د. حمدي الموافي: أرز هجين يزيد إنتاجية الأرض ٢٥٪ ويقلل هدر المياه

د. حمدى الموافى رئيس برنامج تطوير الأرز
د. حمدى الموافى رئيس برنامج تطوير الأرز

يعد الأرز محصولا غذائيا رئيسيا واستراتيجيا للشعب المصري ، يعمل على توفير السيولة النقدية للمزارعين ، وهو أفضل المحاصيل التي تزرع في المناطق المستصلحة حديثا ويعمل على تحسين تربتها خلاف العائد من العملة الصعبة من تصديره ..ورغم ذلك يستنزف الأرز كمية كبيرة من المياه نظرا لاستمراره في الأرض قبل حصده مدة تقارب الستة أشهر.

 وفى إطار تطوير هذا المحصول القومي توصل د.حمدي الموافي رئيس  برنامج تطوير الأرز ووكيل معهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية ، توصل إلى أرز هجين يزيد في الانتاجية بمعدلات ٢٥٪ ، علاوة على حصاده خلال فترة وجيزة اقل من الأرز العادي بحوالي ٣٥ يوما وانخفاض معدل استهلاكه للمياه بمعدلات ٣٠٪ بما يحقق اكتفاء ذاتيا اكبر وتصديرا أعلى بما يعود بعملة صعبة خلاف تقليل كمية التقاوى المستخدمة فى الزراعة وذلك من خلال مشروع قومى.
هل يوجد بدائل للأرز؟
بداية يؤكد الدكتور حمدى بأنه لا يوجد بديل اقتصادى واستراتيجى عوضاً عن الأرز فى مناطق نقص المياه ونهايات الترع فيما يسمى بالحزام الشمالى المتأثر بملوحة التربة ونتيجة لجهود الباحثين أمكن تقليل الاحتياجات المائية والأهم من ذلك هو أن الأرز يتم ريه بمياه مخلوطة أو من الصرف الزراعى... الأمر الذى لا يمكن إتباعه مع أى محاصيل بديلة يمكن أن تحل محل الأرز مستقبلاً بما يعتبر ثروة قومية للحفاظ على الأراضى والمياه حيث ان أصناف الأرز الحديثة غير شرهة لاستهلاك المياه على عكس الأفكار السائدة حيث أن مليون فدان تستهلك فقط فى المتوسط 5.4 مليار متر مكعب مياه غالبيتها مياه مخلوطة أو صرف زراعى.
ما أهمية محصول الأرز فى مصر؟
من الناحية الغذائية فهو محصول غذائى رئيسى واستراتيجى وهام للشعب المصرى يأتى فى المرتبة الثانية بعد القمح بل أن المحافظات الساحلية تعتمد عليه كغذاء أساسى واقتصادى يوفر الاكتفاء الذاتى من الغذاء للشعب المصرى كما يوفر العملات الصعبة التى تستخدم فى الاستيراد إلى جانب ذلك أيضا فإنه كان يعتبر المحصول الزراعى الرئيسى لتوفير العملة الصعبة للدولة عن طريق التصدير للخارج بينما من الناحية الإصلاحية يستخدم فى استزراع الأراضى الحديثة الاستصلاح حيث انه ينمو فى الأراضى المغمورة بالمياه وبالتالى يحقق هدفين الأول هو المساهمة فى استصلاح هذه الأراضى وتحسين تربتها وغسيل الأملاح الموجودة فى هذه الأراضى بجانب إنتاج محصول معقول.
مساحة مزروعة
ما  المساحة المزروعة  فعلا طوال الفترة السابقة؟
المساحة المزروعة فعلا خلال السنوات من 2000 وحتى 2015 حسب تقارير قطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة ما بين 1.3 -1.569 مليون فدان ومن خلال المرور والمتابعة للباحثين بقسم بحوث الأرز  وكذلك التصوير الجوى فإن المساحة المزروعة لا تقل بأى حال من الأحوال عن 1.5 مليون فدان وقد تصل إلى 1.8 مليون فدان وتصل تقديرات مبالغ فيها من وزارة الرى والموارد المائية ترفع المساحة إلى 2.3 مليون فدان أى أن هناك تجاوزا فى المساحة الفعلية عن المساحة المستهدفة المصرح بزراعتها  وهذا أمر غير مرغوب فيه على الإطلاق من حيث تأثيره البالغ على الموارد المائية والتاثير على المحاصيل الصيفية واستنزاف كميات كبيرة من المياه.
