بعد أيام من حرب أكتوبر، فتحت استديوهات التلفزيون المصري أبوابها ليدخل منها نماذج من أسرى الجيش الإسرائيلي لتسجيل أحاديث معهم وكل الأحاديث التي تم تسجيلها وإذاعتها على الشاشة الصغيرة لم تكن مرتبة سجلتها عدسات التلفزيون دون إعداد سابق فالأحاديث تدور مع الأسرى بطريقة تلقائية.
وكان المذيع يسأل الأسير قبل أن يعطي شارة التسجيل سؤالا محددا يقول فيه بالحرف الواحد هل تقبل الظهور على شاشة التلفزيون المصري لتجيب على أسئلتنا .. لك مطلق الحرية في القبول أو الرفض ؟ وكان الأسير الإسرائيلي يقبل الدعوة بلا تردد.
قال الأسير شيعي باروخ وهو من سلاح المشاة: إنني أقبل إجراء الحديث بلا تردد أريد أن يطمئن أفراد أسرتي في إسرائيل إلى أنني ما أزال على قيد الحياة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 13 أكتوبر .1973
ورغم أن بعض الأسرى كانوا يجيدون الحديث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية فإنه كان يطلب منهم الحديث باللغة العبرية التي يجيدونها أكثر حتى يترك لهم حرية التعبير في وضوح أكثر وهم يجيبون على الأسئلة التي توجه إليهم بعد أن تقدم إليهم أكواب الشاي أو فناجين القهوة أو المشروب الذي يفضله كلا منهم.
وقبل أن يتم التسجيل مع الأسير دافيد دار لاخيم وهو عريف من سلاح المدرعات الإسرائيلي طلب أن يحيط وجهه بالضمادات ورغم أنه لم تكن في وجهه غير كدمة واحدة أصيب بها وهو يقفز من دبابته إلا أنه أجيب له طلبه.
اللقاءات التي تمت مع الأسرى الإسرائيليين على شاشة التلفزيون بلا مونتاج قدمت صورة من نموذج ونوعية المحارب الإسرائيلي الذي صورته الدعاية الإسرائيلية إنه المحارب الذي لا يقهر، واكتفى كل أسير أن يقول اسمه ووحدته والسلاح الذي كان يخدم فيه وكيف وقع في الأسر.
وكان من بين الأسرى عساف ياجوري قائد اللواء 190 المدرع؛ حيث بدا مرهقا وبقى بلا تسجيل حتى هدأ، وخلال هذه المدة قدم له كوب شاي وفنجان قهوة ارتشفها وهو يدخن بطريقة مستمرة ولم يكن يتوقف عن التدخين إلا خلال لحظات يرتشف فيها أكواب المياه المثلجة جدا التي طلبها أكثر من مرة.
وكان عساف ياجوري متأثرا بالهزيمة إلى حد أنه كان دائما مطأطأ الرأس وكان يعاني ويبذل جهدا لرفع رأسه ومواجهة الكاميرا.
المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم
اقرأ أيضا |اللواء سمير فرج للرئيس السيسى: التخلص من الإخوان هيتكتبلك حتى بعد 100 سنة
