كباريه في ألمانيا.. بداية سقوط جاسوس مصري جندته إسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نهاية مأساوية وذاكرة سوداء وحكم بالإعدام ولم تنفعه الدولارات ولا الليالي الحمراء ولا المخابرات الإسرائيلية التي ارتمى بين أحضانها ليخون بلده ووطنه الذي آواه وأعطاه الفرصة للمرة الثانية لحياة كريمة بعد أن فُصل من عمله عام 1954 بسبب انحرافه وسلوكه السئ وتورطه في قضيه اتجار المخدرات.

خرج الشاب فؤاد – اكتفت مجلة أخر ساعة بكتابة اسمه الأول فقط - من السجن ليعمل مديرا بأحد مضارب الأرز في الإسكندرية قبل أن يسافر إلى ألمانيا الغربية في عام 1971 باحثا عن الأموال بغض النظر عن كيفية الحصول عليها ولم يجد غير طريق الحانات والمخدرات كأسهل طريق لجني الأموال بطريقة سهلة وسريعة.

ولتلك الأسباب كان فريسة سهل الإيقاع بها من قبل رجال الموساد الإسرائيلي الذى وجدوا فيه كل الصفات الخبيثة التي تقوده للرضوخ إلى أوامرهم مهما كان المقابل، بحسب ما نشرته المجلة في العام 1975.

اقرأ أيضا| عندليب الصحافة يسترجع معاهدة «النحاس».. ويرصد مأزق الموسيقار مع الرئيس

كان فؤاد قد وصل إلى أقصى درجات الانحراف من سكر وبلطجة؛ حيث كان يتردد على الحانات يتناول الخمر حتى لا يدري بنفسه إلا هو ملقى به في الشارع بعد ضرب مبرح من أفراد أمن الحانة لعدم سداده قيمة المشروبات فلمحه أحد القوادين وكان يعمل لدى الموساد  وعرض عليه أن يعمل جاسوسا لهم مقابل ما يطلبه من أموال بشرط العودة إلى الإسكندرية ورصد كل ما يحدث في مصر ونقله لهم.

أغرته الأموال ووافق على الفور وبدأت رحلته مع الخسة حيث عاد إلى الإسكندرية بالفعل في عام 1971 ورصد كل ما يحدث ونقله إلى الموساد الإسرائيلي من خلال ما تعلمه على يد العميل الإسرائيلي من الكتابة بالحبر السري والتقاط التوجيهات والتعليمات على موجات خاصة بالراديو.

وظل فؤاد يتردد على الإسكندرية ومنها إلى مختلف عواصم العالم من ألمانيا وفرنسا حتى لا يقع في شك من قبل أجهزة المخابرات المصرية.

ولما كان لتلك الفترة التي أعقبت حرب الاستنزاف وقبل نصر أكتوبر المجيد فترة توتر شهدتها الأراضي المصرية كانت المخابرات المصرية تعمل على قدم وساق وكان رجالها يعملون كالصقور يراقبون جميع من يترددون على الدخول إلى البلاد أو الخروج منها، وخاصة إذا ما كانوا من الأشخاص سيئي السمعة كفؤاد تحكمهم المادة في المقام الأول غير مبالين بكيفية الحصول عليها.

وكان أحد الكباريهات في ألمانيا المحطة الأخيرة للجاسوس فؤاد التي أكدت كل الشكوك حوله بعد أن عبث ببعض الكلمات مع إحدى الساقطات عندما وصل إلى مرحلة السُكر وفي هدوء أحكمت المخابرات المصرية قبضتها عليه في شقته الكامنة فى خالد بن الوليد بالقرب من ميامي عقب وصوله للإسكندرية.

وبالفعل تم تقديمه للمحاكمة لتقضي محكمة جنايات الإسكندرية بحكم الإعدام عليه وقدم محاميه طعن في الحكم قبل تنفيذ الحكم بـ18 ساعة معللا بأن موكله مصاب بالجنون وبعرضه على رئيس مصلحة الطب الشرعي تبين أنه بكامل قواه العقلية وأن ما يفعله هو مجرد تمثيلية حتى يتنصل من العقاب.

وفي تمام السادسة مساء يوم الحادي عشر من فبراير عام 1975 اُسدل الستار على فؤاد وتم إعدامه في سجن الحدراء بالإسكندرية ليكون عبرة لكل من تخول له نفسه أن يخون بلاده.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم