ورقة وقلم

ياسر رزق يكتب : هجمات الجمعة .. و«خللوا بالكم من بلادكم»

الكاتب الصحفي / ياسر رزق
الكاتب الصحفي / ياسر رزق

على مسجد، وعلى فندق، وعلى مصنع، وقعت 3 هجمات إرهابية، فى 3 دول تنتمى إلى 3 قارات، يوم أول أمس الجمعة.

الفاعل متشددون إسلاميون، والفعل الإجرامى حدث فى نهار رمضان، وكأن الإسلام المثخن بجراح بعض من ينتسبون إليه، ينقصه من يسعون جاهدين لتصويره على أنه دين القتل والترويع وعقيدة إزهاق أرواح الآمنين وسفك دماء الأبرياء!

عادة لا أجنح لربط أحداث متفرقات فى سياق واحد هو المؤامرة، لكن من الغفلة فى ظل ما يجرى عندنا ومن حولنا أن نستبعد احتمال أن تكون الجرائم الثلاث مرتبة فى إطار مؤامرة واحدة دبرها تنظيم داعش ونفذها أتباعه فى توقيتات متزامنة بالكويت وتونس وفرنسا، لإرسال رسالة واحدة مؤداها أن يد التنظيم الذى يتمدد سرطانياً فى منطقة الهلال الخصيب، قادرة على أن تطال أى هدف من المشرق إلى المغرب العربى وحتى قلب أوروبا التى مازالت بعض دولها وأجهزتها تهادن الإرهاب، وتتجاهل أن جماعاته المنتمية زوراً للإسلام يربطها حبل سرى واحد، وخرجت من رحم فكرى واحد هو جماعة الإخوان!

لن يكون حادث تفجير مسجد الإمام الصادق على رؤوس مصليه الصائمين من المسلمين الشيعة فى صلاة الجمعة من شهر رمضان، وتمزيق أجسادهم الطاهرة المتوضئة أشلاء، ولا حادث إطلاق الرصاص على السائحين الآمنين أمام فندقين بمدينة سوسة التونسية، ولا حادث الهجوم على مصنع الغازات الصناعية بمدينة ليون الفرنسية، آخر جرائم الإرهاب التى ترتكبها جماعات الكفر بالإنسانية وتكفير البشر ومعاداة الحياة.

وأتوقع ـ وأدعو الله أن تخيب ظنونى ـ أن تكون تلك الجرائم بداية موجة إرهابية، لن تنكسر إلا بفعل حقيقى وجاد على مستوى دولى، لمحاربة جماعات الإرهاب وكسر شوكتها عن طريق تعاون استخباراتى وثيق وعمل عسكرى منسق.

وأرجو أن تسارع الدول العربية المنضمة إلى القوة العربية المشتركة، باختصار زمن إجراءات تشكيلها، فالخطر حال وداهم ولا تحتمل مواجهته أى إبطاء!

ولعل الكثيرين، قد أدركوا الآن مغزى نصيحة الرئيس السيسى للأشقاء العرب ولغيرهم، فى زياراته لدولهم الشقيقة والصديقة حينما قال: «خللوا بالكم من بلادكم». كان السيسى يقرأ مسار الأحداث من واقع تجربته فى محاربة الإرهاب، مثلما تنبأ مبكراً باشتداد وطأته، ودعا الشعب المصرى إلى الخروج لتفويضه يوم 26 يوليو 2013، فى مواجهة العنف والإرهاب المحتمل.

وإذا كنا نستعد للاحتفال بعد أيام بالذكرى الثانية لثورة يونيو المجيدة، فلابد أن أجهزة الأمن قد تحسبت لسيناريوهات محتملة من جرائم تعد لها جماعة الإخوان وحلفاؤها ولا تخفيها، ليس فقط فى العاصمة وداخل المدن، وإنما فى المناطق الحدودية شرقاً وغرباً وجنوباً، فهدفهم هو زعزعة استقرار البلاد وخنق أى فرحة للمصريين الذين هم يتأهبون لأهم إنجاز لهم فى هذا القرن وهو افتتاح قناة السويس الجديدة.

وظنى أن الرئيس السيسى الذى يترأس القمة العربية فى دورتها الحالية قد يدرس مع حلول موعد انعقاد اجتماع الترويكا العربية التى تضمه وملك المغرب وأمير الكويت، لاعتماد تشكيل القوة المشتركة قبل نهاية يوليو المقبل، الدعوة إلى قمة عربية طارئة لاتخاذ تدابير جماعية فعالة لدحر الإرهاب، لتجاوز بعض ألوان التخبط وأشكال التحالفات ضيقة الأفق مع تنظيمات فى مواجهة أخرى، كلها تهدد الكيان العربى ودوله فرادى وجماعات!