" منتزه، شرطي, وفتاة جميلة " هو كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا " ، " يوم بدون سخرية هو يوم ضائع " عبارات جاءت على لسان أشهر فنان كوميدي في القرن العشرين "شارلي شابلن" .

ولد شابلن في 16 أبريل 1889 ، و كان فنانا عبقريا متعدد المواهب ، فقد كان ممثلا كوميديا قديرا كما كان يخرج أفلامه وينتجها ويكتب قصصها ويقوم بمونتاجها، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أنه كان أيضا مؤلفا موسيقيا وملحنا موهوبا للأغاني.

فاقت شهرة شارلي شابلن حد الوصف ، فقد كتب عنه أكثر من ألف كتاب ومقال ، ترجمت إلى أكثر من 40 لغة.

قضى شارلي شابلن قرابة 20 عاما من العمل المسرحي ، ثم رافق إحدى الفرق المسرحية البريطانية المتجولة في الولايات المتحدة ، لينتقل بعدها إلى السينما في بداية عهدها وظهر في عدد من الأفلام الأمريكية الكوميدية الصامتة القصيرة في عام 1914 حيث حقق نجاحاً فورياً وأصبح من كبار نجوم الكوميديا في السينما الأميركية وأعلاهم أجراً.

ابتكر شخصية (المتشرد) وطورها في سنته الأولى وأضفى عليها أبعاداً إنسانية متعددة بدأت بالشكل التقليدي المتميز للمتشرد ، كما شملت حركاته الكوميدية السريعة ومغامراته التي تجمع بين القصص الغرامية والمواقف الإنسانية العاطفية المؤثرة والقصص المأساوية الحزينة.

ثم تفرغ شارلي شابلن بسرعة لإخراج أفلامه وإنتاجها والقيام ببطولتها وتأليف قصصها ومونتاجها وتوزيعها ، وبعد ذلك في تأليف موسيقاها التصويرية وتلحين أغانيها.

وعبر شارلي شابلن في أفلامه عن روح وجوهر الفن الكوميدي، وأدرك دائما أن الفن الكوميدي فن جاد في جوهره.
ولما كان شابلن جزءا من السينما في أيامها الأولى فقد نما وتطور مع نموها، فعندما فات عهد (المتشرد) وتحول إلى الأفلام الناطقة كأفلام (الدكتاتور العظيم) و(مسيو فيردو) و(أضواء المسرح) و(ملك في نيويورك) كان ذلك التغيير ضروريا بالنسبة لشابلن وبالنسبة للعصر الذي قدمت فيه أفلامه الناطقة.

وقد أسهمت أفلام شارلي شابلن بفصل رئيسي وبالغ الأهمية في تاريخ السينما الأميركية ولعبت دورا محوريا في التطور الفني للفيلم الأميركي، وشملت روائعه السينمائية الصامتة أفلام (الطفل) و(البحث عن الذهب) و(السيرك) و(أضواء المدينة) و(الأزمنة الحديثة) وتوضع هذه الأفلام في مصاف أفضل ما قدمته السينما في القرن العشرين.

وقد تعرض في أوائل فترة الخمسينات لضغوط كبيرة في الولايات المتحدة بسبب ميوله اليسارية، فغادرها في عام 1952 معلنا أنه لن يعود إليها أبدا، واستقر فيما بعد في سويسرا حتى مماته.

وقد فاز شابلن بجائزتي أوسكار فخريتين في عامي 1927 و1971 كما فاز بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية عن فيلمه الشهير (أضواء المسرح) عام 1972 علما بأن الفيلم من إنتاج عام 1952 ويعزى ذلك إلى أن الفيلم حين عرض في عام 1952 لم يستوف الشروط المطلوبة لتأهيله للترشيح لأنه لم يعرض لمدة أسبوع كامل في إحدى دور السينما بمدينة لوس أنجلوس في ذلك العام، إلا انه استوفى ذلك الشرط بعد 20 عاما، كما منحته الملكة اليزابيث لقب سير في عام 1975.

أما الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما فقد أعلنت عندما منحته جائزة الأوسكار الفخرية الثانية عام 1971 أنها تقدم الجائزة له تقديرا للدور الذي يفوق الوصف الذي لعبه في تحويل صنع الأفلام السينمائية إلى النمط الفني المميز لهذا القرن .