ما  حجم المساحة المستهدف زراعتها؟
المساحة المستهدف زراعتها وفقا لقرار وزارة الرى والموارد المائية ١٫١ مليون فدان يصرح بزراعتها فى ست محافظات بمنطقة شمال الدلتا وهى كفر الشيخ، الدقهلية، البحيرة، الشرقية، الغربية، دمياط بجانب مساحة قليلة جداً بمحافظتى بورسعيد والإسماعيلية.
وقد خلصت وزارة الزراعة الى زراعة ١.٤ مليون فدان وهى المساحة التى تحقق الاكتفاء الذاتى وتغطية الطلب المحلى مع وجود فائض تصديرى استراتيجى حوالى 300 ألف طن للمحافظة على التواجد فى السوق العالمى.
هل كان هناك محاولات للنهوض بمحصول الارز فى الفترة الماضية؟
بالطبع عملنا على الإنتاجية العالية لمحصول الأرز مقارنة بالمحاصيل الصيفية الأخرى لانتشار الأصناف الجديدة عالية المحصول التى أستنبطها البرنامج القومى لبحوث الأرز والتى رفعت الإنتاجية من 2.4 طن/فدان (المتوسط القومى لعام 1986) إلى أكثر من 4 طن/فدان خلال السنوات الأخيرة (٢٠١٥) بالإضافة إلى تميز هذه الأصناف بصفات المقاومة للإمراض وقصر فترة نموها أكثر من 30 يوماً عن الأصناف القديمة  وزراعة البرسيم الفحل والاستفادة من حشه زيادة كما يزيد من العائد وكذلك تمتعها بصفات جودة عالية من حيث ارتفاع نسبة التصافى وشفافية الحبوب وصفات طهى ممتازة مما دفع المزارعين إلى زراعة الأرز بدلا من المحاصيل الصيفية الأخرى.
مخاطر الزراعة
ما مخاطر زراعة الارز فى اماكن غير مصرح بها؟
زراعة الارز فى محافظات ومناطق غير مصرح بها مثل محافظة القليوبية، حيث تتم زراعة مساحات كبيرة هذا يمثل خطراً كبيراً باعتبارها نقع فى بدايات الرى مما يمثل ضرراً كبيراً على محافظات شمال الدلتا، كما يشكل خطراً على القاهرة الكبرى من ناحية التلوث نتيجة حرق قش الارز.وكذلك زراعة الارز فى محافظات الوادى الجديد بما يمثل ذلك من استهلاك مياه الآبار.
ما الخطة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى؟
هناك استراتيجية الالتزام بزراعة 1.4 مليون فدان وهى المساحة التى تحقق الاكتفاء الذاتى وتغطية الطلب المحلى مع وجود فائض تصديرى استراتيجى حوالى 300الف طن فى الوقت الحالى فقط وفقاً لعدد سكان مصر وللمحافظة على السوق العالمى بالإضافة إلى ترشيد الموارد المائية والأرضية وتجنب حدوث اختناقات فى مياه الرى أثناء قترة نمو المحاصيل الصيفية وتشجيع زراعة المساحات المخالفة بالذرة الصفراء لتشجيع زراعة الذرة الصفراء وتحقيق التوازن مع محصول الأرز.
