55 ثانية هزت مصر.. حكايات من دفتر زلزال 92

أعمال التنقيب فى زلزال 1992 .. المصدر AP
أعمال التنقيب فى زلزال 1992 .. المصدر AP


عندما نذكر زلزال 1992، كل شخص يعود بذاكرته إلى 29 عاما، ليتذكر ماحدث له خلال الدقيقة التى حدث بها الزلزال، بالتأكيد الخوف والرعب كان سيد الموقف فى تلك اللحظات، ولكن بعد انتهائها تحولت حكاية كل شخص إلى سيناريو منه مايميل إلى الدراما المبكية لمن حدث له مكروه أو لأحد من ذويه، ومنه إلى موقف طريف لمن نجا ولم يحدث له أى شيء.

مشهد لا يُنسى
حكايات وروايات يُسطر بها كتب ومجلدات لتخليد تلك اللحظات الفارقة فى حياة كل مواطن مصرى، 
قالت رانيا محمد: "كنت في المرحلة الابتدائية عند وقوع زلزال أكتوبر ٩٢، كنت وقتها فى المنزل، وأكتب الواجب المدرسي، وبجانبى شقيقتى، وفجأة اهتزت المنضدة أمامنا، وكل واحدة منا اتهمت الأخرى بأنها هى التى تُحرك المنضدة".

واستكملت قائلة: "خلال ثواني اصطحبت شقيقتى وذهبت بهم إلى شُرفة المنزل، لنشاهد مايحدث بالشارع".

وأضافت أنها لم تتذكر تفاصيل كثيرة، قائلة: "لم نكن نعي وقتها أن الشُرفة أخطر مكان فى هذا الوقت، فالحدث كان جديدا، ولم نكن نعرف ماذا نفعل وأين نذهب؟".

وتابعت: "خرجنا إلى الشُرفة وشاهدنا حالة الهرج والمرج فى الشارع، وكأنه يوم الحشر، ولن أنسى أبدا مشهد العمائر وهي تتمايل يمينا ويساراً وكأنها نخلة فى مهب ريح".

اقرأ أيضا: إنفوجراف| 10 معلومات عن زلزال 92

البيت بيقع
وفى مشهد آخر، كانت إيمان محمد تجلس أمام منضدة الطعام بعد عودتها من عملها، ووجدت المنضدة تتحرك، وقتها كان صاحب منزل والدها قام ببناء أدوار مخالفة، فعندما شعرت بهزة، أسرعت إلى "منور بيتها" ورأت تراب يتساقط من أعلى، فشعرت وقتها أن المنزل يسقط من جراء إقامة أدوار مخالفة، ولم يكن فى مخيلتها أن السبب هو حدوث زلزال.

وسرعان ما بدأت تردد كلمة: "البيت بيقع"، قائلة: "لم أفكر وقتها فى شيء إلا فى أبنائى الذين كانوا يلعبون فى احدى غرف المنزل، فأسرعت إليهم، وجذبتهم، وخرجت سريعا من المنزل".

استكملت حديثها قائلة: "عندما خرجنا للشارع وجدنا الجيران فى المنازل الأخرى، ينظرون لمنزلنا على أنه من المتوقع سقوطه، وقتها كان العدد كبيرا فى الشارع، وجدنا أشخاصا يرتدون ملابسهم الداخلية، الموقف كان صعب، وكله شعر بالخوف الشديد".

تابعت: "بالرغم من صعوبة الموقف وقتها، إلا أنه بعد انتهاءه كان تذكر الأحداث به شئ من الطرافة، فابنتى الصغيرة كانت تبحث وقتها على شنطة مدرستها، وعندما خرجت من المنزل، ظلت تردد لى: "هعمل الواجب ازاى دلوقتى ياماما؟"، أما عن والدتى فظلت تبحث عن مفتاح الشقة، وابنى الأكبر صمم الدخول لها مرة أخرى ليلحق بها ولا يتركها وحيدة، وعندما سألناها بعدها عن سبب بحثها عن المفتاح قالت: "عشان اعرف افتح الشقة تانى".

الفانلة الداخلية
محمد أحمد قال إنه بمجرد سماع أخواته البنات جملة: "البيت بيقع" خرج إلى الشارع بـ "الفانلة الداخلية" وبنطلون الترنج، ولم يفكر فى أحد وقتها، بالرغم من مرور 29 عام على زلزال 1992، إلا أن تذكر الحدث كأنه حدث بالأمس.


حنان على أكدت أنها كانت تجلس برفقة والدتها، وفجأة شعرت بهزة شديدة، وهى لا تعلم ماذا يحدث، وسرعان ما أخذت والدتها وخرجت للشارع لتجد سكان المنازل فى المنطقة كلها فى الشارع، وتركت بيوتها، خوفا من سقوط العقارات عليهم.

كنت جعان
"كنت أجلس بإحدى المطاعم، ومستمتع جدا بالأكل، وفجأة وجدت صاحب المطعم يطلب من الزبائن الخروج من المطعم، ولكنى رفضت، قائلا له: "بس أنا جعان وعاوز أكمل أكل، وكمان عاوز ادفع ثمن أكلى"، ولكن صاحب المطعم قال لى: "يافندم الناس كلها خرجت ومحدش دفع"، كانت تلك الكلمات لمحمود عبد الله، واصفا وقت حدوث الزلزال وكيف تعامل مع الموقف ببساطة.

وأضاف قائلا: "بعد انتهاء الهزة عدت مرة أخرى للمطعم، واستكملت غدائى، "كنت مستمتع بالأكل جدا"، وبالفعل انتهيت منه، ودفعت الفاتورة المطلوبة، وبعدها عدت لمنزلنا وسألت والدتى وأخوتى، وأكدوا حدوث حالة هرج ومرج فى الشارع بمجرد الشعور بالزلزال، وبعدها عادوا لمنازلهم مرة أخرى.


 اقرأ أيضا: تفاصيل 82 ساعة لـ«أكثم» تحت الأنقاض