الخارجية الألمانية تمنح الفنان التشكيلي أحمد كامل مرسما في مقرها ببرلين

خصصت الخارجية الألمانية غرفة متميزة للفنان التشكيلي المصري أحمد كامل يستخدمها كمرسم أعلى سطح مبنى الوزارة في برلين، لمدة ثلاثة أشهر في إطار برنامج للتعاون الفني مع اتحاد المعارض الفنية في ولاية برلين.

ويهدف هذا البرنامج الذي بدأ في أبريل الماضي إلى "دعم الفن عبر الحدود الوطنية وتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة"، ويتيح هذا البرنامج الفرصة لثلاثة فنانين معاً تنفيذ أعمالهم في مقر وزارة الخارجية ، ثم عرضها في معرض يقام لهذا الغرض. 

وقالت وزارة الخارجية ان اختيار الفنانين يتم من قِبل هيئة مستقلة، ويتم الاختيار سواء لفنانين أجانب أو فنانين ألمان، على أن يعبروا من خلال أعمالهم الفنية عن قيم التواصل مع الخارج. 

ويعتبر "أحمد كامل" الفنان الأجنبي الأول بعد الفنانَين الألمانيين "أندرياس لانج" و"كيرستين هونايت"، الذي يتخذ من الطابق السابع في وزارة الخارجية الألمانية مرسماً له. واضافت الوزرة ان هذا البرنامج هو الأول الذي يتم تنفيذه داخل مبنى وزاري ألماني ويستهدف دعم التعاون الثقافي عبر الحدود، ويتم من خلاله تخصيص مساحة ملهِمة للابتكار والإبداع لفنانين مختارين. 

وتشتهر مدينة برلين بالتناقضات، والتنوع، والحداثة، وهي في الوقت ذاته عاصمة ثقافية عالمية يأتي إليها الفنانون العالميون لعرض أعمالهم أو لإنجازها، وتتميز بالعديد من الفعاليات الثقافية والمعارض والمهرجانات على مدار العام. ويتيح سطح مبني وزارة الخارجية إطلالة رائعة على هذه المدينة ذات الطابع الثقافي والأهمية كمركز عالمي، وبذلك فهي تعد فرصة فريدة من نوعها للفنانين.

وحصل الفنان التشكيلي أحمد كامل على بكالوريوس الفنون في القاهرة ثم درس الماجستير في تخصص التصوير والرسوم المتحركة في جامعة لايبزج تخصص جرافيك وفنون تصميم الكتب. وهو يعيش ويعمل منذ عام 2008 ما بين برلين والقاهرة. كما يعمل أحمد كامل على مستوى دولي ويهتم في أعماله بالتعددية الثقافية والتنوع وتعدد الأديان.

يدور فيلمه "عن الجنة" على سبيل المثال حول رحلتي حج أحداهما إلى مكة والمدينة  والأخرى إلى مدينة سانتياجو دي كومبوستيلا للتفكر في تصورات المسلمين والمسيحين عن الجنة وتحديد أوجه التشابه والاختلاف. 

ويركز مشروعه الحالي الذي يطلق عليه "ما لم يحدث" حول موضوع النزاع، يستعرض فيه تأثير نظام الحكم على إدراك الفرد والمجتمع ككل وكذا صور التلاعب المختلفة المرتبطة به والموجودة بالفعل حولنا. 

يقدم الفنان في هذا المشروع مجموعة أفلام فيديو تبين كيف تُمحى آثار الأقدام ويتغير مضمون دفتر اليوميات وبالتالي الذكريات، إلى جانب لوحة تصويرية كبيرة وسلسلة صور فوتوغرافية وعمل فني معدني.

وسوف تعرض أعماله الفنية التي انتجها في مقر وزارة الخارجية بعد انتهاء مدة البرنامج الذي بدأ في نهاية اكتوبر ويستمر حتي نهاية يناير 2017، في معرض ختامي.