«الطرقعة» والعصا موضة علاج العظام.. ونقابة أطباء الطبيعي: تسبب الكسور والشلل

فرقعة المفاصل يمتهنها البعض .. ونقابة العلاج الطبيعي تحذر من التعامل معهم
فرقعة المفاصل يمتهنها البعض .. ونقابة العلاج الطبيعي تحذر من التعامل معهم

◄ كورسات لممارسة النشاط على أيدي أطباء وأخصائيين تأهيل حركي
◄نقابة الأطباء: طب شعبي  ومزاولة مهنة دون ترخيص
◄ نقابة العلاج الطبيعي: تسبب كسور وشلل

 
الآلام المصاحبة للعظام والعمود الفقري والمفاصل وآلام أسفل الظهر وآلام الرقبة والصداع تجعل الكثير من المواطنين يلجأون لكل ما هو جديد للتخلص من معاناتهم بكافة الطرق، حتى وإن كان على أيدي غير متخصصين أو أطباء، مما يفتح باباً للعديد من الخرافات والطب البديل الشعبي.

 

وبدأ المعالجون الشعبيون في مصر، الانتشار بشكل واسع والترويج لأنفسهم وقدراتهم في علاج العظام، مستخدمين شعارات العلاج الشعبي أو الطب القديم، ولكن عدم تمكنهم من دراسة العلمية كالطب أو العلاج الطبيعي قد يؤدي لأزمات الصحية ومخاطر كبيرة.. 


«بوابة أخبار اليوم» فتح التساؤلات حول هذه الظاهرة وترصد آراء بعض المعالجين الشعبيين في مصر.

 

سمكري «عظام»
«سمكري بني أدمين»، لقب أطلقه يوسف خيري على نفسه واصفا ممارسته لعلاج العظام بنظام «الطقطقة»، مسوقًا نفسه عبر الكثير من الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعرض كيفية علاج فقرات العظم بضغط عليها يدوياً.

 

ويستعرض «يوسف» مهاراته عبر فرقعة فقرات العظام، لكثير من المشاهير، الذين أقبلوا على ذلك النوع الغريب من المساج الذي يقدمه «سمكري البني آدمين»، من بينهم الفنان أمير كرارة، ومحمد أنور، ومحمد توب، ومصطفى بسيط.

 

وبالرغم من القبض عليه سابقاً، بسبب مزاولة مهنة بدون ترخيص، إلا أنه مازال يمارس نشاطه في فرعه الجديد.

 

وتتم الجلسة عن طريق وضع المريض مستلقيا في أوضاع معينة لعلاج مناطق الألم على طاولة أو كرسي  ثم يستخدم الممارس يديه لخلق قوة مفاجئة على المفصل، مما يدفعه إلى ما وراء نطاق حركته المعتادة وقد يتولد عن هذه الحركات أصوات فرقعة.

اق{أ أيضا| 

مآسي الرقاب المحنية| «أشعة» الهاتف المحمول.. تطفئ نور العين 

عائلة تمارس «الطقطقة»
جعلت عائلة «العرباوي» من طرق العلاج البدائية الشعبية القديمة، إرثا لأحفادهم، محافظين على طرق القبائل العربية في علاج مرضاهم.

 

أحمد العرباوي أحد الأحفاد الذين توارثوا مهنة علاج العظام بالعصا، منذ أكثر من 18 عاماً، بالرغم من عدم دخوله كلية الطب أو العلاج الطبيعي، لكنه يعالج العظام وآلامها والمشاكل الغضروفية بعصاه المتوارثة.

 

يرى أحمد أن ممارسة الطب ليست مقتصرة على الأطباء وحسب، بل يمكن ممارسته عن طريق أخذ كورسات لدى الأطباء لمعرفة أماكن الفقرات والغضروف وكيفية تحريكها يدوياً، وكيف يمكن معالجتها حتى لا يتسبب في كسر فقرة بالخطأ.

