بعد وقف تصدير قطع غيار «إف 16» .. خبراء أمن يطالبون بالتصعيد ضد إيطاليا

طائرات اف 16
طائرات اف 16

◄ نور: القرار «طائش» .. والأفضل لمصر المعاملة بالمثل
◄ عكاشة يطالب بقطع التعاون المعلوماتى فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية مع روما

أثار قرار مجلس الشيوخ الإيطالى بوقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات "إف -16 الحربية" احتجاجا على عدم تعاون السلطات المصرية في البحث عمن وراء مقتل ريجيني على حد تعبيرهم ويمثل هذا القرار أولى خطوات تصعيدية ضد مصر.
اتفق خبراء الأمن على أن السلطات المصرية يجب أن تمتنع عن مد إيطاليا بالمعلومات حول الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب لتصعيد الموقف ضد ايطاليا فالتعامل بالمثل "هو الحل" لوقف هذه القرارت الطائشة فالرد يجب ان يكون حاسم وسريع.

قال العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية إن قرار البرلمان الإيطالى خاطئ وأنه تصعيد مفاجئ وغير مبرر فهو لا يخدم التعاون بين مصر وايطاليا فى الوقوف على أسباب مقتل ريجينى فنحن نتحدث عن تعاون أثبت نفسه بين البلدين وزيارات من الجانب القضائي الى ايطاليا لعرض حيثيات القضية، موضحا أنهم لم يأخذوا ذلك فى وضع الاعتبار ولجأوا للتصعيد نتيجة لبعض الضغوط السياسية  التى تمارس على الحكومة الايطالية وهو ما سيؤتر سلبا فى العلاقات ويكون له عواقب كبير.

وأوضح عكاشة أن القرار له تأثير سلبي ويجب الرد عليه بصورة حاسمة وعلينا أن ننظر بشكل جدي وألا يكون هنالك تقصير فى تقدير القضية مشيرا الى أننا لدينا كثير من أوراق الضغط التى يجب على مصر أن تستخدمها وتضغط بها على الحكومة الايطالية حتى يكون الرد حاسماً والنظر فى قطع التعاون المعلوماتى بين البلدين خاصة فى مكافحة الارهاب و الهجرة غير الشرعية التى تؤرق روما وتهم الإقليم كافة وبالضغط عليهم ربما يحدث إعادة نظر فى ردود الفعل تجاه مصر وتغيير القرار فيما بعد.

بينما شدد اللواء فؤاد علام وكيل جهاز الأمن الوطنى الأسبق على ضرورة الرد الحاسم والسريع من قبل الجانب المصرى تجاه قرار البرلمان الايطالى وخاصة بالنسبة لاتفاقيات التعاون الأمنى وتبادل المعلومات فى مكافحة الارهاب ومحاولة اخذ هذه الاتفاقية كورقة ضغط والتهديد بمنع تبادل المعلومات ومكافة الهجرة غير الشرعية التى تعانى منها روما فمشكلة البطالة تعد أضخم المشاكل التى يعانى منها دول اقليم البحر المتوسط خاصة فى ظل الأزمة السورية ولجوئهم الى الهجرة للدول الاخرى.

وأكد اللواء حازم حمادى الخبير الأمنى على أن قضية مقتل الطالب الايطالي كان الهدف منها اساءة وتدمير العلاقات بين  مصر وايطاليا  وانه ليس من المعقول تورط اجهزة الامن فيها  خاصة بعد الاعلان عنها وتعرضها للتعذيب والكشف على تفاصيلها حيث كان من الممكن اخفاء القضية بأكملها.

وشدد حمادى على أنه يجب على القيادة السياسية بمصر الرد على قرار مجلس النواب الايطالى بوقف تزويد مصر  بقطع غيار اف ١٦ بنهج اسلوب تنويع مصادر السلاح من قوى الكتلة الشرقية والغربية، مؤكدًا على أنه لا يمكن وضع رقبة مصر فى يد دولة تتحكم بها كيفما تشاء، مشيرًا إلى أنه يتوقع ان يتراجع مجلس النواب الايطالى عن قراره واعادة النظر فيه.

وأوضح أن إيطاليا تعد هى المتضرر الأول إذا ما تأثرت اتقافيات الهجرة غير الشرعية مع مصر حيث أنها المستفيدة منها لمواجهة تلك الظاهرة التى تمثل لها عبء شديد يؤثر على اقتصادها، مطالبًا القيادة السياسية باتخاذ موقف ردا على قرار النواب الايطالى مع استمرار توضيح الصورة بشأن مقتل ريجينى وان الاجهزة الامنية ليس لها علاقة بمقتله وان هناك قوى تسعى على تدمير العلاقات بين الدولتين والدليل على ذلك التفجير الذى استهدف السفارة الايطالية حيث لم تسلم هى الأخرى من الارهاب وقال حمادى ان القرار يعد متسرعا وانه يعتقد ان وراءه قوى داخل المجلس أثرت على تمريره بهدف الإساءة لمصر.

من جانبه قال اللواء جمال أبوذكرى مساعد أول وزير الداخلية الأسبق أن القرار يعد جزء من مخطط سياسي دولى المقصود به الضغط على مصر  حيث من المؤكد ان كل دول أوروبا عامة تحرص على العلاقات مع مصر أن تكون متميزة حيث أن مصر تعد رمانة الميزان فى المنطقة ولها مكانة خاصة لدى الشعوب الاوربية وهم أبعد ما يكونوا عن خلط الأمور السياسية مع المصالح التجارية التى عادة ما تزول عن طريق الجهود الدبلوماسية المنوط بها توضيح المواقف وكشف الحقائق.

وشدد أبوذكرى على ضرورة أن يكون للإعلام دور قوى يوضح صورة مصر فى الخارج وان اهل المهجر المصريين يجب ان يكونوا سفراء لمصر فى الخارج والعمل على تحسين صورتها فى مواجهة محاولات الوقيعة بين الدولتين والإساءة لمصر.

كذلك؛ أكد اللواء محمد نورالدين محمد الخبير الأمنى أن قرار إيطاليا بوقف تزويد قطع الغيار "طائش" وغير مدروس ويؤثر بالسلب على ايطاليا ايضا عن طريق ايقاف تبادل المعلومات بشكل نهائى حول الهجرة غير الشرعية ووقف جميع الاتفاقيات اعتراضا على هذا الموقف موضحا ان السلطات المصرية يجب ان "تتعامل بالمثل" حتى يتم مراجعة الموقف من الجانب الإيطالى.

وأضاف نور أن مصر تمتلك خيارات كثيرة للضغط على الجانب الايطالى وموقفها اقوى فتستطيع ان تلجأ الى اى دولة لاستيراد قطع الغيار، كذلك فإن إيقاف التبادل التجارى ومنع استيراد أي سلعة من إيطاليا واللجوء إلى أي دولة خليفة أخرى يجب أن يكون على رأيك أولوية السلطات قائلا: "دى أوراق ضغط لازم نستخدمها.. الطيبة مش هتنفع فى العلاقات الدولية".