من الآخر

«بالونة» عاشور.. ودمرداش الزهور

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد


 اجتماع الجمعية العمومية غير العادية القادم لاتحاد الكرة يجب أن يكون فى مقدمة الملفات المطروحة على مائدته مع تعديل بنود لائحة النظام الأساسى ووضع مزيد من البنود الانضباطية لتصل لحد الاستبعاد لمنع التجاوزات والخروج عن النص فى ملاعب كرة القدم والحفاظ على الذوق العام، خاصة أن هناك لاعبين يهوون «اللقطة» التى تصل بهم أحيانًا لدرجات من الجنون بحثًا عن كسب مزيد من الآهات واللايكات ليس من المدرجات فقط ولكن فى فصول التحفيل التى تنطلق عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى.

كهربا لاعب الأهلى سيرحل عن القلعة الحمراء ربما للدورى الليبى بعدما فقد تركيزه مع الفريق وتفرغ فى أحيان كثيرة، وأتمنى أن تكون الشهور الستة التى سيعار فيها بمثابة استعادة لاكتشاف نفسه مرة أخرى من أجل أن يكسب مزيدًا من الاحترام حتى يعود مرة أخرى للقلعة الحمراء، وبالتالى يحقق حلمه باللعب فى مونديال الأندية القادم، ولن يحدث ذلك إلا بالتركيز فى الساحرة المستديرة فقط داخل البساط الأخير وليس بما يتردد أو يقال على الفيسبوك والإنستجرام، وعليه أن يُدرك أيضًا أن «السن بيكبر» وفرص العودة لن تكون متاحة إذا لم يسارع فى إنقاذ مستقبله الكروى الذى تأثّر كثيرًا بأزمات اللاعب خارج محيط الملعب.

شاهدت لاعبين فى الهلال السعودى بـ«البالونة» وكان لونها أزرق بلون فانلة «زعيم آسيا» والمملكة العربية الشقيقة ويقومون بحدفها للجماهير ولم تحدث أزمات، ولست أعلم حتى الآن ما سبب لجوء إمام عاشور نجم الأهلى لتقليد ذلك الاحتفال مع اختيار بالونة لونها أبيض يقوم بنفخها ثم يضعها تحت قدميه مما أثار جدلًا كبيرًا، بالتأكيد وضع اللاعب تحت نيران جماهير الزمالك التى ليس لها ذنب فى انتقاله للأهلى ولا تعرف إلا أن عاشور تألق مع ناديها وحقق الشهرة والمال واحترف من خلال الزمالك الذى كان يبوس فانلته فى يوم من الأيام.

قد يكون عاشور يداعب بنته الصغيرة باحتفال البالونة، ورغم قناعتى بأن ذلك مكانه البيت مع طفلته وليس عبر الشاشات التى يشاهدها الملايين أو أن يتفادى ذلك باختيار لون البالونة ليس له علاقة بالتكهنات وليس من المنطقى أن ندافع عن الخطأ لمجرد مناصرة لاعب وفقًا لانتمائه، وأتصور أن الأسطورة محمود الخطيب رئيس النادى الأهلى الذى أثق كثيرًا فى قدراته وعطائه ومبادئ النادى الأهلى المتوارثة عبر الأجيال فى هذا الكيان الكبير الذى يُعد فخرًا للرياضة العربية والأفريقية وليس مصر فقط بتاريخه وبطولاته وأساطيره وشعبيته لن يتوانى فى تقويم وإنقاذ موهبة عاشور التى قد تهدرها تلك التصرفات الصبيانية أو حب «اللقطة» التى قد تُبعده تمامًا عن الصورة، لأن تركيزه فى الكرة سيجعله بالفعل أفضل لاعب فى مصر وليس العكس.

من يستحق الإشادة والدعم من الجماهير والنقاد هو محمد مجدى قفشة صانع ألعاب الأهلى الذى يتمتع بأخلاق رفيعة، وعندما يجلس على مقاعد البدلاء لا يفتعل الأزمات والمشاكل، وعندما يتم الاستعانة بخدماته يكون مؤثرًا ويصنع ويسجل أهدافًا تترك دائمًا البصمة والأثر فى قلوب الجماهير الحمراء وبتواضعه الجم واحترامه للمنافس يدخله القلوب من أوسع الأبواب، ولذلك إن اللقطة التى جمعته مع إمام عاشور أثناء احتفاله بالبالونة البيضاء لم يكن معجبًا باللقطة، وكان يتساءل ولسان حاله يقول «بيعمل أيه ده»، وأتصور أن ما يفعله إمام عاشور يجعله بعيدًا عن صفوف المنتخب، لأن حسام حسن يضع اعتبارات ومقاييس فى نوعية اللاعبين الذين يضمهم؛ أهما التركيز والانضباط داخل وخارج المستطيل الأخضر، بالإضافة إلى أن اعتراض عاشور على جلوسه احتياطيًا مازال عالقًا فى أذهان التوأم ولن يجعلهما يغفرانه إلا التزام هذا اللاعب الموهوب والذى يمتلك مقومات فنية تحتاج فقط للتهذيب سلوكيًا قبل فوات الأوان.

الواضح أن عاشور لا يتأثر أو يستجيب للنصائح وأخشى عليه من المضى قدمًا فى سكة اللى يروح ميرجعش، والتى أضاعت مواهب كروية كانت ملء السمع والبصر، ورسالتى لعاشور: فوووق يا إمام.

 أعجبتنى جدًا فكرة المستشار محمد الدمرداش رئيس نادى الزهور بتكريم رؤساء الاتحادات الرياضية وأعضاء النادى الناجحين فى الانتخابات الأخيرة، فكرة محترمة، وليست جديدة على الدمرداش الذى أحدث نقلة مملوسة وواضحة فى نادى الزهور وضعته فى صفوة الأندية الكبار، نادى الزهور كان له دور مؤثر فى الانتخابات الماضية للاتحادات، وأشهد أن الدمرداش كان يقف ويساند بقوة المرشحين المنتمين للزهور بشكل مشرف، وهذه اللمسة التى قام بها بتكريمهم يجب أن تحظى بالتقدير والإشادة من الجميع.

شخصياً تابعت كثيرًا مراحل التطور التى شهدها نادى الزهور بمقره بمدينة نصر وفرعه بالتجمع الخامس تحت رئاسة المستشار محمد الدمرداش والتى جعلته ينطلق انطلاقات كبيرة جدًا ويحدث طفرات رائعة على المستويات الإنشائية والإدارية والتنظيمية وبصمات رئيس الزهور للأمانة وبشكل شخصى وبالتعاون مع مجلس إدارته يلمسها الجميع.

أهنئ كل الناجحين فى الانتخابات الأخيرة للاتحادات الرياضية ولأسرة الزهور، وأبارك شخصيًا لمحمد الدمرداش الذى كان أحد فرسان الانتخابات وبالتوفيق فيما هو قادم بإذن الله.