حبيبتي ... "فلول" 25/11/2011 12:40:39 م بقلم : نزار فتحي سيدي أنا شاب في أوائل الثلاثينيات من أسرة طيبة وتخرجت من احدي كليات القمة لالتحق بعد ذلك باحدي الشركات الكبري حيث انطلقت بسرعة الصاروخ لأصبح واحدا من أصغر المديرين بها. وحكايتي بدأت عندما وقفت أمامي ذات يوم تطلب عملا .. بسيطة الحال هي .. يلمع الذكاء في عينيها.. وتشي تحركاتها بطاقة هائلة. إنها "فريدة" التي تعاطفت معها كثيرا فساندتها ومنحتها ثقتي وأصبح لها مكانة وراتبا محترما .. واحببتها فاستجابت لمشاعري ولم أعد أري في العالم كله سواها. وبعد اندلاع الثورة التي آمنت بها وشاركت فيها بدأت افكر جديا في ترك الشركة المملوكة لأحد فلول  الحزب الوطني فكانت المفاجأة رفض حبيبتي ما اعتزمته وتهديدها بهجري لو أقدمت علي هذه الخطوة بل وصارت "فلولية" أكثر من صاحب الشركة نفسه. اعتقدت أن صغر سنها سبب موقفها هذا حاولت أن أشرح لها وافهمها أن معاناتها واسرتها وملايين المصريين سببها الفاسد الذي تعتبره أبا لها وهو "مبارك".. حاولت مرارا دون جدوي. صممت علي موقفي وهي من جانبها لم تتراجع.. وجاء اليوم المنتظر وانسحبت من الشركة  فاختفت فريدة تماماً بعد أن أكدت ببساطة أنه لا يعنيها في هذه الحياة سوي مصلحتها فقط..  ومصلحتها الان في المرتب الكبير والبقاء وسط الفلول بدلا من الاستمرار مع ثوري متهور اختار البطالة علي استمرار العمل مع أحد رجال المخلوع مضحيا بالمرتب الكبير الذي كان يتقاضاه. كان ما حدث صدمة عمري ولكنها كشفت لي عن الخيط السحري الذي يربط بين الفلول صغيرهم وكبيرهم وهو المصلحة فقط.. إنهم بلا ضمير ولا قيم أخلاقية.. آلههم هو المال أو بمعني أدق رب المال.. غير أنني مازلت احبهاوقد فقدت رغبتي في الطعام والشراب والحياة نفسها لبعدي عنها وحرماني منها.. فماذا أفعل؟؟ سيدي ..ان مرآة الحب عمياء كما يقول المثل فمن الواضح أنك تري كل شئ بل وتفهم كل شئ ولكنك مشاعرك الجارفة نحوها تصيبك بالعمي المؤقت وفقدان الذاكرة الجزئي. ومن الواضح تماما أن حبيبتك الفلولية ترفض إضاعة وقتها مع شاب عاطل حتي لو أنه اختار ذلك لسبب سياسي محترم فهي شخصية عملية ونفعية الي أقصي حد ولم تكن أنت سوي خطوة الي الامام أو درجة سلم ترتقيها في طريقها الي أعلي. عزيزي.. ليس لك من سبيل سوي أن تكون فلوليا مثلها ومن الواضح أنك غير قادر علي السقوط في هذا المستنقع فحاول أن تنساها بالتقرب الي الله والخروج مع الأصدقاء والرياضة ولتكن دائما بين الناس حتي لا تفكر كثيرا وسوف تلتقي يوما بمن تستحقك.. فالطيبون للطيبات والفلوليون للفلوليات