إذاعي مخضرم انطلق من قنا وهو في عمر الزهور ليحقق حلمه الكبير على أرض قاهرة المعز، إنه كبير هوارة، شيخ المذيعين، الخال، المعلم، عميد الإذاعة المصرية، صاحب اللهجة الصعيدية الجذابة الإعلامي الكبير فهمي عمر.

تحل هذه الأيام ذكرى مولده، الثامن والثمانين والذي يحتفل بها كل عشاق نبرة صوته الجذاب ممن شهدوا الطفرة الكبيرة التي أحدثها في الإذاعة المصرية.

هنا نجع حمادي
ولد فهمي عمر في 6 مارس ١٩٢٨ في مركز نجع حمادي بمحافظة قنا، التحق بمدرسة دشنا الإعدادية ومنها إلى قنا الثانوية، ضحى عمر بحلمه للانضمام إلى المعهد العالي للكيمياء الصناعية وخضع إلى رغبة الأهل والتحق بكلية الحقوق، حصل عمر، على ليسانس الحقوق عام ١٩٤٩.

شاهد على الثورة
تقدم لاختبارات الإذاعة المصرية، وتم تعيينه في وظيفة مذيع خارج الميكروفون عام ١٩٥٠، «هنا القاهرة»، هو أول رددها عبر أثير الإذاعة عام 1951 وأصبحت سنة يتبعها الإذاعيون من بعده.

في صباح الأربعاء 23 يوليو عام 1952، كان الإذاعي فهمي عمر بجوار الرئيس الراحل أنور السادات، ليلقي بيان الثورة وكان أول إعلامي شاهدًا على إعلان الثورة.

ويروي عمر ما حدث قبل وبعد الخطاب، قائلًا: «افتتحت الإذاعة بالجمل الآتية: سيداتي وسادتي أعلنت ساعة جامعة فؤاد الأول السابعة والنصف من صباح يوم الأربعاء الموافق 23 يوليو، وإليكم نشرة الأخبار، التي نستهلها ببيان من القيادة العامة للقوات المسلحة يلقيه مندوب القيادة».

لم ينس فهمي عمر، الجملة السابقة التي يعتبرها أهم ما قاله بميكروفون لإذاعة طيلة حياته، إذ انساب بعدها صوت السادات ليعلن خلاله أول بيان للثورة.

ويتابع عمر: أنه لن يغب عن ذهنه مشهد الآلاف الذين ملئوا الشوارع المحيطة بالإذاعة، فور انتهاء البيان، وهم يقبلون جنود القوات المسلحة ويقدموا لهم الشاي والبسكويت مرددين: «تحيا مصر».

ويكمل حديثه، قائلا: «سألت السادات، عما إذا كان بمقدوري أن أقرأ البيان، ولكن الرجل قال إن السادة الضباط هم الذين سيقرءون البيان، فنحن لا نريد أن نقحمكم في هذا الأمر».

تاريخه الإذاعي
آمن «فهمي» بأن الإذاعة صرح شامخ أنار العقول، ومن أهم أعماله: «ساعة لقلبك»، ومجلة الهواء الإذاعية، وأنشأ إذاعة الشباب والرياضة، ولم يكتف عميد الإذاعة المصرية بتلك النجاحات بل أدخل الجديد إلى الإذاعة ومنها البرامج الرياضية عام 1954.

رغم عشقه لنادي «الزمالك» إلا أنه نجح في جمع كل عشاق كرة القدم حول ميكرفون الإذاعة لمتابعة تعليقاته وتحليلاته لمباريات كرة القدم بمنتهى الموضوعية والحيادية، حتى أصبح يطلق عليه شيخ الإعلاميين الرياضيين.

مجلة الهواء

تولى فهمي عمر، رئاسة الإذاعة المصرية عام 1982، قرابة 6 سنوات، قبل أن يجبره بلوغه سن المعاش على تركه، ليتفرغ إلى كتابة مذكراته، التي حملت عنوان «نصف قرن من الميكروفون».

دخل «عمر» ميدانا جديدا لم تعرفه الإذاعة المصرية من قبل عام 1954، وهو البرامج الرياضية، وقام خلال مشواره بتغطية دورة ألعاب البحر المتوسط التي نظمتها برشلونة عام 1955، وكذلك قام بتغطية 6 دورات أوليمبية من روما عام 1960، وحتى لوس انجلوس عام 1984.