حكايات| «موسيماني اليوناني».. من محترف بعقد «مزور» إلى معشوق جماهير أثينا

بيتسو موسيماني خلال مشواره في الدوري اليوناني
بيتسو موسيماني خلال مشواره في الدوري اليوناني

بيتسو موسيماني.. اسم تعرفه القارة السمراء، بل أصبح الاسم الأشهر فيها بعد تعاقد النادي الأهلي معه رسميًا ليتولى القيادة الفنية لفريق الكرة الأول بالقلعة الحمراء في سابقة لم تحدث على مر التاريخ، ليصبح أول مدرب من داخل القارة ينال هذا الشرف.

موسيماني المدرب يحفل سجله بالإنجازات والنجاحات وعلى رأسها التتويج بدوري أبطال إفريقيا مع ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي على حساب الزمالك عام 2016، وكذلك تدريبه لمنتخب بلاده معاونًا للبرازيلي كارلوس ألبيرتو بيريرا، ولكن ماذا عن موسيماني اللاعب؟!

 

بيتسو جون هاميلتون موسيماني.. ذلك اللاعب الشاب الذي بدأ مشواره مع دوري جنوب إفريقيا الممتاز في العام 1982 بقميص نادي كوزموس ليستمر معه عامين ويتحول إلى أغلى صفقة في بلاد البافانا بافانا عام 1985، حين انتقل إلى صفوف ماميلودي صن داونز، وانتقل بين الفريقين مرتين، قبل أن يلعب لأورلاندو بايرتس في العام 1989.

 

رحلة يونانية

في الموسم 1989-90، انتقل بيتسو موسيماني إلى الدوري اليوناني الممتاز عبر بوابة نادي أيونيكوس نيكيا، وكانت صفقة تاريخية، لكونه أول لاعب جنوب إفريقي ينضم لأحد الأندية اليونانية، وبدأ رحلته التي استمرت 5 سنوات.

 

شارك موسيماني في 53 مباراة بالدوري اليوناني الممتاز، وسجل 6 أهداف وكانت مباراته الأولى يوم 1 أكتوبر من العام 1989 أمام بانيونيوس بالجولة الثالثة للبطولة اليونانية وشارك لمدة 45 دقيقة.

 

وبدأت قصة العشق بينه وبين جماهير أيونيكوس حتى أصبح بالفعل أحد أساطير النادي، ولكن الرحلة حملت الكثير من التفاصيل.

 

مواجهة مصرية

مخطئ من يظن أن علاقة موسيماني بكرة القدم المصرية بدأت حين تولى تدريب ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، ولكنها بدأت في اليونان، وتحديدًا يوم 17 أكتوبر من العام 1990، حين شارك بيتسمو موسيماني مع أيونيكوس ضد باوك ثيسالونيكي في الجولة الخامسة للدوري اليوناني الممتاز.

 

كان مجدي طلبة متألقًا آنذاك في الدوري اليوناني واستطاع أن يقود باوك للفوز على أيونيكوس برباعية مقابل هدف وحيد وسجل منها النجم المصري هدفًا تحت أنظار موسيماني.

 

من منصوب عليه إلى معشوق الجماهير

المفاجأة التي كشفها موسيماني بعد 20 سنة، أنه وقع على عقود الانضمام لأيونيكوس لمدة موسم واحد، ولكنه -الذي لا يعرف اليونانية- فوجئ بأن تعاقده ممتد لـ 4 سنوات وهو ما اعتبره تزويرًا وقتها، ولم يكن يدري أن الرحلة ستستمر.

 

موسيماني الذي اضطر للبقاء مع أيونيكوس رغم الهبوط موسم 1993/94 إلى الدرجة الثانية، تحول إلى أسطورة في أيونيكوس بعد الصعود في الموسم التالي مجددًا بين الكبار.

 

موسيماني ترك اليونان وانتقل إلى أحد الأندية البلجيكية الصغيرة وهناك بدأ رحلة التدريب مكبرًا بالعمل مع فريق 11 سنة بجانب اللعب، قبل أن يختتم مشواره مع الساحرة المستديرة في السد القطري عام 1996 ويعلن الاعتزال.

 

الصبر على العنصرية

لم يكن موسيماني بالغ السعادة بتجربته اليونانية على الرغم من شعبيته بين جماهير أيونيكوس، وهو ما تحدث عنه بصراحة بعد 20 سنة في حديث لصحفي يوناني على هامش كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا.

موسيماني أكد أنه عانى العنصرية في اليونان بدءًا من واقعة استغلال عدم معرفته باللغة اليونانية وخداعه للتوقيع على تعاقد بـ 4 سنوات ومرورًا بالمعاملات اليومية آنذاك.

 

رحلة طويلة خاضها موسيماني مع كرة القدم لم تكن رائعة كلاعب، ولكن الساحرة المستديرة عوضته كمدرب ففتحت له كل الأبواب التي لم تفتح لمدرب من جنسيته قبلاً وانتهت به إلى كرسي القيادة الفنية للنادي الأهلي.