المهندس عرفة رضوان : مظلة للتحكم بالطقس تخفيض درجات الحرارة وتقليل استهلاك الطاقة

د. عرفة رضوان
د. عرفة رضوان

أكد د. عرفة رضوان،  الحاصل  على دكتوراة فى الامان الصناعى والبيئى والدفاع المدنى ومدرس بكلية الهندسة جامعة شمس الخبير الدولى فى الطاقة المتجددة، أن مشروعه لتخفيض درجة حرارة المدن وبحيرة ناصر يستهدف تقليل استخدام الطاقة ومواجهة العجز السنوى فى انتاج الكهرباء لتلبية الاحتياجات السنوية لكافة الاغراض موضحا انه عبارة عن «مظلة فضائية»يتم إنشاؤها فى الغلاف الجوى وتعمل على حجب أشعة الشمس بنسب مختلفة يمكن التحكم بها و فى توقيتها،من خلال محطات أرضية يتم إقامتها لهذا الغرض.
قال عرفة فى حواره مع «الأخبار» ان المشروع يعد نقلة نوعية للاوضاع السياسية والاقتصادية الاقليمية لمصر، مشيرا الى انه يقلل من ارتفاع نسبة التبخر أمام السد العالى ويوفر 5 مليارات متر مكعب من المياه فى ظل محدودية الموارد المائية لمصر وتزايد الاحتياجات السنوية من المياه.
> فى البداية  ما  ملامح المشروع؟
 - تعتمد الفكرة على تطبيق مظلة فضائية لتخفيض شدة أشعة الشمس المباشرة، وهى عبارة عن مربعات من مادة تمنع مرور الشمس تشبه الفوم «الفلين»، باستخدام مواد معتمة لحجب الأشعة المباشرة، تؤدى إلى التحكم فى نسبة الحجب وتوقيته. 
> وماذا يستهدف؟
- يهدف المشروع الى التحكم بالطقس والمناخ، وإدارة الدورة البيئية للمياه، و يمكن تكثيف الأمطار من خلال التحكم فى السحب واتجاهها، لتتحول الصحارى الى أراض منزرعة، وحل مشكلة الاحتباس الحرارى، نتيجة  استهلاك البترول والغاز، فينتج عن ذلك كمية كبيرة من الانبعاثات الكربونية التى تسبب ارتفاع درجة الحرارة، كما يقدم المشروع حلا جذريا لازمتى «التدفؤ»العام والتصحر.
> ماذا عن تكلفة المشروع؟ 
- التكلفة تختلف باختلاف المساحة المراد تغطيتها،لكن الميزة الأساسية بالمشروع المقترح لاستهداف أى منطقة تتمثل فى أن فترة عملة تمتد منذ بدء تشغيله فالعمر الافتراضى يتراوح مابين 10 الى 15 عاما.
> المظلة الفضائية ستحجب الأشعة الشمسية كاملة أم بنسب معينة؟
 -  المظلة لن تكون مفرودة بصفة مستمرة بل سيكون بها مربعات مثل «الشيش»يمكن التحكم بزاوية الفتح وفى التوقيت الذى تقرره إدارة المشروع وللفترة التى تراها وفى الأيام التى تقررها فقط من خلال المحطة الأرضية، كأن نغلق المربعات بزاوية معينة فى فصل الصيف فقط وفى ساعات الظهيرة وبالتالى ستقلل درجة حرارة المنطقة المحجوبة بشكل كبير.
 > ماذا فى حالة التطبيق على مدينة القاهرة ؟
 - قمت بعمل دراسة جدوى لمدينة القاهرة وكانت التكلفة 10 مليار ات دولار وسينتج عن المشروع  تخفيض درجة حرارة القاهرة ما بين 10 إلى 20 درجة مئوية، بمتوسط عام 15 درجة مئوية، ويوفر 50% من الطاقة التى تستهلكها أجهزة التكييف، مشيرا إلى أن الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أشاد بالمشروع ووصفه بأنه جديد ويستحق أن يوضع على طاولة البحث، فحسب الدراسات المعلنة فإن الفاقد من الطاقة فى القاهرة كل صيف فى عملية التكييف فقط، يكلف حوالى 4 مليار دولار سنويا، فهذا يعنى أنه خلال 10 سنوات، فإن مصر تخسر 40 مليار دولار نتيجة عملية التكييف فقط، لكن المظلة تكلف 10 مليارات دولار لمدة 10 سنوات و بالتالى توفر 30 مليار دولار يمكن استثمارها فى مجالات اخرى، و ذلك اذا قارنا التكلفة بين المكيفات و المظلة.
> وماذا عن بحيرة ناصر و الاستفادة من المشروع فى التأثير على معدلات التبخر بها؟
- دراسة الجدوى المبدئية لبحيرة ناصر، اذا فرضنا أن المظلة دائرية، فستغطى المظلة البحيرة، منطقة توشكى ومدينة أسوان فى نفس الوقت، سيكون الغرض من خفض درجة الحرارة، لهدف غير توفير الكهرباء، وهو فى حالة تقليل درجة الحرارة بمقدار 10 درجات سيؤدى الى انخفاض معدل تبخر المياه للنصف، فتبعا للدراسات التى قامت بها وزارة الموارد المائية والاقسام العلمية المتخصصة فى مختلف الجامعات المصرية أكدت أن كمية التبخر من بحيرة ناصر سنويا تتراوح ما بين 10 الى 16 مليار متر مكعب مياها ونصيب مصر من مياه النيل هو 55 مليار متر مكعب سنويا وبالتالى تنفيذ المشروع يخفض الفاقد من عملية التبخر بنسبة تترواح ما بين 5 الى 8 مليارات متر مكعب من المياه وهو ما يكفى رى من 2 الى 4 ملايين  فدان زراعى او استصلاح اراض  جديدة.
> لكن كيف سيتم التحكم بمنظومة المظلة الشمسية عند تنفيذها ؟
- سيتم التحكم بها من خلال محطات أرضية، مثل المحطات التى تتحكم بالأقمار الصناعية من داخل الدولة المنشئة للمظلة.
> الجدوى الصحية والاقتصادية أحد ملامح تأييد المشروع ؟
- بالتأكيد لان البحوث العملية أثبتت أن التعرض لأشعة الشمس المباشرة باستمرار يسبب الامراض السرطانية والجلدية الخطيرة و غيرها، كما أنه اقتصاديا يعتبر التوقيت الاكثر فقداً فى الطاقة نتيجة عمليات التكييف او التهوية التى نحتاج اليها، بالاضافة الى ارتفاع معدل التبخر للموارد المائية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.