في الذكرى الثانية لـ«أحمد رجب».. ابتسامة مصر التي لا تغيب

أحمد رجب
أحمد رجب

سلاحه لم يكن سوى عدد قليل من المفردات.. كلماته كانت أقوى من السيف.. بها حارب الفساد وواجه الظلم وبها انتصر للبسطاء من أبناء الوطن.. عاش بين السطور يبدع ويكتب بكل صدق، لا يخشى الوزير ولا يهمل حق الخفير.. حقق الشهرة رغم أنه كان آخر الباحثين عنها..

اشتهر بقدرته الهائلة على انتزاع البسمة الموجعة تعليقا على كل ما يجرى في الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي عبر الشخصيات التي ابتكرها خلال رحلته في عالم الصحافة مع رفيق عمره صاحب الريشة الذهبية الفنان الراحل مصطفى حسين.. شكل وجدان الكتابة الساخرة بـ «نص كلمة».. قلمه كان دائما يتحرك على مدار عقود كاملة ليكشف كل الأمراض الخبيثة التي يعانى منها المجتمع المصري بكل طوائفه ويضع بنفس القلم روشتة تحمل العلاج.. هكذا عاش ومات أيقونة الكتابة الساخرة المبدع الراحل أحمد رجب تاركا إرثا كبيرا لكل من يريد أن يتعلم معنى الكلمة وحق الرأي والضمير في الكتابة والتعبير عن الحقيقة بكل واقعية وبقليل من المعاني.

زلزل إمبراطوريات

تحل اليوم الذكرى الثانية لعملاق الكتابة الساخرة الكاتب الكبير أحمد رجب الذي رحل عن عالمنا في 12 سبتمبر من عام 2014 لتبكى الصحافة المصرية والعربية خسارتها في صاحب نص كلمة وفلاح كفر الهنادوه وعبده مشتاق ومطرب الأخبار الذي عاش داخل جدران دار أخبار اليوم يبدع ويتألق بكلماته القليلة التي أسقطت إمبراطوريات الظلم في عهود متتالية.

بداية المشوار

بدأ الراحل مشواره مع صاحبة الجلالة خلال دراسته بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية حيث شارك في إصدار مجلة «أخبار الجامعة» التي كانت طريقه للتعرف على عباقرة الصحافة المصرية والعربية مصطفى وعلى أمين لينتقل بعدها للعمل بمكتب أخبار اليوم بالإسكندرية لينتقل إلى القاهرة ليسطر مشوارا حافلا في عالم الصحافة بدار أخبار اليوم من خلال مقاله الثابت بجريدة الأخبار «نص كلمة» الذي حقق له شهرة واسعة .

أضحك البسطاء

استطاع الراحل أحمد رجب أن يصنع من الخيال عددا من الشخصيات لينطق بها ضد الفساد ويقف بها في صف البسطاء ليخلق حالة من الارتباط والحب بين البسطاء وتلك الشخصيات التي أصبحوا يضحكون ويبكون معها ومنها فلاح كفر الهنادوه، ومطرب الأخبار، وعبده مشتاق، وكمبورة وغيرها من الشخصيات التي صنعها رجب من وحى الخيال ليستخدمها في الحرب الشرسة التي أعلنها منذ أول يوم له في بلاط صاحبة الجلالة ضد خطأ الوزير والمسئول في حق المواطن الغلبان.

الفكرة والريشة

رحلة من الصداقة والحب جمعت بين الثنائي أحمد رجب ومصطفى حسين حيث كانت الساعة الواحدة ظهرا يوميا تعلن عن ميلاد فكرة جديدة من أعماق الخيال الواسع لصاحب نص كلمة ليجسدها صاحب الريشة الذهبية لينقل بها حدوتة جديدة يضحك معها البسطاء ويخشى منها كل مسئول يرتكب أخطاء.. الكل كان يتمنى ألا تخرج الفكرة تحمل أسمه خاصة في حالة السخط لأن وقتها سيتحول الأمر إلى الشارع الذي بات يلقى كامل ثقته في أحضان الفكرة والريشة التي جسدها أحمد رجب ومصطفى حسين.

عشق الكمان

عشق أحمد رجب الموسيقى في الطفولة وكره الحساب، وقد كافح رجب من أجل اقتناء آلة الكمان في صباه، وكان العائق الوحيد أمام تحقيق هذا الحلم، هو نجاحه في الجبر، لكن «الكمان» الذي أحبه رجب لم يحبه.