بحلول نهاية عام 2014، حصل أوباما وبوتين على ألقاب ليست سياسية ولكنهما حصلا عليها من الشعوب ليعبروا عن وجهة النظر العالمية بهما. وحاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على لقب "جنتلمان"، وحصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على لقب "متحرش". وبرزت صورة الرئيس الروسي كـ"جنتلمان" عندما وضع شال دافئ على كتفي السيدة الصينية الأولى بنغ لي يوان زوجة الرئيس الصيني شي جينبينغ أثناء حضوره قمة "أبيك" في بكين. وتداولت نساء الصين المقطع الخاص بما أسموه "واقعة الشال" عبر مواقع التواصل الاجتماعي معلقات عليه بأنه المرشح الأمثل للزواج، كما وصفنه بـ"بوتين كثير اللطف"، "بوتين جنتلمان"، ووجدن أن تصرف بوتين يعتبر فعل رجل لا يبالي بالأقاويل المحتملة للآخرين. وعلى جانب أخر، أثار الرئيس الأمريكي الغضب في الصين بسبب مضغه "اللبان"، وركوبه سيارة أمريكية الصنع على خلاف العادات الصينية خلال حضوره منتدى التعاون الاقتصادي بين آسيا ودول المحيط الهادي، وعلق بعض الصينيين على مواقع التواصل الاجتماعي على عجرفة أوباما بغضب شديد، ونعته بعضهم بـ" المتشرد". وعلى عكس الرئيس الأمريكي، أبدى الرئيس الروسي التواضع في لافتة فاجأت الجميع، حيث صافح سائقي دراجتي استطلاع موكب كان يستقله خلال مغادرته قمة الـ20 في أستراليا، واقترب بوتين من السائقين بصورة مفاجأة بعد وصول الموكب إلى مدرج المطار قبيل صعوده سلم الطائرة. وتغيرت النظرة العالمية لكلا الرئيسين، في حين حصل بوتين على لقب الجنتلمان أدت السقطات المحرجة للرئيس الأمريكي إلى وصفه بالمتحرش الأكبر، فرصدت كاميرات الفيديو عدد من اللقطات المحرجة له منها فيديو عندما كان يدلي بصوته في انتخابات ولاية شيكاغو، حيث قال له أحد المتواجدين "سيدي الرئيس..لا تلمس صديقتي"، وضحك أوباما قائلًا: "إنه لم يكن يخطط لفعل ذلك". وتتابعت المواقف المحرجة للرئيس الأمريكي وكان أحدها بسبب تخطيه طابور الانتظار في أحد مطاعم أوستن بولاية تكساس الأمريكية، واضطر الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدفع ثمن وجبة أب وابنته، بتكلفة تزيد عن 300 دولارًا، غير أن "أوباما" لم يجد في جيبه سوي مبلغ ضئيل، الأمر الذي اضطره للدفع عن طريق الفيزا. كما وضع فستان ميشال أوباما، الرئيس الأمريكي في موقف حرج، حيث تسببت الرياح في رفع فستانها خلال زيارتهما، لمدينة بالم سبرنجز بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، لقضاء العطلة الأسبوعية، غير أن "أوباما" بادر بإمساك الفستان. وأنقذت ميشيل اوباما زوجها الرئيس الأمريكي، عندما تعرض لأحد المواقف المحرجة الأخرى في مطعم "Estela" بعد تناوله العشاء بصحبة زوجته، إلا انه عندما جاء وقت دفع الحساب، رفض المطعم بطاقة أوباما الائتمانية لأنها غير صالحة، وقد برر ذلك مازحا لوسائل الإعلام أنه لا يستخدمها كثيرا لذلك قد تكون غير صالحة دون أن يلاحظ، وانتهى اليوم بمجرد أن أنقذت ميشيل زوجها ببطاقتها الائتمانية لتدفع ثمن العشاء.    