«حلوة يا بلدي» بأيدي سيدات مصر: هنجمل بلدنا ونشجع ولادنا

« حلوة يا بلدى».. بأيدى سيدات مصر
« حلوة يا بلدى».. بأيدى سيدات مصر

فى البداية نظرت إلينا وهى منهمكة فى عملها وتمسك بيديها «فرشاة» تستخدمها فى طلاء أحد الأرصفة، ثم تحدثت إلينا عزة محمود، ربة منزل، 42 عاماً وقالت: «فكرة المبادرة جميلة واسمها رائع، جميعاً نحلم بأن تظل بلدنا «حلوة».

وأضافت: كنت أحزن كلما أشاهد شكل أكوام القمامة فى كل شارع بالمنطقة، وكنت أتذكر أيام زمان حين كنت طفلة وكان جميع الجيران يتعاونون فى جمع القمامة وتنظيف الشارع ومساعدة عامل النظافة البسيط الذى كان يأتى صباح كل يوم ويحمل فوق كاهله « مكنسة» من القش ويشد خلفه عربة خشبية يضع بها القمامة عقب تجميعها من أمام أبواب المنازل، لذلك وعلى الرغم من أنى أعانى من العديد من الأمراض أصررت على المشاركة فى تنظيف بلدى.

وعبرت إيمان محمد، 25 سنة، من حملة «ابدأ بنفسك» عن سعادتها فى مشاركة نظافة البلد، وأشارت إلى أن مبادرة حلوة يا بلدى شجعت الأطفال والشباب للحفاظ على نظافة بلدهم وأن الاهتمام بنظافة البلد أمر وطنى ويجب على الجميع المساهمة به دائما، وأضافت: «نتمنى من مؤسسة أخبار اليوم التواصل مع المسئولين بعد انتهاء مبادرة «حلوة يا بلدى» حتى لا تعود القمامة فى الشوارع مرة أخرى.

تشجيع أولادنا

أما فاطمة عبد النبى، 46 عاماً، مهندسة، فقد حرصت على تشجيع أبنائها الثلاثة من أجل أن ينزلوا معها إلى الشارع للمشاركة فى الحملة، واعتبرت أن توقيت الحملة كان مناسبا لأنه يتزامن مع إجازة مدارسهم وقالت: «فرحت جداً بمجرد ما شاهدت إعلان المبادرة أمام شاشة التليفزيون، وقررت ان أصطحب أولادى معى، خاصة أنهم فى إجازة، وقلت لنفسى لابد أن أدربهم من صغرهم على التطوع من أجل البلد وأن يكون لهم دور فعال فى المجتمع، كى يتعلموا المحافظة على نظافة المكان الذى يعيشون به وأيضاً يشعرون بالمسئولية تجاه وطنهم، لذلك استيقظنا مبكراً وقررنا أن نشارك فى الحملة منذ أول يوم حتى آخر يوم، ونتمنى أن تستمر طوال العام، لأن الموضوع ازداد فى الأونة الأخيرة ومشكلة القمامة أصبحت معاناة لنا».

 بينما توضح فاطمة مصطفى إحدى النساء المتطوعات فى حملة «ابدأ بنفسك» وتبلغ من العمر 30 عاما وتعول طفلين، أن المرأة المصرية تلعب دوراً مهما وحيويا فى توعية الأطفال للحفاظ على نظافة البلد، وحرصت فاطمة على مشاركة أولادها فى مبادرة حلوة يا بلدى فقد قاموا بكنس الرصيف والشوارع ورشها بالمياه وتنظيف الشوارع الجانبية ورفع المخلفات وتحميلها فى صناديق القمامة كما قاموا بغسل الأشجار وكنس الأرصفة المحيطة بمنازلهم .

 وتؤكد حبيبة صبرى التى تبلغ من العمر 12 عاما أنها حرصت على المشاركة بمبادرة حلوة يا بلدى بصحبة صديقتها فريدة أحمد 8 سنين وعبرت عن سعادتهما بالمشاركة بمبادرة « حلوة يا بلدى» ورسم البهجة على الجدران مع فرشة الألوان قائلتين: «نشعر بسعادة بقضاء الإجازة بشكل مفيد واحنا بنظف شوارع بلدنا.

صبر وتحمل

 محاسن متولى من النساء المتطوعات بجمعية الهلال الأحمرقالت وهى «تمسك المقشة تحت لهيب الشمس الحارقة أنها حرصت على المشاركة فى نظافة الشوارع والميادين للقضاء على القمامة، وتوجه رسالة إلى الشباب والبنات قائلة: «شاركوا فى نظافة البلد دى مسئوليتنا كلنا وابدأ بنفسك وشارك فى تنظيف وتجميل مصر كله يهون علشان بلدنا تبقى حلوة».

