حوار مع حائر

حوار مع حائر

فاجأني بالقول: لماذا الطواف حول الكعبة سبعاً؟

والسعي بين الصفا والمروة سبعاً، وما حكايات السموات السبع؟

وخلق الدنيا في سبعة أيام؟ أنا حيران.. هل أجد عندك أجابة؟؟

لم أشفق عليه بل أغتظت منه وقلت في هدوء مصطنع: لو كنت مسلماً حقيقياً لما سألتني هذه الاسئلة!!

فوجئت به يغضب ويثور قائلا: أنت عايز تكفرني؟ أنا والحمد لله أعرف ربنا أحسن منك!! لكن هذه الاسئلة بالفعل تحيرني. وأنت تكتب باب حوار مع حائر فلجأت إلي سؤالك لكنك لم تعطني الأجابة، بل اتهمتني في ديني!!

تجاهلت ما قاله، وقلت بذات الهدوء المصطنع: الايمان بالله له مواصفات حلوة أهمها اليقين الكامل بكل ما يقوله رب العالمين والتسليم الكامل له، والإسلام مستمد من هذا التسليم.. يعني إذا طلب منك شيء فعليك تنفيذه دون مناقشة ولا فلسفة كدابة! وعلينا الأيمان الكامل بكل ما جاء في القرآن مثل السموات السبع، وخلق السموات والإرض في سبعة أيام و....

قاطعني قائلا: لكن العلماء أثبتوا أن الأرض خلقت في ملايين السنين بما يتنافي مع خلقها في سبعة أيام.

قلت وقد بدأت أفقد صبري عليه!! يا شيخ حرام عليك! هل يعقل لمؤمن أن يشكك في كتاب الله بحجة أن العلماء قالوا كذا وكذا.. لا تناقض اطلاقاً بين هذا وذاك! فاليوم عند ربك مختلف تماماً عما هو موجود في الدنيا حيث يتكون من ٢٤ ساعة! وهو أمر يقوم علي الغيب ولا مجال للعقل لمناقشته!

قاطعني من جديد: لكن الطواف حول الكعبة سبعاً لم يرد في القرآن!

قلت في غيظ: واضح أنك تحب المناقشات البيزنظية والجدل العقيم ولست إنساناً حائر بل انت شخص مجادل.. وهذا الطواف من شعائر الحج الاساسية، ونقوم بها كما أمرنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهناك اجماع عليها من آلاف السنين.

انتقل حوارنا إلي سبب السعي بين الصفا والمروة سبعة اشواط.. قلت له: وراء ذلك قصة رائعة بطلتها امرأة..

قال علي الفور: لا علم لي بهذه القصة ويا ريت اسمعها منك وإلي اللقاء في المقال القادم بإذن الله