توترت العلاقات "المصرية -التركية" في الآونة الأخيرة، وجاء ذلك بسبب توجهات الحكومة التركية - ممثلة في رئيسها رجب طيب أردوغان- المعادية لرئيس الجمهورية المنتخب عبد الفتاح السيسي. وأعلن أردوغان في أكثر من مرة تأييده للنظام الإخواني في مصر، وهو تعليق لا يجوز في الأعراف الدبلوماسية حيث يمنع أن تتدخل أي دولة في سيادة وإرادة دولة أخرى. استمر تطاول أردوغان على مصر في كل خطاب يلقيه أو لقاء يجريه عبر وسائل الإعلام، موجها عدد من الاتهامات للسياسة المصرية الداخلية والخارجية، بأسلوب يطلق عليه "جر شكل" مما كان له أكثر من رد فعل سواء مصري أو عربي أو عالمي. وكان رد الفعل المصري متمثلا في وزارة الخارجية المصرية حيث أعلنت - أكثر من مرة - عن بالغ استنكارها لتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول الشأن الداخلي في مصر، وتمثل التصريحات الصادرة عنه إصراراً غير مقبول على تحدى إرادة الشعب المصري العظيم واستهانة باختياراته المشروعة وتدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد. واستدعت القاهرة القائم بالأعمال التركي، في يوليو الماضي، احتجاجاً على اتهامات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمصر بشأن أحداث غزة، حيث كرر إردوغان في مقابلة أجرتها معه محطة "سي.إن.إن" عبارة تسببت في أزمة، حيث وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه "طاغية"، واتهم مصر أيضا بأنه ليس لها موقف صادق تجاه أزمة غزة. وقالت وزارة الخارجية المصرية - في بيان لها- إن مصر تعرب عن بالغ استهجانها واستنكارها للتصريحات الأخيرة التي أدلى بها رئيس وزراء تركيا، وما تضمنته من إساءة لشخص الرئيس بإصدار أحكام مطلقة لا دليل عليها، وإنما مدفوعة بأغراض ونوازع لا تتصف بالموضوعية، وبتغليب الاعتبارات الشخصية، وتعكس جهلاً كاملاً وإنكاراً تاماً لحقيقة الواقع السياسي في مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى تنفيذ ثاني استحقاقات خريطة الطريق وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة بمشاركة فعالة من آلاف المنظمات المصرية والإقليمية والدولية والتي شهدت بنزاهة هذه الانتخابات. وأعربت جامعة الدول العربية، بيان يعرب عن أسفها الشديد لما تناوله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيانه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من تصريحات تمس السيادة المصرية، مؤكدة أن تصريحات أردوغان تعتبر تدخلًا في الشؤون الداخلية لدولة عربية، وهو ما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة. وأعلنت أكثر من دولة عربية رفضها لتصريحات أردوغان عن مصر، مثل دولة الإمارات التي قالت في بيان " فوجئنا بما جاء على لسان رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان فيما يخص جمهورية مصر العربية واستغلاله منصة الأمم المتحدة للتهجم المرفوض على الشرعية المصرية". وكان أردوغان قد ألقى كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تطاول خلالها على  مؤسسات الدولة في مصر. وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في أكتوبر، على اختيار الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن، حيث كانت تركيا تعتقد بكل ثقة أنها ستحصل على مقعد، لكن الأمر المخجل هي أنها خسرت هذا المقعد لصالح أسبانيا ونيوزيلندا، وهي صفعة في وجه أردوغان الذي انتخب رئيسا في أغسطس، ويرى مراقبون أن خسارة تركيا لمقعد مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة لم يأت من فراغ وإنما نتيجة طبيعية وهى رسالة واضحة على رفض دول العالم للسياسات التي يتبعها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وتحذير له أنه لا يستطيع الاستمرار في إدعاءه بالديمقراطية ثم يدعم من جهة أخرى أبرز الجماعات المتطرفة بالمنطقة.