وسط زحام الأخبار اليومية التى تأتينا عابرة حدودنا من كل صوب ما يُثقل كواهلنا، أكتب هنا لكل مصرى يثق فى دولته ويبحث عن بارقة أمل حقيقى دون تطبيل أو تهليل، فى أجواء كالتى نعيشها فى إقليمنا المضطرب كمواطن ينهك روحى أحيانًا اليأس من هول مشاهد الدمار والموت، أجد نفسى أمام أخبار من بلدنا تقول بأن الحلم المصرى لن يموت، وأن المسار الذى نسير فيه، مهما بدا شاقًا، يتجه بنا نحو الأفضل.
حزمة من الأخبار جاءتنا دفعة واحدة مساء الأربعاء، عبر تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى تدعونا إلى التفاؤل، فهى ليست كلمات جوفاء أو وعودًا واهية، بل أفعال على الأرض، وأرقام تنبض بالحياة، وخطوات تؤكد مساحات الثقة بين الدولة والمواطن.
لا ينحاز الكثيرون للأخبار الإيجابية وربما يتجاهلون قراءتها، فإذا كنت تنتمى لهذا الفريق فلا تقرأ هذه الأخبار!
الإعلان عن تعيين 72 ألف معلم جديد، ليس خبرًا عابرًا، بل هو اعتراف بأن التعليم، وليس أى شىء آخر، هو الأساس الحقيقى للنهوض بالأمم، تخيلوا أثر هذا القرار على جودة التعليم فى مصر، التى عانت طويلاً من قلة الموارد والكفاءات، هذه الخطوة لا تعنى فقط توظيف آلاف الشباب، بل تعنى زرع بذور التغيير فى عقول أجيال قادمة.
لكن، هل يعنى هذا أن نكتفى بالتعيين، أم أن هناك خطة شاملة لإصلاح التعليم من جذوره؟ لأنه إذا كانت المناهج عقيمة، وعفا عليها الزمن والإدارة فوضوية، فلن يغير 72 ألف معلم جديد الكثير، وهو ما تعمل عليه وزارة التربية والتعليم حالياً.
الخبر الثانى ربما هو الشغل الشاغل لنا جميعا لأنه يتحدث عن إيراداتنا بالعملة الصعبة من التصدير، حيث حققنا أكثر من 40 مليار دولار من الصادرات السلعية غير البترولية وهو رقم مذهل، لكن هل تساءلنا كيف وصلنا إلى هذا الرقم؟ إنه حصاد سنوات من العمل الجاد لفتح أسواق جديدة وتنويع المنتجات المصرية ودعم الحكومة للصادرات، ومع ذلك دعونا نكون صرحاء: التحدى الحقيقى ليس فى الوصول إلى هذه الأرقام، بل أولًا فى الحفاظ عليها وزيادتها، فنحن فى حاجة لأن يتضاعف هذا الرقم.
اقرأ أيضًا| إسلام عفيفى يكتب: فقه المصريين لا يعرف «همُْ» و«نحن»
الخبر الثالث لعل هذا الخبر فى حد ذاته ليس جديدًا فسبق وأن تم إعلان هذا الموقف من جانب الحكومة بصيغ مختلفة، بل وأصبح لدينا «وثيقة دولة» لسياسة الملكية والأهم الآن أن طرح شركات جديدة للاستثمار سيتم هذا العام وفق حسابات ومقتضيات السوق كمفتاح لتعزيز الاقتصاد والثقة بين المستثمر والحكومة، الطرح ليس مجرد إجراء اقتصادى، بل هو دعوة للمواطن ليصبح شريكًا حقيقيًا فى التنمية ومن جانب آخر هو دعوة أيضا للمستثمر الأجنبى وجهات التمويل الدولية للثقة فى شفافية السوق وجاهزيته للتنافس العادل.
أما الخبر الرابع فعن زيادة إنتاج الغاز وتوفير مليار ونصف المليار دولار خلال 6 أشهر هذا ليس مجرد خبر اقتصادى، بل هو إعلان عن استعادة مصر لسيطرتها على واحدة من أهم مواردها، فالغاز ليس فقط مصدرًا للطاقة، بل هو ورقة رابحة تعزز مكانتنا كقوة إقليمية، وهذا الملف تحديداً يحظى باهتمام رئاسى بالغ، وهو ما يفسر سعى الأبواق المارقة لاستهداف المساعى المصرية ونشر الشائعات حول إعادة العمل على نطاق واسع من الشركة الإيطالية إينى فى حقل ظهر.
وأخيرًا، تصريح رئيس الوزراء عن قانون المسئولية الطبية هو بمثابة رسالة تقدير لكل طبيب فى مصر. هؤلاء الذين حملوا أرواحنا بين أيديهم خلال أوقات الشدة، يستحقون أن يكون لديهم قانون يحمى حقوقهم ويحل مشاكلهم، وذلك بالتوازى مع حماية حقوق المرضى.
وفيما يتعلق بالأدوية، فقد أصبح لهيئة الدواء المصرية لدى منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى صلاحية للاعتماد والاعتراف بأى مصنع دواء مصرى طبقاً لنظم معينة، وأن هذا الاعتماد والاعتراف بالأدوية التى يتم إنتاجها فى هذه المصانع يمكنها من التصدير للأسواق العالمية.
أنا لا أكتب لأُسبغ المثالية على المشهد، بل لأقول إن الأمل موجود، لكنه يحتاج منا جميعًا إلى العمل بجدية وإصرار لنرى كل هذه الأخبار واقعا يلمسه كل مصرى.
نحن شركاء فى البناء لا مجرد متفرجين، مصر تستحق منا أن نحلم، ولكن الأهم أن نحول هذا الحلم إلى حقيقة.