سكر، لايتوقف الأمر عند معاناتهم مع الآلام، فالتنمر المجتمعي ضدهم أكثر ألما في نفوسهم البريئة، ضغوط وصعاب يعيشها "الطفل المسكر" وأسرته مع السكري، نعرضها فى السطور التالية..

منذ ثلاث سنوات كانت صدمة صفاء في اكتشافها إصابة ابنتها ذي الثمان سنوات وقتها بالسكري من النوع الأول، ولم يكن الموضوع معروف بين الأطفال كما هو الحال هذه الأيام، ولم يكن هناك أى تاريخ مرضي بالعائلة، الأمر الذى ضاعف المفاجأة.

قالت صفاء: حتى الآن لا نعرف متى أُصيبت لين بالسكر، ولكن عرفت وقتها أن السكر من النوع الأول هو مرض مناعي يهاجم البنكرياس، وهو المسئول عن إفراز الأنسولين فى الجسم".

كانت البداية عندما لاحظت صفاء أن ابنتها تفقد وزنها بصورة كبيرة، ومُصابة بحالة من الوخم والخمول، وذهبت بها لطبيب الأطفال الذي لم يجد شئ غير طبيعي فى الكشف، وطلب تحاليل شاملة، وبعد إجراء التحاليل، اتصل بهم طبيب المعمل ليسأل الأب "هل البنت أكلت شئ "مسكر" قبل التحليل؟"، لأنه وجد نسبة السكر مرتفعة.

واستكملت والدة لين: "كان التراكمى 12، والعشوائي مقارب على الـ 500، والأسيتون كان 20، أى أنها كانت على وشك غيبوبة، وذهبنا بها على الفور على مستشفى خاص بالأطفال، ولم أكن اقتنع حتى ذلك الوقت أن طفلتي مسكرة، وتم حجزها فى الرعاية، وكانت هذه أسوأ فترة مرت علىَ فى حياتى، وشعرت أن الحياة قد توقفت عند هذا الحدث".

اقرأ أيضا | «فيزيتا» العيادات.. المرض فاتورته غالية

سرعان ما اضطرت صفاء لأن تفيق من الصدمة لتتعامل مع الوضع الجديد، قائلة: "كانت جفونى لا تعرف النوم لمدة عام تقريبا، كنت أخاف أن أنام فتتعب ولا أشعر بها، كنت في المرحلة الأولى تائهة، وأتعامل مع جرعات الأنسولين الثابتة، وبعد فترة تعلمت كيفية حساب الـ "كارب" على كل شئ يدخل جسمها، وأن تأخذ على قدر احتياجها من الأنسولين.

من أكبر المشاكل القياس والأنسولين، فالبنت يتم شكها يوميا حوالى 15 شكة مابين قياس وأنسولين، بالإضافة إلى تكلفة الشرائط والجرعات، التى تتجاوز الـ 2000 شهريا، بالإضافة إلى المتابعات والفحوصات الدورية حتى لايؤثر السكر على أى شئ آخر، وعن لين فقالت: "هي الآن فى مرحلة مراهقة وعناد، تتمرد على كل شئ، وكانت في البداية متقبلة الأمر أكثر من ذلك، أما هذه الأيام فترفض القياس تارة والجرعة تارة أخرى، وتصر أحيانا على تناول أكلات دون أن تحسب الكارب، وأصبحت حساسة جدا، وفي نفس الوقت هى اعتادت رغم صغر سنها أن تقيس لنفسها وتحسب الكارب وتأخذ الجرعة المطلوبة لما ستأكله".

واختتمت قائلة: "ما نطلبه رحمة بنا وبأولادنا التسريع بإجراءات توفير مضخة الأنسولين داخل مظلة التأمين، لأنها ترحم الطفل من الشكشكة، وفي المجمل الحمد لله راضيين بما أعطانا الله اياه".

اقرأ أيضا | فيزيتا العيادات| الأشعة والتحاليل.. نزيف مستمر