" أنور وجدي " يُعد من أحد رواد السينما المصرية ومن كبار صناعها منذ بداية الأربعينيات وحتى رحيله في منتصف الخمسينيات حيث شارك في أهم الأفلام التي سجلت انطلاقة السينما في مصر، بلغ رصيده الفني حوالي "55 " فيلماً مصرياً، أخرج منها 13فيلماً، وأنتج حوالي 20 فيلماً، كما يصل مجمل أعماله إلى حوالي 92 فيلماً ما بين تمثيل وإنتاج وإخراج وتأليف.

ولد أنور وجدي في مدينة القاهرة عام 1904، و التحق بمدرسة (الفريد) الفرنسية ، وأتقن خلال دراسته اللغة الفرنسية، لكنه ترك الدراسة بعد أن أخذ قسطا معقولا من التعليم واتجه إلى الفن.

كانت بدايته في مسرح رمسيس مع يوسف وهبي ، ثم انتقل إلى فرقة عبد الرحمن رشدي ، ثم إلى الفرقة القومية التي كان يقوم بأدوار البطولة بها .

دخل عالم السينما على يد يوسف وهبي في أدوار ثانوية في أفلام مثل (أولاد الذوات ، الدفاع) ، ليترك المسرح نهائيا ويتفرغ للسينما ، وأهم أفلامه في تلك الحقبة كان "العزيمة "مع المخرج كمال سليم ، والذي أصبح أحد أفضل الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

شارك في الخمس سنوات الأولى من الأربعينيات في حوالي 20 فيلما من أهمها (شهداء الغرام، انتصار الشباب، ليلى بنت الريف، كدب في كدب) ، وفي النصف الثاني من الأربعينيات أصبح أنور وجدي فتى الشاشة الأول، وقدم مجموعة من أنجح الأفلام منها (القلب له واحد، سر أبي، ليلى بنت الأغنياء، عنبر) ، وكانت بداية الخمسينيات نهاية مشوار أنور وجدي السينمائي، ومن أبرز الأفلام تلك الحقبة فيلم (أمير الانتقام ، النمر ، وريا وسكينة ، الوحش ) .

لم يكتفِ أنور وجدي بالتمثيل إنما قام بالتأليف واﻹخراج واﻹنتاج أيضا ، ففي عام 1945 قرر أن يدخل عالم اﻹنتاج بفيلم (ليلى بنت الفقراء)، وكتب سيناريو الفيلم بنفسه، ورشح المخرج كمال سليم ﻹخراج الفيلم ، لكنه توفي أثناء التحضير للفيلم ، وقرر أنور وجدي أن يكمل إنتاج الفيلم وأن يقوم بإخراجه بنفسه ، وحقق الفيلم نجاحا باهرا ، وقدم بعدها مع ليلى مراد سلسلة من الأفلام الناجحة قام هو ببطولتها وكتابتها وإخراجها وإنتاجها وهي ( ليلى بنت الأغنياء، قلبي دليلي، عنبر، غزل البنات، حبيب الروح، بنت الأكابر). وبعيدا عن ليلى مراد قام أيضا ببطولة وكتابة وإخراج وإنتاج عدة أفلام أخرى منها (طلاق سعاد هانم، قطر الندى، أربع بنات وضابط)، كما أنتج وألف أفلاما أخرى لم يقم ببطولتها أو إخراجها.

تزوج أنور وجدي ثلاث مرات، الأولى كانت من الفنانة إلهام حسين، ولم يدم زواجهما سوى ستة أشهر بسبب تزايد الخلافات بينهما. وفي عام 1945 تزوج من الفنانة ليلى مراد أثناء عملهما معا في فيلم ( ليلى بنت الفقراء ) ، واستمر زواجهما سبع سنوات حتى انفصلا اجتماعيا وفنيا ، بعدها مباشرة سافر إلى فرنسا للعلاج من مرض بالكلي ، وطلب من ليلى فوزي أن تسافر معه إلى هناك، حيث كان بينهما علاقة حب قديمة عادت لتتوطد بعد طلاقه من ليلى مراد، وتزوجا في القنصلية المصرية في باريس ، ولم يستمر الزواج سوى أربعة أشهر فقط ، توفي بعدها أنور وجدي .