لم يقتصر الأمر فقط على اوباما، بل إن زوجته قامت ببعض التصريحات التي اعتبرت "زلات لسان" محرجة للبيت الأبيض من ضمنها قولها لبعض المعلومات المغلوطة أثناء الترويج لأحد النواب الديمقراطيين الذين تدعمهم وزوجها في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، حيث خلطت بين السيناتور الديمقراطي مارك اودال ومنافسه الجمهوري كورى جاردنر؛ كما وصفت نفسها في تصريحات سابقة أنها "أم عزباء"، الأمر الذي عقب علية الرئيس الأمريكي موضحا إنه يحب أن يعطي زوجته أو أي شخص آخر "العذر" بسبب زلات اللسان، خاصة انه كان منشغلا بالكثير من الأمر الفترة الماضية، وهي عليها الكثير من المسؤوليات. على الرغم من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ظهر مع زوجته ميشيل وابنتيه كعائلة متحابة ومترابطة مع بداية حملته الرئاسية عام 2008، إلا أن العديد من المواقف توالت بعد ذلك لثبت أن الرئيس ربما فشل في أن يحافظ على ترابط هذه العلاقة بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على تولية منصب الرئاسة. ونشرت الصحف عدد من المواقف التي حدثت بين الزوجين، مشيرة إلى إنهما على وشك الانفصال، وكان أبرزها ما حدث أثناء حفل تأبين الزعيم الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا، حيث جلس أوباما بجوار رئيسة الوزراء الدانمركية هالي شميدت، متجاهلا حضور زوجته، حتى التقط العديد من الصور "السيلفي" معها. والتقطت الكاميرات عدة صور لميشيل اوباما يبدو عليها الغضب الشديد بسبب تجاهل زوجها لها حتى أنها أجبرته بعد ذلك فيما يبدو على ترك مقعده والجلوس بجانبها، الأمر الذي أدى للكثير من السخرية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت؛ كما نُشرت بعد ذلك العديد من الأخبار التي تؤكد إنهما يستعدان للانفصال. واشتدت المواقف المحرجة لأوباما في 2014، ولكنه تعامل مع فكرة ابنتيه ماليا وساشا لرسم "التاتو" بذكاء، حيث قال إنه وولدتهم سيرسمون نفس الوشم الذي ستختاره الفتاتان، كما سيضعونه في نفس المكان وبنفس الحجم حتى تصوره الصحافة على إنه "وشم الأسرة"، مما جعل المراهقتان تتراجعان عن الفكرة لما ستتسبب به من إحراج للبيت الأبيض ولهما. وتسببت كثرة المواقف المحرجة لأوباما في ضعف شعبيته، لكن في الجهة المقابلة ارتفعت شعبية بوتين بشكل كبير سواء بداخل روسيا أو خارجها، وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، في تقرير لها، أنه برغم ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة الروسية "الروبل" بالإضافة إلى اقتراب الاقتصاد الروسي من حافة الركود، يتمتع الرئيس "فلاديمير بوتين" بشعبية غير قابلة للتغير أو التأثر. وسادت في شبكات التواصل الاجتماعية الروسية "موجة الوطنية الروسية التي يقودها بوتين" حيث أصبحت المروج الأساسي للعديد من السلع التي تحمل صورة بوتين سواء كانت ملابس أو أغلفة الهواتف أو ملصقات خاصة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، وفي نفس السياق بيع مجسم يمثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يوقع وثائق انضمام القرم التاريخية للاتحاد الروسي، بمبلغ 30 ألف يورو، في مزاد بمدينة كولونيا الألمانية، والمجسم حصل أثناء المزاد على اسم "بوتين المحرر"، وبلغ ارتفاعه 51 سنتيمترا، وهو يصور بوتين جالسا خلف مكتب من الخشب، مضاء بمصباح يعمل بالوقود.   وأكد مركز "ليفادا" الروسي لدراسة الرأي العام أن أعداد الروس الراضين عن سياسة الرئيس فلاديمير بوتين عالية، وأشار استطلاع أجراه المركز في شهر أغسطس إلى أن 87% من المشاركين أعربوا عن رضاهم عن نشاط بوتين، وكان معدل شعبية بوتين ومستوى رضا الروس، سجل في شهر مايو نسبة 83% وفي شهر مارس 72% . وظهرت شعبية الرئيس الروسي بالخارج عندما أضاف صاحب أحد المطاعم في بريزبين بأستراليا أيام انعقاد مؤتمر القمة للدول الـ20 سندوتش همبورجر أسماه "سندويتش فلاديمير الكبرى" إلى قائمة أطباقه، تيمنا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.