الوجه الآخر| فوزية عبد الستار : لم أختلف مع زوجى.. ويطلقون علينا «الأسرة السعيدة»

د. فوزية عبد الستار
د. فوزية عبد الستار

◄| هواية الخطابة أحد أسرار نجاحي فى الحياة .. و«الفقه الجنائي الإسلامي» أكبر إنجاز أعتز به

 

تكشفه: غادة زين العابدين

هى قانونية وسياسية بارزة..تعشق النجاح والتفوق منذ صغرها..وهو ما أهلها لتكون أول امرأة تتولى منصب رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب..ورغم كل ما حققته من انجازات الا ان بيتها وابناءها وزوجها كانت لهم الاولوية فى حياتها..ورغم كل ما حصلت عليه من تكريم فى مجال القانون الا انها تعتز كثيرا بحصولها على لقب الام المثالية لجامعة القاهرة . هى د.فوزية عبد الستار استاذ القانون الجنائى والنائبة البرلمانية سابقا .
*  .................................. ؟
نشأت فى الاسكندرية..فى أسرة محافظة ومتحابة ومترابطة..كان والدى محاميا.. وأمى لا تعمل..كنت أصغر اخوتى الستة..»لكن ماكانش عندنا حاجة اسمها دلع».. أخوتى البنات توقفن عند المرحلة الثانوية.. لكنى كنت متفوقة جدا..وكنت متأثرة بوالدى فى جديته والتزامه الشديد..وهكذا أصبحت الأولى على الجمهورية فى الثانوية العامة أدبى بمجموع 87.5%.. «وبسبب تفوقى محدش قدر يتكلم ولا يعارض دخولى الجامعة».. وفى الجامعة واصلت التفوق وكنت الوحيدة التى تحصل على امتياز..وبالطبع كنت الأولى وأصبحت معيدة بالكلية.
 * .................................. ؟
كنت أحب القراءة خاصة الشعر..لكنى لم أمارس أى هوايات قبل المرحلة الثانوية..وكانت أولي هواياتى هى الخطابة..وهى أحد اسرار نجاحى..لانها أفادتنى كثيرا فى مواجهة الناس والمناظرات..»وكنت باحب التمثيل..والتدبير المنزلى «وعلى فكرة انا ماهرة فى الطهى».
*  .................................. ؟
زوجى الراحل د. نجيب حسنى رئيس جامعة القاهرة الأسبق..كان استاذى فى الجامعة..وكان ارتباطنا عقلانيا تماما..فقد رأيت فيه عالما فى مجاله..فأعجبت بشخصيته وجديته وتفوقه وأخلاقه العالية..وتقدم لأهلى مباشرة بعد الامتحانات.. وتم الزواج قبل ظهور النتيجة..والحقيقة أنه كان يقدر تفوقى ونجاحى..وبتشجيعه ومساندته حصلت على الدكتوراه وأنا زوجة وأم « أصل تقدير الزوج عامل مهم جدا فى نجاح الزوجة»..لكن كمان لازم البيت والاولاد يكون لهم الأولوية عند أى أم مهما كان مركزها ومهما كانت مشاغلها»
*  .................................. ؟
لم أختلف اطلاقا أنا وزوجى..لدرجة أن أصدقاءنا كانوا يطلقون علينا الأسرة السعيدة.. وأنا من ناحيتى كنت حريصة على تهيئة مناخ الاستقرار والنجاح لزوجى لأنى كنت أراه عالما كبيرا..والحقيقة أن وفاته كانت مؤلمة جدا لى.. لكن عمق الايمان هو السند الحقيقى امام اى كارثة.
*.................................. ؟
كنت عضوا بمجلس النواب من 1987..ثم اصبحت رئيسا للجنة الشئون الدستورية والتشريعية حتى عام 1995..وكان من اهم انجازاتى وقتها قانون مكافحة المخدرات وقانون الجامعات الأهلية..حيث طالبت وقتها بانشاء الجامعات الخاصة بدلا من سفر أبنائنا للخارج وتعرضهم للتيارات المتطرفة.. ايضا قانون التحكيم لتشجيع الاستثمار وفض المنازعات..»وكمان قانون الصحافة..اللى زعل منى الصحفيين لأنهم افتكرونى شاركت فى اعداده.. والحقيقة ان الحكومة هى اللى أعدته وأرسلته للمجلس..وأنا شخصيا حاولت الاعتراض على بعض بنوده لكن الأغلبية أيدت القانون «