 أما نبيلة مصطفى أحد المتطوعات بجمعية الهلال الأحمر أكدت أنها كانت تنتظر باشتياق شديد مثل هذه المبادرة للقضاء على القمامة ونظافة الشوارع وإنارة الأعمدة، تتمنى استمرار مبادرة «حلوة يا بلدى» طوال أيام السنة والرقابة والمتابعة بصفة مستمرة حتى لا تعود أكوام الزبالة مرة أخرى، مشيرا أن مبادرة «حلوة يا بلدى» ساعدت على وعى الشباب بأهمية الحفاظ على شوارع بلدهم وخطورة إلقاء القمامة.

بدت ظاهرة مشاركة السيدات فى مختلف محافظات مصر وبجميع أحيائها واضحة، حيث واصلت الإسكندرية فعاليات المبادرة وسط أعداد كبيرة من الفتيات اللاتى قمن بدهان الأرصفة وتشجير الشوارع والرسم على الجدران، كما واصل المجتمع المدنى دعمه للمبادرة من خلال نشر الوعى بين الأهالى، ودعت مؤسسة سيدات الإسكندرية للتنمية الشاملة الخيرية ربات البيوت لحملة فرعية من أجل المساهمة فى تنظيف الشوارع الرئيسية والجانبية والأزقة المختلفة، حيث رحبت أحلام إبراهيم الخولى، رئيس مجلس إدارة الجمعية بفكرة المبادرة مؤكدة أنها خطوة رائعة فى سبيل تطوير مصر وتنظيف شوارعها وحل مشكلة كان يعانى منها كل مواطن فى كل محافظة، موضحة أن الإسكندرية من أكثر المحافظات التى عانت من القمامة وتراكمها فى الميادين العامة والشوارع منذ عدة سنوات مما قلل من مظهرها الجمالى التى كانت تتمتع به على مدار تاريخها، وأضافت أن الجمعية عقدت اجتماعا مع عدد من السيدات فى عدة مناطق من أجل نشر فكرة مبادرة «حلوة يا بلدى»، واستطردت قائلة: «قمنا بشرح كيفية تنظيف الشوارع والفوائد العائدة على المواطنين من هذا العمل، كما عزمنا على تقسيم الفتيات فى مجموعات منظمة بحيث تتم عملية التنظيف دون أى صعاب، والمبادرة نالت إعجابهن خاصة بعد تزويدهن بالأدوات اللازمة وتخصيص رحلة ترفيهية لهن ولعائلتهن عقب انتهاء المبادرة.

وتقول سارة سعيد، عضو بالجمعية: «سعدت جداً بفكرة المبادرة، فى البداية كنت أعتقد أن تنفيذها صعب ولكن عقب البدء أصبح الأمر أكثر يسراً، ونقوم كل يوم بالتجمع فى أماكن معينة متفق عليها، ثم نتحرك فى هيئة مجموعات من أجل أن ننجز بشكل منتظم ونتمنى أن تستمر فكرة المبادرة وتكون هناك متابعة.

رياضة ونظافة

وكان لمراكز الشباب دور كبير فى محافظة كفر الشيخ، حيث فتحت أبوابها لاستقبال الفتيات كل يوم مبكراً من أجل تنظيمهن وتزويدهن بالأدوات اللازمة، حيث تتسابق الفتيات من أجل تشجير الشوارع، وتقليم الأشجار القديمة، وجمع القمامة من القرى بعد ارتدائهن «تيشيرت» يحمل شعار المبادرة، وتقول سحر محروس، طالبة، 15 سنة: «نستيقظ مبكراً ونذهب إلى مركز الشباب ومعى صديقاتى، ونمارس فى البداية عدة تمرينات رياضية، وبعدها ننطلق فى المبادرة من أجل تزيين الشوارع وتجميلها ومنها رياضة ومنها تنظيف.

بينما خرجت ربات البيوت فى الشرقية ينظفن الشوارع، بعد تقسيمهن إلى مجموعات يعملن بالتناوب حسب الأحياء سواء فى مدينة  «فاقوس» و«ديرب نجم»، وقالت سيدة إبراهيم: أن إحدى السيدات تجلس بأولاد العمارة والباقى يعمل فى الحملة لعدد ساعات معين واليوم التالى نبدل الأدوار من أجل مرعاة الأطفال وفى الوقت ذاته يكون لنا دور فعال فى الوطن.