القصة الكاملة لعصابة خطف النساء..

ريا وسكينة.. «كوكتيل» جرائم انتهى بالإعدام| فيديو

 تعرف على القصة الحقيقية  لريا وسكينة
تعرف على القصة الحقيقية لريا وسكينة

بحروف من الدم سجلت «ريا وسكينة» اسميهما في القائمة السوداء لـ«سفاحات» القرن العشرين، خطفن النساء وكتمن أنفاسهن وسرقن مصوغاتهن بـ«دم بارد» فظلتا على مدار 96 عامًا قصة واقعية أقرب لأفلام الرعب يتناقلها المصريون عامًا تلو الآخر.

من أسوان إلى الإسكندرية

من أقصى صعيد المحروسة إلى أقصى ساحلها الشمالي، انطلقتا الشقيقتان «ريا وسكينة» بحثًا عن الرزق، بدايات القرن الماضي، حتى وإن كان مصدر الدخل عبر «بوابة الأعمال المنافية للآداب»، وبالفعل خرجتا الشابتان من أسوان إلى بني سويف فكفر الزيات قبل الاستقرار بالإسكندرية، لتبدأ رحلة الإجرام.

لم تنتظر الأختان كثيرًا على إطلاق مدفع «إجرامهما» وسرعان ما استقطبت «ريا» زوجًا لها وهو حسب الله مرعي، فيما اكتفت «سكينة» بمحمد عبدالعال «عشيقًا» ومساعدًا لها.

سهرات حمراء

برفقة الزوج والعشيق الجديدين، انطلقت «ريّا وسكينة» إلى العمل في الأعمال المنافية للآداب بتخصيص بيوتٍ سريّة لذلك، ثم بدأوا جميعاً في موجة إجرام جديدة بخطف النساء وقتلهن بهدف سرقة ذهبهن، إذ وصل عدد ضحايا عصابة ريّا وسكينة إلى 17 إمرأة، وجدت جثثهن جميعاً في شقتيهما، عام 1920.

3 سنوات كاملة

مطلع نوفمبر 1919، بدأت ريا وسكينة سلسلة من الجرائم الوحشية في الإسكندرية، حين انشغلت فيه المدينة الساحلية بالانتفاضات الشعبية الشهيرة التي قام بها الزعماء ضد القوات البريطانية المحتلة، مما أتاح للعصابة العمل دون عقاب.

سر البيوت الأربعة

في حي اللبان بالإسكندرية، شهدت 4 بيوت وقوع الجرائم، ومنها سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية هو الذي اصطادت منه السفاحتان معظم ضحاياهما، وعناوين البيوت هي: «5 شارع ماكوريس في حي كرموز، 38 شارع علي بك الكبير، 16 حارة النجاة، 8 حارة النجاة».

العصابة الكاملة

6 أفراد كانت تلك هي العصابة الكاملة لـ«ريا وسكينة»، إذ كانت البداية مع ذهاب «ريا» إلى السوق وتختار الشخصية التي في يدها الحلي والمجوهرات الكثيرة، وتقوم بالحديث إليها للتقرب منها، ثم تعرض عليها أوانٍ من المنطقة الجمركية تدعي أنها بأسعار رخيصة، وتأتي ريا بالضحية إلى المنزل لتقوم بقتلها بالاستعانة بزوجها وشقيقتها وعشيق شقيقتها، بالإضافة إلى عرابي حسان وعبدالرازق يوسف وهما أحد المعاونين.

سيل من البلاغات

بلاغ تلو الآخر تلقاها «بوليس الإسكندرية»، كان الأول من السيدة زينب حسن «40 عامًا» إلى حكمدار بوليس الاسكندرية في منتصف شهر يناير عام 1920 تشير في شكواها إلى اختفاء ابنتها نظلة أبو الليل «25 عامًا»، دون سرقة أي شيء من شقة ابنتها، وتوالت البلاغات.

وبعد القبض على العصابة، انفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية لـ«بديعة» بنت ريا التي طلبت الحصول على الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها وزوجها وبالفعل طمأنوها فاعترفت بأنهم استدرجوا النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن.

مفاجأة الاحتلال

لكن رغم كل ما سبق، هناك من تحدث عن أن الشقيقتين كانتا من المناضلات ضد الاحتلال الإنجليزي في مصر، وأن إعدامهما كان عقابًا لهما من سلطات الاحتلال على ذلك، حيث تم استغلال ما تردد عن اختفاء النساء وقتلهن لـ«إلصاق» التهمة بريا وسكينة، والتخلص منهما، وزاد من الشكوك أن القاضي كان فتحي زغلول شقيق الزعيم سعد زغلول، وإن كانت تلك الرواية برمتها لا تلقى قبولا.

أول إعدام نسائي

وبعد 3 سنوات من ممارسة النشاط الإجرامي، وتحديدًا في 16 مايو 1921، أصدر الرئيس أحمد بك الصلح موسى حكم الإعدام بحق ريا وسكينة وزوجيهما والاثنين الآخرين الذين شاركوا في عمليات القتل الفعلي للنساء، بينما حكم على حسن علي محمد الصائغ بخمس سنوات في السجن لقيامه بشراء مجوهرات الضحايا.