محللون صينيون: المسلمون والأقباط في مصر نسيج وطني واحد ومتماسك 2013- ص 07:52:27 الاربعاء 10 - ابريل صورة أرشيفية بكين - أ ش أ وصف محللون وخبراء صينيون شعب مصر بكافة فئاته وطوائفه بأنه "نسيج واحد" غير قابل للتفكك أو التقسيم، وأن المسلمين والأقباط في مصر يتعايشون ضمن نسيج وطني واحد ومتماسك منذ القدم. وأضاف المحللون أنهم اثبتوا على مر الأزمنة أن الوحدة الوطنية أقوى من كافة التحديات التي تواجههم، وأنه رغم الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا إلا أنها لا تمثل لب وجوهر الاضطرابات الحالية في المجتمع المصري ولا ترجع لأسباب طائفية بل يعد سببها الرئيسي الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية. جاء ذلك في تقرير لوسائل الإعلام الصينية لإلقاء الضوء على الأحداث الحالية في مصر حيث وصف المحللون الصينيون ما يحدث داخل مصر بأنه دخول آخر في خط الأزمات السياسية والاقتصادية كان آخره الأزمة التي وصفت ب"الطائفية" والتي أيقظها مؤخرا مقتل 4 أقباط ومسلم في اشتباكات بين نشبت بمحافظة القليوبية وتلتها أحداث عنف أمام الكاتدرائية بالعباسية، ما يدل على أن هذه المشكلة مازالت تمثل أحد الملفات الداخلية الشائكة التي تواجه المجتمع المصري حاليا ومنذ فترة طويلة . من جانبه أشار وو بينغ بينغ، الخبير الصيني في الشئون العربية والأستاذ بجامعة بكين، إلى أن "الاشتباكات الأخيرة تعد أحد مظاهر التناقضات الاجتماعية والاقتصادية داخل مصر، مضيفا أن الاشتباكات بين الأقباط والمسلمين تنبثق دوما عن أمور صغيرة وليست كبيرة . وقال يين قانغ، الباحث في معهد دراسات شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن الصراع بين التيارين الديني والعلماني سيظل قائما، ولكن ذلك لا يعني مطلقا أن المشكلة الطائفية تمثل معضلة رئيسية في المجتمع المصري، وان كانت كذلك فلن يتوانى المجتمع المصري بجميع طوائفه وتياراته الدينية في معالجتها على النحو الصحيح، مؤكدا أن المعضلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هي السبب الجذري الذي يفضى إلى حالة الفوضى التي تشهدها مصر بين الفنية والأخرى. وأوضح يين قانغ، الباحث في معهد دراسات شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن وقوع اشتباكات بين الأقباط والمسلمين بكثرة في السنوات الأخيرة يعد انعكاسا لمعاناة المواطن المصري الكادح من أوضاع اقتصادية واجتماعية عصيبة تتمثل في ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل وقد تؤثر على الوضع الداخلي بشكل مباشر وسلبي ما لم تعالج سريعا. ولفت المحللون الصينيون إلى أن محاولة دب الفتنة بين الأقباط والمسلمين في مصر ليس وليد اليوم حيث لم يشهد تصاعدا فيما بعد ثورة يناير فحسب وإنما بدأ منذ فترة وخلال عصر الرئيس السابق حسني مبارك أيضا، إذ وقعت خلال حقبة مبارك أحداثا طائفية تمثلت في استهداف الكنائس مثل أحداث العمرانية في ديسمبر عام 2010 وذلك على الرغم من أن الواقع يشهد للأقباط بوضع امتيازي خلال تلك الحقبة، مثل زيادة مشاركتهم في الحياة العامة واقتصاديا وسياسيا وتعيين عدد كبير منهم في البرلمان. وأشار تقرير وسائل الإعلام الصينية إلى أنه في ظل تشابك المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وما توصف ب"الطائفية" داخل مصر، يسير الشعب المصري على الأشواك ويواجه الكثير من أوجه عدم اليقين وهم يمضون قدما في طريقهم لرسم مستقبل أفضل ينعم فيه أبناؤهم المسلمون والمسيحيون على حد سواء بالحياة الكريمة التي يستحقونها . وأوضح المحللون الصينيون إلى أنه في المرحلة الآنية، يعد تصاعد حدة التوتر بين المسلمين والمسيحيين ظاهرة طبيعية خلال عملية بناء توافق الآراء بين مختلف الجوانب، وإن الوصول بمصر إلى حالة الاستقرار يستلزم تقديم تنازلات متبادلة والتوصل إلى حلول وسط تقبلها جميع الأطراف سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو علمانية .