استهلاك المياه
ما مميزات الارز الهجين الجديد فى معدل استهلاكه للمياه؟
بناء على ما سبق من معلومات عن الاحتياجات المائية للأرز عموماً فى ظل استنباط الأصناف والهجن المبكرة النضج فإنها تتراوح ما بين 4780 و5000 متر مكعب من المياه/ فدان يضاف إلى ذلك أن معظم المساحات التى تزرع فى محافظات حزام الأرز الشمالية والتى تشمل محافظات (كفر الشيخ والدقهلية والبحيرة والشرقية والغربية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية) متأثرة بنسبة كبيرة بملوحة التربة وتقع فى نهايات الترع وتعمد أحياناً إلى الرى بالمياه المخلوطة أو مياه الصرف الزراعى ويتوجب زراعة هذه الأراضى بالأصناف الهجينية المتحملة للملوحة، كما أنه من الضرورى زراعة هذه الأرض بمحصول الأرز لغسيلها وعدم فقدانها بالإضافة إلى أن الأرز الهجين يتحمل نقص المياه ولم يعد هناك فارق كبير بينه وبين المحاصيل البديلة سوى تحمله فقط للملوحة ونقص المياه إضافة إلى أن العائد الاقتصادى الراجع إلى توفير مياه الرى أصبح يلعب دوراً أساسياً فى وضع استراتيجيات زراعة محصول الأرز الآن.
كيف يتم البدء فى تقليص المساحة المزروعة والاستفادة من الهجن الجديد؟
حتى يتسنى لنا تقليص المساحة من ١٫٤ مليون فدان الى ١٠٢  مليون فدان المزروعة لابد من زراعة 250 ألف فدان على الأقل بالأرز الهجين بعد تخصيص ٥ آلاف فدان لانتاج تقاوى الهجين  لتعويض أى نقص فى المحصول والحفاظ على الاكتفاء الذاتى من الارز.
وينصح بزراعة 1.4 مليون فدان أرز عامى 2017، 2018 يصل أنتاجها 5.6 مليون طن أرز شعير تعطى 3.360 مليون طن أرز أبيض وفائض 296 ألف طن أرز أبيض (تصافى تبييض 63%) وذلك لضمان تغطية الطلب المحلى مع وجود فائض تصديرى.
ويتم زيادة مساحات الارز الهجين حتى تصل إلى 350 ألف فدان على الأقل خلال الأربع سنوات المقبلة ينتج عنها زيادة أضافية تبلغ من 250-375 ألف طن أرز شعير ويتم ذلك من خلال حملة قومية وتدعيم برنامج الارز الهجين لاستنباط الهجن المصرية المتميزة وتكثيف الجهود لنشر زراعة الارز الهجين.
ما تقنية الأرز الهجين Hybrid Rice Technology واستغلال ظاهرة قوة الهجين لإنتاج هجن متفوقة فى المحصول؟
يعتبر الأرز الهجين هو التقنية الوراثية الوحيدة لزيادة المحصول مباشرة منذ الثورة الخضراء فى الستينيات التى أثبتت أن الأرز الهجين هو أعلى الأنواع إنتاجية حيث يتفوق على أعلى الأصناف التقليدية بما يتراوح بين 20- 25% (1- 1.5 طن/فدان)  وتسود زراعة الأرز الهجين بكثافة فى الصين ويغطى حاليا أكثر من 30 مليون هكتار وهو المسئول عما يقرب من ثلثى الأرز المنتج.
ما الأهداف المحددة والمتوقع إنجازها للمشروع الحالي؟
زراعة 250 الف فدان ارز هجين بحلول عامى 2019 - 2020 على الأكثر مما يساعد على زيادة الانتاج الكلى وتحقيق الاكتفاء الذاتى وفائض استراتيجى من الارز مع خفض المساحة المزروعة بالارز 100 ألف فدان.
زيادة المساحة المزروعة بالارز الهجين بداية من عام 2021 إلى أكثر من 500 الف فدان تساعد على خفض المساحة المزروعة بالارز 200 ألف فدان مما يزيد فرصة الاستفادة من الموارد المائية والارضية مع الحفاظ على الانتاج الكلى دونما تأثير.
ونشر زراعة الارز الهجين فى مصر والمساعدة على نجاحها باعتبارها التقنية الوراثية الوحيدة للزيادة الرأسية المؤثرة فى المحصول بنسبة لا تقل عن 20% وبالتالى تقليل إستخدام الموارد الأرضية والمائية والمدخلات الأخرى المستخدمة فى الإنتاج الزراعى من أسمدة وكيماويات وتقاوى.