 

يقول أحمد لـ «بوابة أخبار اليوم»، إنه توارث كيفية علاج العظام بالعصا، ولكن التطور الطبيعي للأمراض، جعله يأخذ كورسات طبية في أكثر من مجال كالتشريح وأمراض النساء وأمراض البطانة، ودراسة الكيروبراكتيك وهو الإرجاع الموضعي للفقرات هو أحد فروع الطب البديل لتعزيز مهاراته.

 

ويضيف أحمد، أن جميع الكورسات على أيدي أطباء تأهيل حركي، وتتم في سناتر، بعيداً عن كليات الطب، مشيراً إلى أن العلاج بالعصا وطقطقة العظام هو أحد فروع الطب البديل لمعالجة العظام، ولكنه في بعض الأحيان لا يأتي بنتيجة مثالية للمرضى مثل الأطباء التي لا تنجح في معالجة مشاكل الغضروف.

 

وينوه أحمد أنه لا فارق بينه وبين الطبيب، سوى عدم إجرائه عمليات جراحية أو أستخدامه للأجهزة الطبية.

 

وبسؤاله عن كيفية مزاولة المهنة دون تصريح طبي، أوضح أنها تمارس تحت رخصة «التدليك والمساج».

 

اقرأ أيضا|

مآسي الرقاب المحنية| متلازمة «الرقبة النصية».. في كل منزل ضحية للموبايل


العلاج الطبيعي: «نصب واحتيال»
الدكتور سامى سعد النقيب العام للعلاج الطبيعي، يعلق على انتشار علاج العظام بـ«الطقطقة» أو عن طريق العصا، أو عن طريق أشخاص رياضيين، بأنها عمليات نصب واحتيال على المواطنين والمرضى، وليس لها أساس صحي أو ذكرت في علاج الطب القديم، مؤكداً، أن أغلب الذين يسلكون هذه الطرق في العلاج، ينتحلون صفة الطبيب، وغير مؤهلين لمعالجة المرضى، ويتم الترويج لهم من قبل سماسرة للربح من وراءهم.

 

ويوضح النقيب العام للعلاج الطبيعي، الأضرار الناجمة من علاج العظام بمثل هذه الطرق ككسور بالعظام، وشلل بسبب الضغط الخاطئ على فقرات معينة بالجسم، أو تحريك عظام من مكانها.

 

ويحذر سامي المواطنين من الانسياق وراء هذه الخرافات وما يطلق عليها من مصطلحات الطب البديل، حتى لا يتعرضون للنصب أو أضرار صحية، لافتاً أن ظاهرة علاج العظام بالعصا تنتشر في المناطق العشوائية أكثر.

 

وأردف سامي قائلا: «طقطقة العظام كلام خايب، ورصدنا شكاوى عديدة من قبل المرضى تعرضوا لكسور و أضرار جسمانية بسبب الذهاب لهؤلاء الدجالين والنصابين».

 

وأنهى النقيب العام للعلاج الطبيعى حديثه، بأن النقابة تترصد بالتعاون مع الجهات القضائية، لكل من ينتحل صفة طبيب أو أخصائي علاج طبيعي، للقضاء عليهم قبل أن تصبح ظاهرة منتشرة بشكل فج.

 

بينما يقول الدكتور أسامة عبد الحي أمين عام نقابة الصيادلة، أن من يمتهنون هذه الأعمال غير أطباء وليس لهم علاقة بالطب، موضحاً أن الطب القديم أو الحديث لا يوجد به مثل هذه الممارسات، بل هو طب شعبي، فرضه علينا بعض المواطنين الجهلاء.

 

ويضيف عبد الحي، أن الدولة عليها عاتق كبير في مواجهة هذه الممارسات بسبب انتشارها الواسع، وقد أوشكت أن تكون ظاهرة، ولا يمكن استمرارها في ظل الدولة الحديثة، مشدداً على أنه لا يجب معالجة المريض المصري سوى أطباء مقيدين وأعضاء في نقابة الأطباء.

 

اقرأ أيضا|

مآسي الرقاب المحنية| الموبايل يلتهم الصحة العقلية