*  .................................. ؟
لدى ثلاثة أحفاد..اثنان منهم يدرسون الهندسة.. والثالثة فى الثانوى.. وعلاقتى بهم ممتازة «اصحاب جدا.. واحب أحكى لهم تجاربي.. وهما كمان بيحبوا يسمعونى»
*  .................................. ؟
أتابع كل ما يحدث على الساحة السياسية.. وأرى ان مشكلتنا الأساسية هى المشكلة الاقتصادية.. والمشكلة الأكبر ان هناك نسبة كبيرة غير ملمين بالاقتصاد ومتطلباته.. وللأسف يبنون اراءهم على أساس غير صحيح.. «واتصور اننا ماشيين فى الطريق الصحيح.. لكن لازم نصبر شوية « . أتابع ايضا مجلس النواب.. «واكتر حاجة بتضايقنى..الاعتراضات المستمرة من النواب للحكومة.. والطريقة اللى بيعبر بها النواب عن اعتراضاتهم.. وكأنهم اولياء أمور للوزراء»
*  .................................. ؟
راضية جدا بالتكريم الذى نلته..فقد حصلت على جائزة الدولة التقديرية.. والجائزة التقديرية من جامعة القاهرة ورشحت لجائزة النيل..والترشيح فى حد ذاته تكريم.. وافخر بحصولى على لقب الأم المثالية لجامعة القاهرة.. وكل ما أتمناه الآن أن اواصل عملى فى البحث والكتابة..وأن أكون قد أديت رسالتى بما يرضى الله.
*.................................. ؟
من عمل فى البحث العلمى لا يستطيع التوقف إلا إذا عجز تماما.. وأنا لدى مؤلفات عديدة فى القانون.. أقوم بتنقيحها من وقت لآخر وفقا لأحدث التعديلات التشريعية.. ومنذ عام 2007 انشغلت بالكتابة فى المجال الإسلامى حينما وجدت هجمة شرسة على الإسلام فى اوروبا..وقررت الكتابة عن حقوق الإنسان فى الاسلام.. وبحثت فى عدة مراجع لأقارن بين حقوق الانسان فى الإسلام والحقوق التى أقرتها المواثيق الدولية حتى صدور الاعلان العالمى لحقوق الانسان عام 1948.. واكتشفت ان هناك حقوقا فى الإسلام لم تصل لها المواثيق الدولية..مثل حق الوالدين فى بر أبنائهم.. وحق الأبناء فى الاحتواء الأسرى والانتماء للأسرة....بينما المواثيق الدولية لم تلتفت لهذه الحقوق.. والاسلام ايضا يأمرنا بصلة الرحم.. اى حق الأقارب.. وكذلك يطالبنا بمراعاة حق الجار وحسن معاملته وهى أمور لا وجود لها فى المواثيق الدولية.. وقد جمعت كل ما توصلت اليه فى كتاب الاسلام وحقوق الانسان الذى صدر عام 2007..وترجم للإنجليزية والأسبانية.. وهناك ناشر طبعه فى أسبانيا.. بينما لازلت ابحث له عن ناشر فى انجلترا . وحاليا أعد كتابا فى شرح قانون مكافحة الارهاب.
*  .................................. ؟
أكبر انجاز اعتز به.. اننى طبعت كتاب الفقه الجنائى الاسلامى الذى كتب زوجى منه 700 صفحة..ثم توفى قبل انجازه..وقد طالبنى أولادى باستكماله كزوجة وأستاذة قانون.. لكنى فضلت ألا أخلط الفكر.. وأن أتركه كما كتبه..لكنى فقط أضفت بعض الفقرات وفقا للتعديلات التشريعية حتى لا يتخلف عن الزمن..وكنت أضع علامة عند اى فقرة مضافة للأمانة مع القارئ..ثم طبعته عام 2006 بعد وفاته بعامين..»وباعتبره اهم انجاز علمى حققته»