" مصطفى صادق الرافعي" معجزة الأدب العربي ، ولد في 1 يناير عام 1880 بقرية بهتيم في محافظة القليوبية .

التحق بالمدرسة الابتدائية في دمنهور حيث كان والده قاضيا بها وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ، ثم أصيب بمرض خرج منه مصابا في أذنيه , واشتد عليه حتى فقد سمعه نهائيا في الثلاثين من عمره .

لم يستمر الرافعي طويلا في ميدان الشعر ، فقد انصرف عن الشعر إلى الكتابة النثرية لأنه وجدها أطوع ، وكان يقول عن الشعر " إن في الشعر العربى قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه" وهذه القيود هي الوزن والقافية.

انتقل الرافعي إلى ميدان النثر الشعري الحر في التعبير عن عواطفه العتيقة التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام الأخلاقي والديني كما كان يتصوره.
وبعدها انتقل إلى ميدان الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن تاريخ آداب العرب ، ثم كتب بعد ذلك كتابه المشهور " تحت راية القرآن" وفيه يتحدث عن اعجاز القرآن. ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم في الشعر الجاهلي .

تجلت عبقرية الرافعي في مجال المقال ، ووصل فيه إلى مكانته العالية في الأدب العربي المعاصر والقديم ، وهو مجال المقال، وأخلص له الرافعي في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه ابداعا عجيبا، وهذه المقالات جمعها الرافعي في كتابه " وحي القلم " .

ومن أهم مؤلفاته ديوان الرافعي المكون من ثلاثة أجزاء ، و ديوان النظرات ، و ملكة الإنشاء ، تاريخ آداب العرب ، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ، حديث القمر ، المساكين ، نشيد سعد باشا زغلول ، رسائل الأحزان ، السحاب الأحمر ، تحت راية القرآن ، على السفود ، أوراق الورد ، رسالة الحج ، وحي القلم ، اليمامتان ، الطفولتان ، في الربيع الأزرق ، رسائل الرافعي ، السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية ، موعظة الشباب ، حسام الدين الأندلسي ، كما ألّف النشيد الوطني التونسي بعد إضافة بيتين للشاعر أبو القاسم الشابي, وهو النشيد المعروف بحماة الحمى .

وفي يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937 توفي الرافعي عن عمر يناهز 57 عاماً ، وحُمل جثمانه ودفن في مقبرة العائلة بطنطا .